ما كنت جازما ولا واثقا من هذا الذي شاهدته من لبؤات الأطلس في مباراتهن البطولية بزامبيا، أمام سيدات الرصاصات النحاسية، وهن يحققن فوزا تاريخيا هناك بهدفين لهدف، بعد مباراة بطولية تليق بهن كوصيفات بطلات إفريقيا، الفوز الذي يضعهن على بعد مسافة صغيرة جدا من التأهل للألعاب الأولمبية، باريس 2024.
طبعا، بعد الذي شاهدته يتغير في شخصية اللبؤات، وفي أسلوب لعبهن، وأيضا تقليلهن من الأخطاء الدفاعية الإعتباطية، كنت أتوقع من المنتخب النسوي حضورا قويا في جولة الذهاب لآخر الأدوار الإقصائية، لا يمت بصلة في الأداء الجماعي وفي التوازن التكتيكي للوديتين اللتين خاضهما على عهد مدبه السابق رينالد بيدروس سنة 2024، واللتين شهدتا خسارة اللبؤات تواليا ب6-2 و2-0، إلا أن مباراة الجمعة بطقسها الإستوائي، بحراتها ورطوبتها وأمطارها وبشراسة سيدات زامبيا، أفرزت وجها بطوليا لسيدات المغرب، كوفئن عليه بفوز كبير وتاريخي بهدفين لهدف، وهو ما يشرع أمامهن الباب الأولى لأولمبياد باريس، فسيصبح بالفعل هذا الجيل، جيلا رائعا كيف لا وهو يجمع بين العالمية والأولمبية.
طبعا، ما زالت هناك خطوة صغيرة، لابد وأن تخطوها اللبؤات مساء غد الثلاثاء، عندما تواجهن في مباراة العودة منتخب زامبيا بملعب ولي العهد الأمير مولاي الحسن بالرباط، خطوة تفرض تحقيق الفوز أو حتى التعادل لاقتطاع تأشيرة الأولمبياد، وأظن أن اللبؤات بدعم قوي من الجماهير المغربية قادرات على مواصلة كتابة التاريخ.
قطعا، ستكون مباراة العودة هنا بالرباط أشبه بحد السيف الذي سيمشي عليه بخاصة المنتخب الزامبي، الذي يعرف أن فرصته الوحيدة للتأهل للأولمبياد هي الفوز على اللبؤات، واللبؤات تعرفن أن الفوز هناك بزامبيا بهدفين لواحد، لن يصبح بطوليا ولا تاريخيا إلا إذا إقترن بنتيجة في الإياب تكمل آخر الشكليات، لتحقيق التأهل الأول من نوعه للأولمبيات. ولعل ما يجعلنا متفائلين بقدرة سيدات المغرب على العض بالنواجد على فرصتهن في كتابة فصل جديد من ملحمتهن، ما شاهدناه منهن في مباراة الذهاب بزامبيا، حيث نجحن بدرجة كبيرة في التفوق فنيا وتكتيكيا على منتخب زامبيا، فإن كانت خديجة الرميشي هي من وقعت على التصدي الحاسم بتعرضها لضربة جزاء، فإن الشوط الأول الذي شهد هيجانا مغربيا، كان يجب أن ينتهي بتفوق اللبؤات بأكثر من هدف المحاربة الرائعة زينب الرضواني.
وكل ما يحتاجه لقاء الإياب غدا الثلاثاء، لأفضل استثمار للفوز الذي تحقق ذهابا، من جرأة هجومية أكبر، ومن محاصرة للزامبيات في منطقتهن، ومن نجاعة هجومية أكبر من التي شاهدناها في زامبيا، وبخاصة من فعالية كبيرة في التنشيط الدفاعي، بالتمشيط والمراقبة، أعطتنا مباراة الذهاب كل مؤشراته وحتى توابله، لذلك فإن التماسك الدفاعي، وعدم المجازفة باللعب ببلوك نازل، لجر المباراة لتعادل هو واحد من خيارين تملكه اللبؤات، والإنضباط التكتيكي الذي يساعد عليه الهدوء وقوة التركيز، هو ما يجب أن يميز تدبير المنتخب المغربي للسيدات لمباراة إياب صعبة وشائكة، ما سيزيد من صعوبتها، السعار الذي ستأتي به الزامبيات للمغرب.
عموما، ثقتنا كبيرة بلبؤاتنا، لإنجاز إياب نموذجي، تكون خاتمته للكرة المغربية عيدا.