• ماذا أساوي من دون زملائي؟

وهو يتسلم جائزة «الأسد الذهبي»، بعينين ضاحكتين، تمتم النجم الكبير وحامي عرين أسود الأطلس ياسين بونو بكلمات، اختصرت الزمن وطافت بمحطات الأمل والألم، أحاطت بنبضات الإنتظار ودقات الحلم، ووقفت عند اللحظة، حيث وقف التاريخ ليتغنى بمن يتفنن في كتابة فصول الملحمة.
من اشتعال المشاعر واحتفال الأحاسيس، لروعة اللحظة، أخذت «المنتخب» ياسين بونو لحيث تتجسد المشاعر في صورة كلمات، فكان حوار الفرح جذابا ومختزلا..
• المنتخب: ياسين، أنت الآن ضممت لخزانتك جائزة، ليست ككل الجوائز، جائزة الأسد الذهبي التي تجعل منك اللاعب الأفضل في إفريقيا، بماذا تشعر؟
ـ ياسين بونو: بالفخر وبالسعادة وبكل ما يمكن أن يشعر به أي لاعب تمت مكافأته بجائزة جميلة كهاته.
في مثل اللحظات، نقدر كلاعبين أو كفاعلين أن الذي شقينا من أجل تحقيقه، هناك بالفعل تاريخ يكتبه، وهناك شهود عيان يقيمونه، وهناك صحفيون يرصدونه، لذلك تختلط علي المشاعر، ولا أجد كلمة تفي حق اللحظة سوى شكرا.
 
• «تساءلت مع نفسي، لماذا احتجبت جائزة الأسد الذهبي كل هذه السنوات؟»

• المنتخب: من تشكر بعد الله وأنت تحصل على هذه الجائزة؟
ـ ياسين بونو: أشكر كل الذين صوتوا لي، وقد أطلعت على أن الذين شملهم الإستفتاء، صحفيون كبار من كل القارة الإفريقية، وخبراء أوروبيون مهتمون بكرة القدم الإفريقية، وأيضا قاعدة عريضة من المتابعين لجريدة «المنتخب» عبر كل مواقع التواصل الإجتماعي، وأشكر أيضا جريدة «المنتخب»، التي نشأت مع طبعتها الورقية، فقد تعرفت عليها في سن صغيرة وأنا ألعب للوداد، وما انقطعت عن متابعتها منذ أن خرجت للعب بإسبانيا، حيث كنت حريصا باستمرار على متابعة طبعتها الإلكترونية وما يرد عنها في كل مواقع التواصل الإجتماعي، وقد كان رائعا أن تحدث مثل هذه الجائزة، لتتفرد بها إفريقيا.
• المنتخب: هل كنت تتابع جائزة الأسد الذهبي؟
ـ ياسين بونو: بالطبع كنت أتابعها، وقد تساءلت مع نفسي لماذا احتجبت في السنوات الأربع الأخيرة؟ مثل هذه المبادرات لا يجيب أن تغيب، وحتما الجائزة وهي تعود ستصبح مرجعا للجوائز الرياضية بإفريقيا.
• المنتخب: أنت أول لاعب مغربي تحصل على هذه الجائزة الفخرية، وقد سبق إليها نجوم وأساطير مثل صامويل إيطو وديديي دروغبا ومحمد صلاح، حتى لا أذكر سوى هؤلاء؟
ـ ياسين بونو: وهذا تحديدا ما يزيد من سعادتي وفخري، شرف لي أن أضع اللاعب المغربي وضع هذه الكوكبة من النجوم والأساطير، القدر إختارني أنا بالذات، مع أن هناك الكثير من النجوم المغاربة الذين يستحقون هذه الجائزة.
 
• «للأمانة لا أحد بيننا توقع أن نصل للدور نصف النهائي ونخرج من مونديال قطر كرابع العالم»

