تسحب الخميس في ميامي قرعة النسخة الأولى من كأس العالم لأندية كرة القدم بمشاركة 32 فريقا، وسط لا مبالاة من هيئات كبرى وانتقادات واسعة النطاق، حيث يخشى كثيرون من عواقب ازدحام المباريات وتأثيرها السلبي على اللاعبين.
تقدمت هيئات كبرى تمث ل لاعبي كرة القدم والأندية في أوروبا في تشرين الأول/أكتوبر بشكوى إلى المفوضية الأوروبية تتهم فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإساءة استخدام موقعه، وذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على روزنامة المباريات الدولية وتوسيع المسابقات.
حجة هذه الهيئات ان العديد من اللاعبين البارزين سيضطرون إلى المشاركة في وقت كان من الممكن أن يحصلوا فيه على فترة راحة طويلة قبل الموسم الجديد الذي يسبق أيضا كأس العالم الموسعة المكونة من 48 منتخبا عوضا عن 32 والمقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف 2026.
واتهم تقرير صادر أخيرا عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) الاتحاد الدولي بتعريض صحة اللاعبين للخطر بسبب الروزنامة المزدحمة، في حين أثار بعض اللاعبين البارزين احتمال الإضراب للاحتجاج على ضغط المباريات.
وكان خافيير طيباس، رئيس العصبة الإسبانية لكرة القدم، أبرز منتقدي كأس العالم للأندية، حيث ناشد رئيس فيفا الإيطالي-السويسري جياني إنفانتينو في تشرين الاول/أكتوبر الماضي بضرورة إلغاء البطولة، مشيرا إلى لا مبالاة شركات البث بالحصول على حقوقها ومعارضة الأندية.
وقال طيباس "السيد الرئيس (إنفانتينو)، أنت تعلم أنك لم تبع حقوق البث لكأس العالم للأندية، كما تعلم أنك لم تبع أي حقوق رعاية"، وأردف "قم بإلغاء كأس العالم للأندية. لا يحتاجها اللاعبون أو الأندية أو فيفا".
وأعرب أكثر من لاعب بارز حينها عن إحباطهم من جدول المباريات المزدحم الذي لا يترك لهم فرصة للخلود الى الراحة المطلوبة في نهاية الموسم.
حذر نجم مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب إسبانيا رودري الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من أن اللاعبين "على وشك" الإضراب مشيرا إلى المتطلبات التي فرضتها مسابقة عصبة أبطال أوروبا الموسعة هذا الموسم، تليها كأس العالم للأندية "إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون لدينا خيار آخر (غير الاضراب)" مشيرا الى "أنه أمر يقلقنا".
لكن فيفا رد على الانتقادات بقوة، وأصر على أن جدول أعماله تمت الموافقة عليه من قبل مجلس فيفا بعد التشاور مع جميع القارات بما في ذلك أوروبا وكذلك الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين وعصب البطولات.
كما انتقد الاتحاد الدولي البطولات الأوروبية التي عارضت المسابقة ، واتهمها بـ"التصرف بمصالح تجارية ذاتية ونفاق" وأضاف "يبدو أن هذه الدوريات تفض ل روزنامة مليئة بالمباريات الودية والجولات الصيفية التي غالبا ما تنطوي على سفر مكثف حول العالم".
كما تجاهل إنفانتينو الانتقادات، وأصر على أن إطلاق مسابقة الأندية الموسعة يبشر بعصر جديد لكرة القدم العالمية وقال "ستجلب كأس العالم للأندية العام المقبل سحر كأس العالم للمنتخب الوطني إلى عالم كرة القدم للأندية، وستكون هذه المسابقة بداية لشيء تاريخي، شيء سيغير رياضتنا نحو الأفضل وهي من أجل الأجيال القادمة التي ستحبها بقدر ما نحبها".
ومع ذلك، فإن فرصة اغتنام الفرصة التاريخية التي روج لها فيفا فشلت حتى الآن في إثارة اهتمام محطات البث. ولم يؤكد فيفا، الذي يسعى حسب تقارير للحصول على 4 مليارات دولار من إيرادات حقوق النقل، صفقة حقوق المسابقة.
ستقام المسابقة في الفترة من 15 حزيران/يونيو إلى 13 تموز/يوليوز 2025، حيث يستضيف ملعب "هارد روك" في ميامي المباراة الافتتاحية، بينما تقام المباراة النهائية على ملعب "متلايف" في نيويورك، مسرح نهائي كأس العالم 2026.
وستشهد هذه النسخة مشاركة أبرز الاندية الأوروبية يتقدمها ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الانكليزي وبايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي، في حين ستمثل أميركا الجنوبية ستة فرق أبرزها بوكا جونيورز وريفربليت من الأرجنتين بالاضافة الى بوطافوغو البرازيلي بطل كأس ليبرطادوريس الاخيرة.
وسيمثل أوقيانيا نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في حين تتمتع الدولة المضيفة الولايات المتحدة بمقعد إضافي، تم منحه بشكل مثير للجدل لنادي إنتر ميامي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تصدر البطولة المنتظمة برصيد قياسي، لكنه خرج من الدور الأول للأدوار الإقصائية "بلاي أوف" هذا العام.
إضافة تعليق جديد