لم يختلف الموسم الحالي عن الموسم السابق بالنسبة للرجاء، فالمواسم كلها أصبحت متشابهة في السنوات الأخيرة، حيث عجز النسور  مرة أخرى عن التحليق، بل إنهم تحولوا إلى لقمة صائغة للخصوم، فجاءت النتائج متواضعة سواء داخل الميدان أو خارجه، كما غاب الأداء الراقي الذي كانت تنشده جماهير الخضراء، وكانت الحصيلة متواضعة مع بداية الموسم ما فرض تغيير المدرب الهولندي كرول بالإطار الوطني الطوسي الذي وجد صعوبات في تدبير التركة الثقيلة في بداية المشوار، لكن الأمل يبقى معلقا على النصف الثاني من البطولة لتصحيح المسار وإعادة الفريق الأخضر للسكة الصحيحة، في ظل المؤشرات الإيجابية التي قدمتها المباريات الأخيرة.
الرهان على المدرسة الهولندية
بعد خروجه من الموسم الماضي خاوي الوفاض، راهنت إدارة الرجاء مع بداية هذا الموسم على المدرسة الهولندية وعلى الكرة الشاملة التي يمثلها المدرب رود كرول لإعادة الفريق الأخضر لسكة النتائج الإيجابية ومصالحته مع الألقاب التي غابت عنه منذ مشاركته في الموندياليتو، وهكذا عاد النسور للتداريب في وقت مبكر منتصف شهر رمضان، كما وقع الإختيار على تركيا لإقامة معسكر مغلق تخللته مجموعة من المباريات الودية، بعدها شارك الفريق في منافسات كأس شمال إفريقيا ليتوج باللقب بمشاركة متميزة لمجموعة من العناصر الشابة التي تدرجت بمدرسة الفريق الأخضر، وحينها استبشر الجميع بإمكانية ظهور النسور بمستوى أفضل، وتجاوزهم لمرحلة فراغ عمرت طويلا.
الإقصاء من الكأس يعجل برحيل كرول
لكن مع انطلاق المنافسات الرسمية عاد التواضع ليخيم على نتائج الفريق وكذا على أداءه وسط ذهول الجماهير الرجاوية التي لم تصدق بأن هذا هو الفريق الذي تألق في دوري شمال إفريقيا، وفي الوقت الذي كان ينتظر أن تتحسن النتائج ويتجاوز النسور هذه المرحلة بشكل سريع، توالت النتائج السلبية واتسع فارق النقاط عن مقدمة الترتيب، ليزداد الضغط على اللاعبين وعلى المدرب وكذا على المكتب المسير، وجاء الإقصاء من نصف نهائي كأس العرش أمام الفتح الرباطي ليعصف بالمدرب الهولندي كرول ليتكرر نفس سيناريو الموسم الماضي مع الجزائري عبد الحق بن شيخة، وليعيش النسور عدم الإستقرار على المستوى التقني حيث تعاقب على عارضته التقنية مجموعة من المدربين من مختلف الجنسيات، وكلهم عجزوا عن الوصول لمنصات التتويج ليكون مصيرهم الإقصاء قبل محطة الوصول.
الطوسي يقبل هدية ملغومة
بعد فشل التجارب السابقة مع المدربين الأجانب، تقرر أن تسند المهة مرة أخرى للإطار الوطني، ووقع الإختيار على رشيد الطوسي كرجل للمرحلة بالنظر للتجارب التي راكمها مع الأندية والمنتخبات الوطنية، وأيضا لمعرفته بخبايا الكرة المغربية. الطوسي بدا سعيدا بقيادته للنسور لكن لم يخطر على باله بأنه  تسلم هدية ملغومة، وسفينة معطلة تتقاذفها الأمواج العاتية في أعماق البحار وتحتاج لمجهود خرافي لكي تصل لشاطئ النجاة. ويبدو بأن المظهر الخارجي لسفينة الرجاء كان خادعا للمدرب الجديد، قبل أن يصدمه واقع الثقوب التي تتسرب منها المياه من كل الأنحاء حتى عادت كل وسائل الترقيع غير مجدية وباتت الحاجة ملحة لإصلاح جدري.
المنعرج الخطير لم يمر بسلام
ومن سوء حظ الطوسي أن المرحلة التي تحمل فيها المسؤولية صادفت مباريات قوية وملغومة بالنسبة للفريق الأخضر حيث كان عليه مواجهة المغرب التطواني الذي كان يتخبط بدوره في أسفل الترتيب ويبحث لنفسه عن طوق نجاة، ثم الجيش الملكي المنتشي بعودته لسكة الإنتصارات، وأولمبيك خريبكة والدفاع الحسني الجديدي اللذان يدافعان عن كبريائهما في بطولة هذا الموسم ويجاهدان للخروج من أسفل الترتيب، إنه المنعرج الخطير الذي صادف بداية المدرب الطوسي مع الرجاء، ولم يمر بسلام حيث مني فيه بثلاث هزائم، واكتفى بتعادل وحيد ونقطة يتيمة من أصل 12 نقطة ممكنة، وهي حصيلة جد ضعيفة لم ترق لمستوى تطلعات العشاق والأنصار.
