لم يعد دوري أبطال أوروبا مجرد بطولة يتنافس فيها كبار اللاعبين أو المدربين أو الاندية، بل باتت حدثا له خلفية اقتصادية والكثير من المصالح واعتبارا من دور الـ16 ستحاول ستة أندية “متواضعة” مواجهة بعض الأندية الأكثر ثراء في العالم.
والدخل الضخم الذي يعود عن أكبر بطولة قارية ويتنوع بين جوائز وإيرادات تذاكر وحقوق بث تليفزيوني، يذهب لخزائن الأندية التي تلعب بالبطولة ويسمح بزيادة الأرصدة وكذلك تصدر الساحة الكروية عالميا من الناحية الاقتصادية.

ومن بين الأندية المستمرة في البطولة مع بداية دور الـ16 هناك عشرة أندية من أصل 20 حققت أعلى دخل في موسم 2014/2015 بينما تأمل الأندية الستة الأخرى وهي بنفيكا وزينيت سان بطرسبرج وجنت وفولفسبورج ودينامو كييف وآيندهوفن، في ألا يشكل الفارق الاقتصادي مع باقي الأندية عائقا أمام فرصها في التقدم بالتشامبيونز ليج.

وفي الوقت الذي تكافح فيه هذه الأندية لإثبات نفسها، ستحاول الأندية الغنية البقاء في البطولة لزيادة حجمها الاقتصادي فكلما فازت بأكبر عدد من المباريات وتجاوز أكبر عدد من الأدوار كلما زاد الدخل في خزائنها.

ADVERTISEMENTS

ريال مدريد-روما وبرشلونة-أرسنال:.

يعد ريال مدريد، النادي الأعلى دخلا في العالم، حيث حصد 577 مليون يورو (629 مليون دولار) في موسم 2014/2015 بحسب تقرير “دوري ديلويت المالي” الذي اجرته مجموعة “ديلويت”، وسيحاول تحت قيادة مدربه الجديد الفرنسي زين الدين زيدان التغلب على خصمه في دور الـ16 روما، النادي الذي يحتل المركز الـ16 في القائمة بـ180.4 مليون يورو (197 مليون دولار).

وعلى الصعيد الكروي، يتواجه في هذا اللقاء نجوم مثل كريستيانو رونالدو وجاريث بيل وخاميس رودريجيز من ريال مدريد مع ميراليم بيانيتش وإدين دجيكو وآخر صفقات نادي العاصمة الإيطالية ستيفان الشعراوي.

ومن الناحية الاقتصادية، هناك لقاءات أكثر تكافؤا من مواجهة الريال وروما، حيث تجتمع ستة من الأندية الأكثر ثراء في منافستين، فيلتقي أرسنال مع برشلونة وباريس سان جيرمان مع تشيلسي ويوفنتوس مع بايرن ميونخ.

ورغم تعادل كفتيهما نسبيا من الناحية الاقتصادية، فعلى الصعيد الرياضي تميل الكفة لصالح برشلونة في مواجهته أمام أرسنال، ففريق المدرب لويس إنريكي يمر بواحدة من أفضل لحظاته، حيث انه يتصدر الدوري الإسباني وتأهل لنهائي كأس ملك إسبانيا ويسير بخطى ثابتة في التشامبيونز ليج.

ويخوض برشلونة المنافسة في ظل تألق الثلاثي الهجومي المؤلف من ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار المدعومين بلاعبين من العيار الثقيل أيضا مثل أندريس إنييستا وأردا توران وسرجيو بوسكيتس وإيفان راكيتيتش.

أما أرسنال، الذي ودع كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة (كابيتال وان) ويحتل المركز الثالث في ترتيب البريميير ليج، فيأمل في أن يتمكن نجومه مسعود أوزيل وسانتي كازورلا وتيو والكوت وأليكسيس سانشيز من الوصول بـ”المدفعجية” إلى ربع نهائي البريميير ليج.

واقتصاديا، يحتل برشلونة المركز الثاني في قائمة الأندية الأعلى دخلا الموسم الماضي بمبلغ 560.8 مليون يورو(611 مليون دولار) بينما يحل أرسنال سابعا بـ 435.5 مليون يورو (475 مليون دولار).

تجمع منافسة أخرى اثنين من الفرق الأكثر ثراء فباريس سان جيرمان المملوك للثري القطري ناصر الخليفي يعد النادي الأغنى في فرنسا واحتل المركز الرابع في قائمة الأندية الأعلى دخلا الموسم الماضي بواقع 480.8 مليون يورو (524 مليون دولار)، ويلتقي بتشيلسي الإنجليزي الثامن في القائمة بـ 420 مليون يورو (458 مليون دولار).

ويلمع اسم باريس سان جيرمان بفضل نجومه زلاتان إبراهيموفيتش وإدينسون كافاني وماركو فيراتي ولوكاس مورا وتياجو سيلفا الذين لم يتمكنوا رغم القيمة الضخمة لصفقات ضمهم من منح النادي الباريسي لقب دوري أبطال اوروبا، البطولة التي لم يتجاوز فيها الفريق دور ربع النهائي.

أما تشيلسي حامل لقب البرميير ليج فلا يعيش أفضل لحظاته حيث يحتل المركز الـ12 بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الوضع الذي أدى لرحيل مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو.

