سيتعجب الكثيرون ولن يصدق العديدون حقيقة مفادها أن عبد الرزاق حمد الله مهاجم الجيش القطري حاليا، هو أفضل هداف مغربي محليا وخارجيا في آخر 10 سنوات.
هذا القناص غير المحظوظ مع شيء إسمه الفريق الوطني سواء الأولمبي أو الأول، يظل الهداف رقم 1 بالمغرب متفوقا على كل المهاجمين الآخرين كالعرابي وحجي والشماخ والحمداوي وغيرهم من الذين تألقوا في هجوم الأسود خلال العقد الأخير.
حمد الله يؤكد موسما بعد أخر أنه قطعة هجومية إفريقية وعربية نادرة في زمن يغيب فيه رؤوس الحربة، وتغريده سُمع في 3 قارات بقوة كبيرة، والمثير أن معدله التهديفي السنوي مرتفع وينافس ما يسجله سواريز ونيمار رغم الفوارق الشاسعة بين أجواء الممارسة ورقعة التباري.
إبن عبدة من اللاعبين المحليين القلائل الذين إنطلقوا من البطولة خلال السنوات الماضية، ونجحوا في الإحتراف الأوروبي أولا ثم الأسيوي والخليجي، وإنتقالاته تشير إلى قيمة مالية تفوق 14 مليون أورو.
وكان بإمكان الرجل أن يواصل السباحة في الأنهار الأوروبية بعد نجاحه مع أليسوند النرويجي وتسجيله 20 هدفا في عام واحد، خصوصا بعد دخول أندية دنماركية تشارك في عصبة الأبطال على خطه، إلا أنه هرب من القارة العجوز بسرعة لأسباب قد تتراقص بين الخوف من المغامرة والفشل في بطولة أقوى، أو تفضيل تأمين المستقبل بصفقات مالية مغرية في دول ببطولات متواضعة وخالية من الضغوطات.
صاحب 25 سنة يستعرض العضلات حاليا بالطول والعرض في قطر ويتفوق على البرازيليين وباقي الجنسيات بأهدافه الانطولوجية، والتساؤل موضوع إن كان اللاعب يجني على نفسه ويضيع سنوات مسيرته في الخليج في وقتٍ كان بإمكانه شق طريق محترم في إحدى البطولات الأوروبية المحترمة مع أندية صغيرة أو متوسطة.
ولا يملك القرش الجائع عيوبا كثيرة فهو رائع بالقدمين ويتقن المرواغة والضربات الرأسية، ونقطة ضعفه الوحيدة هي تقصيره في الجانب التكتيكي وعدم إيجادته التموضع والتعامل خاصة في المباريات المغلقة تكتيكيا.
وعموما يبقى حمد الله هدافا متميزا جدا وأفضل أسد مغربي بالإحصائيات في العقد الأخير، وهذه أرقام وبراهين تدل على النجاعة الهجومية الخارقة لحمد الله في آخر خمس سنوات:
حمد الله قبل إحترافه الخارجي كان قد سجل 32 هدفا في البطولة الإحترافية في موسمين فقط، ليحلق بعدها إلى النرويج ويوقع 20 هدفا في موسم واحد مع أليسوند في البطولة والكأس، ويطير عقبها إلى أقصى شرق آسيا حيث قضى سنة مع غوانزهو هز فيها الشباك في 25 مناسبة في البطولة، دون إغفال تسجيله في عصبة الأبطال الأسيوية مع فريقين مختلفين.
هذا الموسم وإلى غاية اللحظة سجل 19 هدفا مع الجيش القطري في البطولة المحلية وعصبة الأبطال الأسيوية ويحتل وصافة ترتيب الهدافين بالدوحة، وشهيته مفتوحة لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية بالطول والعرض أينما حل وإرتحل. 
هذا على صعيد الأندية، أما فيما يتعلق بالفريق الوطني فحمد الله هو هداف الفريق الأولمبي في عهد الناخب الهولندي السابق بيم فيربيك في إقصائيات الألعاب الأولمبية، والمكافأة كانت التشطيب على إسمه من اللائحة التي سافرت إلى لندن صيف 2012، ويعتبر من اللاعبين القلائل الذين وقعوا هاتريك مع الفريق الوطني الأول تاريخيا، وهو الذي لم يجد أدنى صعوبة في تدوين الثلاثيات بسخاء في أكثر من مباراة وبطولة في 3 قارات مختلفة.
111 هدفا رصيد حمد الله الرسمي في ظرف زمني لم يتجاوز 5 سنوات، ورغم هذا الرقم الخرافي وغير المعتاد على الصعيد المغربي إلا أنه لم يكن يجد الترحيب والقبول داخل الفريق الوطني، حيث يتواصل سوء حظه كلما تعلق الأمر بالقميص الأحمر والأخضر أولمبيا كان أم كبيرا.
فلماذا هذا العناد واللعنة التي تلاحق هذا المحترف الذي يتكلم نادرا ويسجل كثيرا ولا ينال الفرص إلا قليلا؟ وهل سيعرف الناخب الوطني الجديد هيرفي رونار كيف يوظفه ويمنحه الثقة ويجد وصفة إستثماره؟ ومن يملك الأحقية ليكون رأس الحربة الرسمي في العرين، هو أم يوسف العرابي؟