وصل مانشستر سيتي الإنكليزي إلى منطقة "الحياة أو الموت" في مسابقة عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم المتوج بلقبها الموسم قبل الماضي للمرة الأولى في تاريخه، وذلك قبل الموعد المتوقع الذي وصفه مدربه الإسباني بيب غوارديولا بـ"النهائي" ضد كلوب بروج البلجيكي الأربعاء في مانشستر في الجولة الثامنة الأخيرة.

دحض سيتي الاقتراح القائل بأن الشكل الجديد للمسابقة الأوروبية الكبرى للأندية من شأنه أن يزيل أي خطر على الأندية الكبرى حيث يواجه غوارديولا خطر الفشل في الوصول إلى الأدوار الإقصائية في عصبة الأبطال لأول مرة في مسيرته.

عانى أبطال إنكلترا في المواسم الأربعة الأخيرة، من موسم عاصف سواء في الدفاع عن لقب البطولة الممتازة أو على مستوى القارة.

كان تحقيقه لفوز واحد في 13 مباراة، بينها سقوطه في المسابقة القاري العريقة أمام سبورتينغ البرتغالي ويوفنتوس الإيطالي، بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/دجنبر ، هو الحضيض في سقوط سيتي من القمة.

طوى رجال غوارديولا منذ ذلك الحين تلك الصفحة في البطولة الإنكليزية، حيث فازوا بأربع من آخر خمس مباريات وارتقوا مرة أخرى إلى المراكز الأربعة الأولى.

ولكن المشاكل الأعمق في قلب معاناة سيتي انكشفت الأسبوع الماضي عندما قلب باريس سان جرمان تخلفه أمامه بثنائية نظيفة إلى فوز كبير 4-2.

كانت خسارة خدمات المتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لاعب الوسط الدولي الإسباني رودري بسبب إصابة في الركبة أنهت موسمه في أيلول/شتنبر الماضي، بمثابة ضربة مدمرة وتفاقمت بسبب سلسلة من مشاكل اللياقة البدنية في قلب الدفاع، حيث غاب البرتغالي روبن دياش والهولندي نايثن آكيه وجون ستونز عن فترات كبيرة من الموسم.

صدم العميد السابق كايل ووكر النادي بطلب المغادرة في وقت سابق من هذا الشهر قبل الانضمام إلى ميلان الإيطالي على سبيل الإعارة.

كل هذا أجبر مانشستر سيتي على إنفاق مبالغ كبيرة في نافذة الانتقالات الشتوية في كانون الثاني/يناير الحالي.

دفع أكثر من 120 مليون جنيه استرليني (150 مليون دولار) للتعاقد مع المهاجم الدولي المصري عمر مرموش والمدافعين الشابين البرازيلي فيتور ريس والأوزبكي عبد القادر خوسانوف.

لكن هذا الثلاثي لن يكون قادرا على المساعدة ضد بطل بلجيكا بروج الذي لم يخسر في 21 مباراة في جميع المسابقات، حيث لا يحق لهم اللعب في هذه المرحلة من عصبة أبطال أوروبا.

وقال غوارديولا عن الإنفاق الباهظ في هذا الشهر: "لم نكن سنفعل ذلك إذا كان لاعبونا لائقين، لكن اليوم أعتقد أن لدينا مدافعين فقط في قطب الدفاع، ليس أكثر من ذلك، كما أننا نعاني بلاعبي الوسط المدافعين".

وأضاف "بعد ثماني سنوات معا، لدينا الكثير من اللاعبين الذين تزيد أعمارهم عن ثلاثين عام ا والسبب الآخر هو عدد المشاكل التي نواجهها مع اللاعبين المتاحين. إنها عملية طبيعية تمام ا".

يحتل مانشستر سيتي المركز 25 في جدول ترتيب يضم 36 فريق ا ويجب أن ينهي الموسم ضمن أفضل 24 فريقا لتجنب الإقصاء.

لكن الفوز سيضمن له التأهل كون كلوب بروج، صاحب المركز العشرين، يتفوق عليه بفارق ثلاث نقاط مع أفضلية فارق الاهداف للفريق الانكليزي في حال تساويهما نقاطا.

وعلى الرغم من مشاكلها، ستراقب بعض أندية أوروبا الكبرى الأحداث عن كثب في ملعب الاتحاد على أمل ألا يشق سيتي طريقه إلى الدور الثاني.

لا يزال وكلاء المراهنات يضعون مانشستر سيتي في المركز السادس بين المرشحين للفوز باللقب خلف ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الاسباني وأرسنال الانكليزي وبرشلونة الاسباني وبايرن ميونيخ الالماني.

قد يعود أكيه ودياش إلى اللعب في الدور الفاصل الشهر المقبل، بينما سيكون مرموش الذي سجل 20 هدفا مع أينتراخت فرانكفورت هذا الموسم، حرا في اللعب في الدور التالي.

يثق غوارديولا في أن فريقه سيستعيد أمجاده السابقة في النهاية، وقال: "هناك مواسم بها الكثير من الصعوبات. الأمر يتعلق بكيفية مواجهتها".

وأضاف "عندما يكون رودري هنا، وعندما يكون المدافعون هنا، وعندما يكون العديد من اللاعبين هنا، فلن نكون في المركز الخامس والعشرين في عصبة أبطال أوروبا".

وتابع "أحيانا عندما تمر بهذه المواقف ثم تحققها، يكون ذلك نجاحا أكبر".

لكن بعد الفوز بمباراتين فقط من أول سبع مباريات في عصبة أبطال أوروبا، لم يعد لديه مجال للخطأ إذا أراد تجنب الخروج المبكر المحرج.