• أحسنت اختيار البطولة لأُنْجح سفري الأوروبي الأول
• أنا هنا في رانجرز قلعة الألقاب وجواز السفر نحو النجومية
• الأماكن داخل الفريق الوطني غالية جدا وسأنال فرصتي يوما
• كأس إفريقيا بالمغرب ستكون خيالية بكل المعاني 

إن كان هناك من لاعب أبهر الكل باسكتلندا، وهو يرسل سريعا شهبا مضيئة في سماء غلاسغو، برغم حداثة عهده بالبطولة السكتلندية، فهو بالتأكيد حمزة إكمان، الذي لم يحتج أبدا إلى مقدمات ليكتب أول فصل من سفره الإحترافي مع نادي رانجرز قلعة الألقاب.
سريعا إندمج إبن الجيش الملكي مع الأجواء باسكتلندا، وإن اختلفت الأجواء عنها في المغرب، حتى أنه كذب بعض الذين شككوا في قدراته على هز الشباك.
مجلة «أونز مونديال» الفرنسية ذهبت للقاء حمزة إكمان، وأنجزت هذا الحوار الذي يحكي فيه الغوليادور عن بطاقة التعريف الجديدة.. 
• نريد أن نعود بك إلى سنوات الطفولة، من أين جاء عشقك لكرة القدم؟
ــ إكمان: أنا سليل بلد يعشق كرة القدم، كغيره من دول المغرب العربي، حيث تتربع كرة القدم على عرش القلوب. 
وجدت نفسي منذ الصغر أطارد كرة، بل كان حلمي أن أملك كرة، حتى أغازلها كيفما أشاء. ثم إنني أنحدر من عائلة رياضية، عائلة محبة وممارسة لكرة القدم.
كانت أولى خطواتي مع نادي إتحاد تمارة، حيث لعبت لفئاته الصغرى، وأنا هنا مدين بالكثير لسفيان رينكا الذي رافقني في سنوات التعلم، وبفضله تطورت كثيرا.
• من هناك توجهت للجيش الملكي؟
ــ إكمان: بالفعل، هذا ما حصل، إنضممت لشبان الجيش الملكي بادئ الأمر، وهنا أشكر الإطار التقني المغربي عبد الرحيم طاليب، الذي أعطاني فرصة الإنضمام للفريق الأول. 
أن أحظى بثقة مدرب الفريق الأول للجيش الملكي وأنا في سن 17، فهذا شيء رائع ومدهش، لا يمكن أبدا أن يسقط من ذاكرتي.
• لعبت للجيش الملكي لمدة أربع سنوات (2020 ـ 2024)، بماذا تحتفظ من هذا المسار الكروي مع الفريق العسكري؟
ــ إكمان: فخور جدا بأن أكون قد تشرفت بحمل قميص الجيش الملكي، عميد الأندية المغربية، لا يمكن أن ننسى أنه الفريق المغربي الأول الذي فاز بلقب عصبة الأبطال الإفريقية. 
صدقني، كنت محظوظا بأن أحمل قميص فريق كبير من قيمة الجيش الملكي.
أعتقد أن البطولة الوطنية تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، صحيح أنه ما زالت هناك بعض الإختلالات على المستوى التنظيمي وعلى مستوى البنيات التحتية، لكن البطولة المغربية تظل من أجود البطولات الوطنية بإفريقيا.
أعتقد أن البطولة الإحترافية بالمغرب ستواصل تطورها بحكم الأوراش المفتوحة سواء المتعلقة بمراكز التكوين أو بملاعب التباري، وبخاصة الجوانب الإقتصادية في تسيير الأندية.
• إنضممت فقط في الصيف الماضي لنادي رانجرز، إلا أنك تسجل أرقما مدهشة، كيف تفسر اندماجك السريع جدا مع البطولة السكتلندية؟
ــ إكمان: أريد أن أشكر وكلاء أعمالي، على العمل الإحترافي الذي أنجزوه، أولا باختيار الفريق الذي سيكون وجهتي الإحترافية الأولى خارج المغرب، وبمرافقتي بشكل سهل علي الإندماج، وهنا يتضح أنهم أجادوا اختيار البطولة التي تناسبني.  
أنا هنا أنتمى لفريق له تاريخ كبير، أحمد الله أنني وفقت في تسجيل الأهداف التي هي من مسؤوليتي ومن صميم إختصاصي. أعتقد أنني نجحت في الدخول سريعا إلى أجواء الإحتراف الأوروبي، وأنا سعيد لذلك.