حصيلة هزيلة
أنهى الرجاء مرحلة الذهاب في مرتبة عاشرة لا تليق بإمكانيات الفريق الأخضر وتاريخه وكذا قاعدته الجماهيرية العريضة، الحصيلة 18 نقطة جمعها من أربعة إنتصارات وستة تعادلات وخمس هزائم، سجل هجوم الفريق 15 هدف بمعدل هدف في كل مباراة ودخلت مرماه 14 إصابة. المدرب كرول أشرف على الفريق في خمس مباريات، جمع فيها سبع نقاط، وثلاث نقاط من نصيب المدرب رضوان حجري العائد بالفوز من الحسيمة، في حين كانت حصيلة المدرب رشيد الطوسي ثمانية نقاط من تسع مباريات. وهي في مجملها حصيلة هزيلة لم ترض العشاق والأنصار.
مؤشرات توحي بغد أفضل
بعد ثلاث هزائم عاد النسور أخيرا بتعادل من ميدان الدفاع الحسني الجديدي، هذه النتيجة شكلت بارقة أمل أمام المدرب الطوسي الذي أحس بقرب انفراج الغمة، وقدوم الفوز الذي طال انتظاره، وبالفعل فقد استعاد الفريق الأخضر نغمة الفوز على حساب النهضة البركانية، قبل أن يكتفي الفريق بتعادل في الديربي البيضاوي تلته ثلاثة تعادلات أخرى ضيعت عليه مجموعة من النقاط الثمينة، لكن المباراة الأخيرة أمام إتحاد طنجة قدمت العديد من الإشارات الإيجابية التي توحي بوجود تحسن على مستوى الأداء، كما عادت الثقة للاعبين مع استعادة الفعالية الهجومية، وكلها مؤشرات تؤكد بأن النصف الثاني من البطولة سيكون أفضل من سابقه خاصة مع الإنتدابات الجديدة، واكتمال الصفوف بعودة المصابين واستعادتهم لكل مؤهلاتهم.
إعادة الإعتبار لمدرسة الرجاء
بالرغم من إقالة المدرب كرول في بداية المشوار فمن الصعب الحديث عن فشله في مهمته بعد خمس دورات فقط، ومن جهة أخرى يحسب للرجل شجاعته في الإعتماد على مجموعة من العناصر الشابة التي منحها الفرصة، منها (بانون، بوطيب، ياجور، سوداني، بنحليب، بولديني وفقهاوي...).
ولعل تألق هذه العناصر هو ما شجع المدرب رشيد الطوسي بدوره على منح الفرصة لعناصر أخرى من فئة الأمل كلاعب الوسط مهتدي وكذا المهاجم حمزة التومي إضافة للمهدي العطوشي. وحاليا نصف لائحة الفريق تتكون من عناصر تكونت بمدرسة الرجاء بإضافة باقي الأسماء الأخرى المعروفة، ما يؤكد وجود توجه نحو تغيير الإستراتيجية التي كانت تركز على اللاعب الجاهز بشكل تدريجي.
الوافدون والمغادرون في الميركاطو الشتوي
بعد تشخيصه لواقع الفريق وحاجياته الملحة، وضع المدرب رشيد الطوسي لائحة بأسماء المغادرين، وضمت في البداية الثنائي ياسين الصالحي وزكرياء الهاشمي، لكن بعد مشاورات قبل المدرب بمنحهما الفرصة مجددا، في حين تم فسخ العقد مع الغاني أسامواه كوهين، وتمت إعارة مواطنه ياكوبو لإتحاد أيت ملول، كما انتقل المدافع الأيسر حمزة مصدق بصفة نهائية للدفاع الحسني الجديدي، أما اللاعب محمد المسعودي فقد خرج من لائحة المدرب الطوسي والتحق بفريق الأمل في انتظار تسوية وضعيته. أما لائحة الوافدين فقد اقتصرت على النيجيري بابا توندي ولاعب (الطاس) زهير الوصلي.
نتائجه خلال مرحلة الذهاب
الدورة 1: الفتح ـ الرجاء البيضاوي: 2ـ0
الدورة 2: الرجاء البيضاوي ـ الكوكب: 1ـ1
الدورة 3: مولودية وجدة ـ الرجاء البيضاوي: 0ـ1
الدورة 4: الرجاء البيضاوي ـ ن. القنيطري: 0ـ1
الدورة 5: الرجاء البيضاوي ـ المغرب الفاسي: 3ـ0
الدورة 6: شباب الحسيمة ـ الرجاء: 0ـ2
الدورة 7: الرجاء ـ المغرب التطواني: 2ـ3
الدورة 8: الجيش الملكي ـ الرجاء البيضاوي: 1ـ0
الدورة 9: الرجاء البيضاوي ـ أولمبيك خريبكة: 1ـ2
الدورة 10: الدفاع الجديدي ـ الرجاء: 1ـ1
الدورة 11: الرجاء البيضاوي ـ نهضة بركان: 1ـ0
الدورة 12: الوداد البيضاوي ـ الرجاء: 0ـ0
الدورة 13: الرجاء البيضاوي ـ أولمبيك آسفي: 0ـ0
الدورة 14: ح.أكادير ـ الرجاء البيضاوي: 1ـ1
الدورة 15: الرجاء البيضاوي ـ اتحاد طنجة: 2ـ2