سيقص أولمبيك خريبكة شريط مشاركته في كأس العصبة الإفريقية بمواجهة غامتيل الغامبي في ذهاب الدور التمهيدي، ويدرك وصيف بطل المغرب ما معنى المشاركة في هذه المنافسة التي غالبا ما تعرف حضور الحيتان الإفريقية الكبيرة وذات الصيت الكبير على المستوى القاري، لذلك يمني الفريق الفوسفاطي النفس أن يذهب بعيدا فيها رغم القلق الذي ذبَ لهذا الفريق بعد الصورة المتواضعة والمفاجئة التي ظهر بها هذا الموسم في البطولة.
العودة للواجهة
لا أحد ينكر أن أولمبيك خريبكة استطاع أن يخطف الأضواء في الموسمين الأخيرين ووضع نفسه في خانة الأندية القوية، ورغم أن هذا التألق لم يكن غريبا على فريق سبق أن عاش نشوة الألقاب، إلا أن فترة الفراغ التي مر منها جعلته ينتظر بعض المواسم قبل أن يعود للواجهة، فكان مركز الوصافة في الموسم الماضي أولى خطوات التألق، حيث وقع الفريق الفوسفاطي على موسم استثنائي ونافس الوداد بقوة على الدرع بدليل أنه هو الفريق الوحيد الذي لعب دور المطاردة، قبل أن يتوج هذه العودة بفوزه بكأس العرش على حساب الفتح.
ولفت أولمبيك خريبكة بهذه النتائج الأنظار وتأكد أنه جنى ثمار مجهوداته الأخيرة وكذا استقراره التقني مع المدرب التونسي أحمد العجلاني الذي يعود له الفضل للنتائج الطيبة الذي سجلها الفريق الفوسفاطي.
ما بعد الوصافة
فاجأ أولمبيك خريبكة متابعيه بالمستوى الهزيل الذي قدمه في مرحلة الذهاب بتحقيقه نتائج متواضعة، فشتان بين أولمبيك الموسم الماضي الذي فرض نفسه في البطولة وبين فريق يعاني هذا الموسم، حيث يجد نفسه بعد، بدليل أنه ما زال يبحث عن الطريق الصحيح للنتائج الإيجابية، بل أنهى مرحلة الذهاب في المركز الأخير.
والواقع أن لا أحد كان ينتظر هذا التراجع الذي سجله الخريبكيون في البطولة، فريق ضاعت هويته وسطوته التكتيكية وانغمس في النتائج السلبية، وما الحصيلة التي سجلها إلا دليل على الصورة المتواضعة له، فلا أحد كان أيضا ينتظر أن يتحول الفريق الفوسفاطي من وصيف إلى فريق قابع في المركز الأخير، والأكيد أن أولمبيك خريبكة فاجأ جماهيره بهذا التراجع الرهيب الذي يتمنى الخروج منه سريعا خاصة مع الإقتراب الموعد الإفريقي.
الحنين للقارية
رغم أن مشاركات أولمبيك خريبكة في المنافسات الخارجية قليلة إلا أنه غالبا ما تكون ناجحة ويترك بصمته في هذه المسابقات، حيث كانت له مشاركة أولى عام 1996 في عمان في بطولة الأندية العربية الفائزة بالكأس في الأردن وتمكن من الفوز باللقب العربي بعد فوزه على الفيصلي الأردني بحصة 3ـ1، وسجل وقتها أهداف الفريق الخريبكي الزوين وحبابي هدفين، وشارك أيضا عام 1997 في بطولة النخبة العربية الثالثة التي أقيمت بالدارالبيضاء والتي استضافها الرجاء.
أما على المستوى الإفريقي فكانت له مشاركة هامة هي الأولى والأخيرة في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2006، حيث تألق الفريق الخريبكي وبلغ دور المجموعتين، وكان قاب قوسين أو أدنى من تصدر مجموعته وبلوغ المباراة النهائية، حيث ذهبت الصدارة للجيش الذي كان يتواجد معه في نفس المجموعة، وسيعود الأولمبيك هذا الموسم ليوقع على ثاني مشاركة إفريقية، وهذه المرة ستكون في كأس عصبة أبطال إفريقيا.
غامتيل بأي حضور؟
لا بد أن العجلاني ركز كثيرا على الإنتدابات وطالب بالإنتباه لها، حيث كانت واحدة من النقاط التي ركز عليها قبل دخول غمار المنافسة الإفريقية، اعتبارا إلى أن التركيبة البشرية تعتبر واحدة من أسباب نجاح أي فريق في المنافسة الإفريقية، كما أن الفريق الخريبكي عاش خصاصا كبيرا على مستوى تركيبته البشرية، وهو ما أكدته مبارياته في البطولة، إذ تعذب كثيرا هذا الموسم، فكان أن انتدب بعض اللاعبين على غرار الوردي وفوزي عبدالغني والعساس.
والأكيد أن أولمبيك خريبكة يخشى من مفاجأة غامتيل الغامبي الذي يعرف جيدا الكرة المغربية وهو الذي واجهها في العديد من المناسبات، كانت آخرها عندما نازل الدفاع الجديدي قبل ثلاث سنوات واستطاع الأخير أن يفوز يقصيه، ورغم أن الكرة الغامبية ما زالت لم تعرف ذلك التطور التي تعيشه مجموعة من المنتخبات الإفريقية، إلا أن سيحضر للمغرب من أجل الدفاع عن حظوظه بقوة.
إحسموها بمراكش
مكتوب على أولمبيك خريبكة أن يعيش الإغتراب بعد عودته للمنافسة الإفريقية، إذ سيستقبل ضيفه بمراكش بسبب الإصلاحات التي يخضع لها مركب الفوسفاط، ويبدو أن هذا الإشكال قد يكون له نوعا ما تأثير على الحضور الجماهيري في ظل الفوارق الشاسعة بين أن تجرى المباراة بخريبكة وبين أن تلعب لمراكش خاصة أن المسافة ليست قصيرة، والأكيد أن الفريق الفوسفاطي قد أخذ على هذا الإغتراب منذ بداية الموسم، وسيكون مطالبا بتذويب كل العراقيل وتسجيل نتيجة إيجابية، خاصة أن الفريق الخريبكي يدرك أنه ما زال هناك شوط آخر ينتظره ببوركينافاسو، لذلك مطلوب منه أن يسجل نتيجة إيجابية في الذهاب لخوض الإياب بارتياح، حيث سيعول المدرب العجلاني على أبرز لاعبيه كالبزغودي وفوزي عبدالغني والحراري ولاركو وبورقادي وغيرهم من أجل تجاوز غامتيل، خاصة أن الأجواء ستكون مواتية لتسجيل نتيجة إيجابية.
التشكيلة المحتملة
حراسة المرمى: أمين البورقادي
الدفاع: الجمعاوي ـ بكايوكو ـ الياميق ـ كومية ـ العكادي
الوسط: مزكوري ـ العساس ـ لحراري ـ لاسان
الهجوم: البزغودي ـ تيبركانين
البرنامج
الجمعة 12 فبراير 2016
بمراكش: الملعب الكبير: س19: أولمبيك خريبكة - كامتيل (غامبيا).