رحل نهضة بركان لمواجهة نادي قسنطينة في إياب دور نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بمعنويات مرتفعة بعد أن حقق الأهم في الذهاب بفوزه برباعية نظيفة، ومؤكد أن الفريق البركاني لا يريد تضييع الفرصة وعدم استغلال النتيجة العريضة التي سجلها في الذهاب، خاصه أنه قدم مستوى جيدا في المباراة، وأكد أن لديه الإمكانيات من أجل العودة بتأشيرة التأهل للنهائي بكل أريحية ودون صعوبات.
رباعية الإطمئنان
بالعودة لمباراة الذهاب فقد حقق نهضة بركان الأهم في الذهاب، وسيطر عليها كولا وعرضا، حيث كانت البداية غير متوقعة، عندما تمكن من تسجيل الهدف الأول قبل نهاية الدقيقة الأولى أي في الثانية 15، فبمجرد أن انطلقت المباراة وصلت الكرة لمهري الذي توغل في منطقة العمليات وسدد كرة أرضية، خدعت الحارس ومرت بين قدميه قبل أن تدخل المرمى.
وأثر هذا الهدف المبكر على الفريق الجزائري، بدليل أن نهضة بركان كان بإمكانه أن يضيف أهدافا أخرى، على غرار الكرة التي توصل بها مهري، من نفس المكان الذي سجل منه الهدف الأول وسدد لكنها مرت جانبا، وكان أيضا قريبا من التسجيل من تسديدة قوية، لكن العارضة ردت الكرة.
وفي الدقيقة 21، ومن تمريرة من اللاعب منعوت تمكن فاليري باسيني من تسجيل الهدف الثاني من ضربة رأسية جميلة، ونزل هذا الهدف كقطعة ثلج على لاعبي نادي قسنطينة، حيث زادت مهمتهم تعقيدا أمام تألق لاعبي نهضة بركان.
ورغم أن بداية الشوط الثاني كانت نوعا ما بطيئه من طرف النهضة، لكنه عرف كيف يجد ثغرة جديدة، وذلك من الجهه اليمنى من تمريرة أرضية من منعوت، سجل منها لمليوي الهدف الثالث في الدقيقة 55، وحاول لاعبو شباب قسنطينة أن يرفعوا من الإيقاع، لكن نهضة بركان كان منتشرا بشكل جيد، الشيء الذي جعل الحارس المحمدي في راحة بدليل، قبل أن يسجل الهدف الرابع بلمسة تقنية جميلة في الوقت بدل الضائع.
شخصية بطل
أكد نهضة بركان من خلال انتصار الذهاب أنه عازم كل العزم ليصعد لمنصه التتويج في هذه النسخة، وهو الذي ضاعت منه في النسخة السابقة عندما خسر النهائي أمام الزمالك المصري، بل أكد أن  له شخصية البطل هذا الموسم ولا يريد أن يتنازل عن الكأس.
وأثار نهضة بركان جميع المتتبعين والمحللين بالمستوى الذي ظهر به في مباراة الذهاب أمام نادي قسنطينة والطريقه التي ناقش بها المواجهة، حيث قزم الفريق الجزائري من جميع المستويات وعرف كيف يحقق الإنتصار، وأشاد به الكل على المستوى التقني أو التكتيكي.
رسالة الشعباني
يحافظ المدرب معين الشعباني كالعادة على هدوئه وواقعيته، فرغم انتصاره العريض في الذهاب برباعية نظيفه، فإنه لما يغالي في السعادة والفرح ووجهه رسائل مهمه للاعبيه قبل مباراة الإياب، مفادها أن لا شيء تحقق فيما يخص التأهل للنهائي.
وكان متوقعا أن يحمل الشعباني ذات الفكرة والنظرة حول مباراة الإياب، وذلك بخوضها بكل مسؤولية وجدية، حيث اعترف أن مباراة الإياب لن يكون سهلا.
صحيح أن الإنتصار برباعية يبقى مهما، لكن الأجواء التي تطبع المباريات في الجزائر ويعرفها جيدا بصعوبتها وحماسته، لذلك لن يكون هناك مجال للإستهتار أو تصغير للخصم، مثل ما عودنا عليه الشعباني بجديته واحترافيته.
العلاج بالصدمة
أظهر نادي قسنطينة الكثير من النواقص التقنية وكذلك التكتيكية في مباراة الذهاب، وكان ضعيفا أمام قوة نهضة بركان، غير أن الفريق الجزائري ومثلما أكده بعض اللاعبين، وكذلك مدربه بأنهم لم يستسلموا بعد، وسيخوضون المباراة مثل النهائي واستغلال الفرصة الأخيرة لتجاوز الرباعية.
وظهر الفريق الجزائري أنه يفتقد للخبرة والتجربة بحكم أنه وصل لأول مرة لدور النصف، رغم أن المدرب خير الدين مضوي له تجارب على المستوى الافريقي، لكن مجموعته ومثل ما أكد لم تكن في المستوى، ويبقى السؤال إن كان مضوي سينجح فيه تصحيح الأخطاء التي سقط فيها وسيستعيد قوته في مباراة الأياب.
البراكنة في النهائي؟
بالقدر الذي نجح فيه نهضة بركان في استغلال الشوط الأول من نزاله أمام نادي قسنطينة بالقدر الذي سيكون فيه مطالبا باستغلال هذه النتيجة العريضة، وسيكون من غير المقبول أن لا يعود الفريق البركاني بدون تأشيرات المرور لمجموعة من الإعتبارات، أهمها الإمكانيات التي يتوفر عليها الفريق البرتقالي والنتيجة المريحة دون استثناء عدم خبره وتجربة الفريق الجزائري، كل ذلك يرفع من حظوظ ممثل الكرة المغربية لبلوغ النهائي.
ويبقى السؤال هوكيف سيناقش معين الشعباني المباراة، وما هي الأسلحة التقنية والتكتيكية التي سيحضرها لهذا النزال، ولو أن لديه الإمكانيات، خاصة على المستوى البشري لتكون مجموعته مؤهلة لهذه المباراة، كما ان رغبة الفريق الجزائري في العودة في المباراة سيكون في صالح نهضة بركان، من خلال المساحات التي سيتركها وراءه، وكذلك للأسلحة الهجومية التي يتوفر عليها بلاعبين من قيمه لمليوي ومهري وفاليري، دون استثناء مفاتيح المجموعة في الوسط كلبحيري وكمارا، ناهيك أن الشعباني قد أخذ فكرة جد قريبة على الفريق الجزائري تقنيا وتكتيكيا وبشريا، كلها معطيات تؤكد أن نهضة بركان يبقى الأحق والأجدر ليكون طرفا في النهائي ومواجههة أحد المتأهلين بين ستيلنبوش الجنوب إفريقي وسيمبا التنزاني.