صحيح أن هناك اختلافا كبيرا على مستوى المناخ بين المغرب واسكتلندا (ضاحكا)، لقد أخذت هذا الأمر على أنه ملازم لعملي، لذلك أسرعت بالتأقلم، بالعمل الشاق لأستحق مكانتي وأنال ثقة المدرب، لا أعتقد أن هناك ما يمنع نجاحي في المهمة، كل الظروف هنا مواتية وملائمة للإبداع والإقناع.
• ماذا عن إيقاع العمل، إنه هنا في اسكتلندا أقوى منه في المغرب؟
ــ إكمان: للأمانة منهجية الإشتغال مختلفة بعض الشيء، لكن ليس هناك اختلاف كبير على مستوى كثافة التداريب، وعلى مستوى الإمكانات اللوجستية الموضوعة للعمل في الجيش الملكي كنت أتوفر على كافة الوسائل لأشتغل بطريقة جيدة. 
يبقى أن أهم ما يفرق هنا في أوروبا، أن المتطلبات أكبر منها في المغرب.
• في العادة أنت تلعب برقم 9، وكأنك لاعب صندوق، في أي موقع، وفي أي شاكلة تحب أن تلعب؟
ــ إكمان: أنا مهاجم أوسط بالتخصص، هذا واضح، لكنني أستطيع أن أتأقلم مع مختلف الشاكلات وطرق اللعب متى طلب مني ذلك. 
عموما يمكنني أن ألعب في الرواق الأيمن أو الرواق الأيسر، لكنني أفضل دائما اللعب في العمق، لأن هدفي دائما هو أن أهز الشباك، أعتقد أن هذا الأمر طبيعي جدا، المهاجم يعيش من أجل إصطياد الأهداف.
• هل هناك هدف سجلته لفريقك رانجرز ورسخ في ذاكرتك؟
ــ إكمان: (بلا تردد)، هدفي في مرمى توتنهام في أوروبا ليغ، في أجواء خيالية، بملعب إيبروكس بارك. كان الملعب ممتلئا عن آخره، وهدير الجماهير يهز المدرجات، ثم إن المباراة كانت شبه ديربي بين فريق اسكتلندي وفريق إنجليزي، لذلك عندما أسجل، أشعر بالأدريلانين يجتاحني، إنه الهدف الأقوى منذ وصولي لاسكتلندا. 
• بأسكتلندا، الناس تحدثوا أيضا عن حضورك القوي بأولد فيرم أمام سلتيك، ماذا كان إحساسك أنت؟
ــ إكمان: كان ديربيا رائعا، في مثل هذه المباريات تشعر بشغف الجماهير وبعشق هذا الشعب الجارف لكرة القدم، على الخصوص في مدينة غلاسغو. 
في الواقع التنافس بين الفريقين له طابع مميز، عندما نكون فوق أرضية الملعب نشعر بسعار الفوز، أما في المدرجات، فاحتفالية الجماهير حكاية أخرى، إنها قمة، شخصيا استمتعت بلعب مثل هذا الديربي.
• ما هي يوميات حمزة إكمان بمدينة رنجرز؟
ــ إكمان: للأمانة، أنا سعيد هنا في اسكتلندا، خارج المباريات والتداريب، أقضي معظم الوقت بالبيت، فأنا هنا لا أحتاج شيئا، كل ما أحتاجه متوفر، وأنا هنا أوجه شكري لمسؤولي نادي رانجرز، لأنهم وضعوني في ظروف مثالية، حتى أركز فقط على كرة القدم وعلى إنجازاتي داخل الملعب. 
صدقني، لا أشعر هنا بالغربة، برغم بعدي عن المغرب، فجماهير الفريق تغمزني بالمحبة.
• تقترب كأس إفريقيا للأمم التي يستضيفها المغرب نهاية السنة، ماذا يعني لك هذا الإستحقاق القاري؟
ــ إكمان: من الواضح أن الأماكن غالية جدا، في المغرب هناك العديد من اللاعبين الجيدين، بل الممتازين، لذلك فالمنافسة قوية جدا، كل مغربي يحلم بأن يحمل قميص أسود الأطلس (ضاحكا). 
لذلك يجب أن تكون في قمة مستواك لتكون بين المحظوظين لدخول مجموعة الكان.
سأكذب عليك، إن قلت لك أنني لا أفكر في المنتخب المغربي، هل أفكر في الفريق الوطني؟ نعم هو كذلك، لكن ما زال أمامي كثير من الوقت لأشتغل وأقنع الناخب الوطني باستحقاقي للفرصة. أن ألعب كأس إفريقيا للأمم وحتى كأس العالم، أمر غير مستبعد.