ومن الأثرياء أيضا يلتقي يوفنتوس مع بايرن ميونخ، فالنادي الإيطالي حصد دخلا الموسم الماضي يقدر بـ 323.9 مليون يورو (353 مليون دولار) يحتل به المركز العاشر بقائمة الأندية الـ20 الأعلى دخلا والتي يحل فيها البايرن بالمركز الخامس بـ474 مليون يورو (517 مليون دولار).

وبالإضافة إلى وضعهما الاقتصادي، يقدم الفريقان اداء جيدا على المستطيل الأخضر، حيث أن يوفنتوس، الذي خسر نهائي التشامبيونز ليج العام الماضي أمام برشلونة، يحتل صدارة الدوري الإيطالي، ويمتلك لاعبين كبار مثل جانلويجي بوفون وألبارو موراتا وكلاوديو ماركيسيو وبول بوجبا.

ولكن التحدي ليس بالهين، فنادي “السيدة العجوز” يواجه بايرن ميونخ، أحد أخطر الفرق في أوروبا، خاصة وأن مدربه الإسباني بيب جواردويلا الذي سيتولى تدريب مانشستر سيتي اعتبارا من الموسم المقبل يسعى للرحيل بعد التتويج بالبطولة الوحيدة التي لم يتمكن من حصدها مع الفريق البافاري.

ويدعم البايرن في مهمته نجوم مثل تياجو ألكانتارا وأريين روبن وفرانك ريبيري وديفيد ألابا ودوجلاس كوستا، فضلا عن روبرت ليفاندوفسكي الذي يتنافس مع جونزالو إيجوايين ولويس سواريز وكريستيانو رونالدو للفوز بجائزة الحذاء الذهبي.

مانشستر سيتي-دينامو كييف وأتلتيكو مدريد-آيندهوفن:

واعتبارا من هنا تنتهي مواجهات “الأثرياء” الحصرية، لتبدأ منافسات تجمع بين “الفقراء والأغنياء” فمانشستر سيتي صاحب المركز السادس في القائمة بـ 463.5 مليون يورو (505 مليون دولار) سيواجه دينامو كييف الأوكراني الذي لا يظهر في قائمة الفرق الـ20 الأعلى دخلا.

وتعد هذه المواجهة سهلة بالنسبة للمان سيتي خاصة وأن كتيبة المدرب التشيلي مانويل بليجريني تتسلح بلاعبين مثل سرخيو أجويرو ويايا توريه وديفيد سيلفا وكيفين دي بروين وسمير نصري، أما دينامو كييف فسيسعى من خلال نجمه أندري يارمولينكو للإطاحة بالفريق الإنجليزي الذي رغم ثرائه لم يتمكن قط من تجاوز دور الـ16 بالتشامبيونز ليج.

ويواجه أتلتيكو مدريد الذي يحتل المركز الـ15 بالقائمة بـ 187.1 مليون يورو (204 مليون دولار) آيندهوفن الهولندي، بعدما انعش خزينته بـ42 مليون يورو هي قيمة صفقة بيع الكولومبي جاكسون مارتينيز لجوانجزو إيفرجراند الصيني في سوق الانتقالات الشتوية.

ولكن كرويا، يعد الفريقان متكافئين، فرغم أن أتلتيكو يعتبر من الفرق المرشحة للقب ويحتل وصافة الدوري الإسباني، فإنه سيواجه فريقا قويا مرشحا للفوز بدوري هولندا ونجمه لوك دي يونج يتصدر قائمة هدافي الدوري بـ17 هدفا.

الأكثر تواضعا:

وبعيدا تماما عن الأندية الثرية، تجمع آخر منافستين بين اندية متواضعة حيث يلتقي بنفيكا مع زينيت سان بطرسبرج، وجنت مع فولفسبورج.

يواجه بنفيكا، وصيف الدوري البرتغالي، زينيت الروسي، ويعد “النسور” أوفر حظا من الفريق الروسي بالنظر إلى تاريخهم فقد توج النادي البرتغالي مرتين بكأس أوروبا (دوري الأبطال حاليا) آخرهما في 1962 واحتل وصافة التشامبيونز ليج خمس مرات، بينما لا يمتلك زينيت أي إنجاز بالبطولة.

وتجمع المواجهة الأخرى بين جنت البلجيكي، مفاجأة البطولة بعد تجاوزه دور المجموعات على حساب فالنسيا الإسباني، وفولفسبورج الألماني، الذي دائما ما يكافح من أجل البقاء في مراكز البوندسليجا المؤهلة للبطولتين الأوروبيتين (التشامبيونز ليج ودوري أوروبا).

ADVERTISEMENTS

وأخيرا تكون أندية دينماو كييف وفولفسبورج وجنت وبنفيكا وزينيت سان بطرسبرج وآيندهوفن هي الأكثر تواضعا من الناحية الاقتصادية في البطولة.

ومن بين هذه الأندية ستة، أربعة ستتواجه مع بعضها البعض ليضمن فريقان منها التأهل لربع النهائي، أما الفريقان الآخران وهما آيندهوفن ودينامو كييف فيعتمدان على كرة القدم وحسب نظرا لأن الفارق الاقتصادي مع منافسيهما أتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي على الترتيب “شاسع”.