• هل كان للإنجازات الرائعة التي يوقع عليها أيوب الكعبي، دور في تحمسك للعب بأوروبا؟
ــ إكمان: الكعبي أخي الأكبر، إنه شخص أقدره كثيرا، بالطبع ما قام به أيوب ألهمني، لقد توج بكأس كونفرانس ليغ مع أولمبياكوس، بل هو من توج بلقب هداف المسابقة، وهذا الأمر ليس بالهين، لذلك تراني أشتغل كثيرا وبلا هداوة، أقتفي طريقه لعلني أبلغ نفس المستويات، وأهدي رانجرز لقبا كهذا. 
أقضي كثيرا من الوقت في مشاهدة اللاعبين الذين يشغلون نفس مركزي، لعلني أستفيد منهم وآخذ ما أحتاجه من أفكار.
• أنت تلعب بالرجلين، وأنت ناجع وفعال أمام المرمى، إذا ذلب منك أن تقدم نفسك بشكل شمولي، ما هي خصوصياتك؟ وما هي عيوبك؟
ــ إكمان: عادة ما يكون أمرا صعبا أن يتحدث الإنسان عن نفسه (ضاحكا)، صحيح أن لي خصوصيات وصفات ولي عيوب أيضا، إلا أنني ما زلت بعيدا عن أفضل المستويات التي يمكنني تقديمها، يجب أن أواصل العمل، لا شيء يعوض العمل المسترسل، بهكذا شكل يمكنني أن أتجاوز عيوبي. 
ما يحمسني كثيرا، هو إدراكي أن هامش التطور عندي كبير، لذلك علي أن أعمل وأواصل العمل بجد واجتهاد، وبعدها سأرى إلى أين سيوصلني ذلك.
• على ذكر المنتخب المغربي، هل تلقيت اتصالا من الناخب المغربي وليد الركراكي أو أحد من أعضاء طاقمه التقني، في أفق التجمع القادم للأسود شهر مارس القادم؟
ــ إكمان: هذا الأمر من اختصاص الناخب الوطني، هو من يختار. 
لم أتلق أي اتصال رسمي من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكنني لا أركز كثيرا على هذا الأمر، لأنني منشغل طول الوقت بفريقي، علي أن أبذل مزيدا من الجهد لأحظى مستقبلا بثقة الناخب الوطني، وليد الركراكي.
• كيف عشت المسار الخرافي للمنتخب المغربي وهو يصل لنصف نهائي كأس العالم بقطر، ويشرف كرة القدم العربية والإفريقية؟
ــ إكمان: شيء مذهل، لا يمكن وصفه، أذكر أنني كنت وقتها في معسكر تدريبي مع المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة، كنا نشاهد المباريات جماعيا، ولك أن تتصور كم كانت سعادتنا كبيرة بالمشوار الرائع للمنتخب الوطني، كنا نفرح بكل هدف وبكل فوز وكأننا نحن من كنا على أرضية الملعب. 
ما فعله أسود الأطلس بالمونديال كان إنجازا تاريخيا، لم يشرف المغاربة فقط بل شرف كل العرب والأفارقة.
هذا الذي حدث، لا يمكن إلا أن يحفز كل لاعب لكي يطرق باب المنتخب المغربي.
• سينظم المغرب كأس إفريقيا للأمم، هل لك رسالة للجماهير المغربية ولعشاق كرة القدم الإفريقية؟
ــ إكمان: أكثر ما أتمناه، هو أن تلقى هذه النسخة النجاح الذي يخدم كرة القدم الإفريقية، على المستوى التنظيمي لا يساورني شك في نجاح المغرب بتقديم نسخة غير مسبوقة، بالنظر لما يتوفر عليه المغرب من بنى تحتية ومرافق وملاعب من المستوى العالي. 
على مستوى الإستضافة والمرافق، أنا موقن أن المغرب سيكون في الموعد، وكل الأفارقة سيكون محتفى بهم، أتمنى أن أحضر هذا الحفل الكروي، وأكثر منه أتمنى أن يكون اللقب مغربيا.
• في النهاية، ماذا يتمنى حمزة إكمان لنفسه سنة 2025؟
ــ إكمان: أن أحافظ على إيقاع التطور، أن أقدم الدليل على أنني لا أتوقف عن العمل، لأنني لم أصل للمرتبة التي أريدها لنفسي، أتمنى أن أصل سريعا إلى عرين أسود الأطلس، وأتشرف بالدفاع عن ألوان بلادي.