ADVERTISEMENTS

• المنتخب: في النهاية، الذي أهلك لهذه الحظوة الجميلة، موسمك الخرافي مع الفريق الوطني ومع ناديك السابق إشبيلية؟
ـ ياسين بونو: ومن يستطيع أن ينسى ذلك، لقد تشرفت مع جيلي بأن نحقق للفريق الوطني ذاك الإنجاز التاريخي بالوصول للدور نصف النهائي لكأس العالم، الله سبحانه وتعالى وفقنا لذلك، كما أننا وثقنا بأنفسنا وعقدنا العزم حتى قبل الوصول لقطر، بأن نسعى بشكل جماعي لكتابة التاريخ هناك في مونديال قطر، لكن للأمانة لا أحد بيننا توقع أن نصل للدور نصف النهائي، ونخرج من مونديال قطر كرابع للعالم.
• المنتخب: وحضرت أنت في أصعب اللحظات، لتصنع للفريق الوطني هذا المجد، كلنا يذكر ما فعلته عند تسديد الضربات الترجيحية خلال مباراة إسبانيا؟
ـ ياسين بونو: وكلنا يذكر برودة الدم التي سجل بها أشرف حكيمي الضربة الترجيحية الحاسمة، وكيف ننسى أيضا هدف يوسف النصيري في مرمى البرتغال، الذي أهلنا للدور نصف النهائي.
ملحمة قطر كانت من صناعة جماعية، إنها أشبه بالعقد الفريد، يؤخذ كله أو يترك كله.
• المنتخب: لذلك قلت ذات مرة في ندوة صحفية بالمونديال جملتك الشهيرة «احنا غير قصارين»؟
ـ ياسين بونو: تلك دلالة على أننا سيطرنا على الضغط ولعبنا بلا مركب نقص، بالمونديال كنا نستمتع وكنا نبهر العالم، وتلك هي المعادلة السحرية.
• المنتخب: إذا طلبت منك، أن تحدد لي لمن تهدي جائزة الأسد الذهبي هاته، فمن سيكون؟ أو من سيكونون؟
ـ ياسين بونو: سأهديها بلا تردد لكل زملائي اللاعبين داخل الفريق الوطني، الذين كانت نجاحاتي من نجاحاتهم، وأنا هنا متوج بهذه الجائزة الفخرية، بفضلهم.
لا أنسى أيضا زملائي داخل ناديي السابق إشبيلية، الذين معهم توجت في نفس الموسم بكأس أوروبا ليغ، وأهديها لزملائي بنادي الهلال السعودي، الذين يحيطونني بحب أنا عاجز عن تفسيره.
 
• «الكم الهائل من اللاعبين الذين توافدوا على البطولة السعودية، حولوها لبطولة جدابة ومثيرة وساخنة»

• المنتخب: تركت الليغا بهوسها واحتفاليتها، لتنضم للبطولة السعودية، البعض استغرب هذه الخطوة؟
ـ ياسين بونو: إلا أنا لم أستغربها، وإلى اليوم أعتبرها خطوة مباركة ومدروسة، لأن الكم الهائل من اللاعبين الكبار الذين توافدوا على البطولة السعودية، حولوها بالفعل لبطولة جذابة ومثيرة وساخنة، ولا تختلف كثيرا عن أفضل البطولات الأوروبية.
أستطيع أن أؤكد لك أننا لغاية الآن واجهنا كهلال، فرقا قوية كالنصر والإتحاد والأهلي والتعاون وضمك والفتح، أفرزت مواجهات ساخنة، بإيقاعات مرتفعة جدا.
• المنتخب: والهلال الذي انتقلت إليه يبدو وأنه في طريق سيار للتويج بلقب البطولة السعودية؟
ـ ياسين بونو: الهلال من أعرق الأندية السعودية، بل ومن أقوى الأندية العربية والأسيوية، وهو قلعة البطولات والنجوم الكبار، ولا يمكن أن يدخل بطولة إلا وينافس على لقبها، هناك ثقافة لإحراز الألقاب، ولو أننا نواجه هذا الموسم منافسة قوية، بالنظر للكم الهائل من النجوم الذين جرى استقدامهم لدوري روشن، إلا أننا عازمون على مطاردة ألقاب كل المنافسات التي دخلناها. 
• المنتخب: هل أنت سعيد بوجودك داخل الهلال؟ أم بتألقك اللافت الذي يجعل منك أفضل حراس البطولة السعودية؟ أم بالأجواء التي تحيط بك هناك؟
ـ ياسين بونو: سعيد بهذه الأشياء كلها، الأرقام والإنجازات هي من صميم العمل، والنجاح الجماعي هو المبتغى، والألقاب هي عز الطلب، إلا أن ما حظيت به من استقبال وما أحاط به من عناية ودعم واحتضان من طرف مجلس إدارة ومشجعي الهلال يشعرني بسعادة غامرة، يصعب وصفه.
 
• «من منا لا يتمنى الفوز باللقب الإفريقي، الكل يرشحنا، إلا أننا نريد التركيز على أول خطوة»

• المنتخب: من الرهان المونديالي، إلى الرهان الإفريقي، أنتم صناع السعادة، هل ستنجحون في تحقيق رهان الفوز بكأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار؟
ـ ياسين بونو: كما قلت هذا رهان جديد ندخله بذات الطموح ونفس الأمل في إسعاد الجماهير.
من منا لا يتمنى الفوز باللقب الإفريقي، الكل يرشحنا لذلك، إلا أننا نريد التركيز على كل خطوة، بحكم أن الظروف في كوت ديفوار بمونديال إفريقيا، ستختلف عما كانت عليه في المونديال الكوني بقطر.
من المفروض أن نبدأ الصعود درجا بعد الدرج، وألا نستعجل، نحن الآن في مرحلة ثانية من التحضيرات، تفصلنا أيام عن بداية السفر، لذلك تفكيرنا منصب بالأساس على مباراة تنزانيا.
أعد جماهيرنا على أننا سنفعل المستحيل لكي نسعدهم، ولن ندخر أي جهد لكي نواصل بمشيئة الله كتابة التاريخ.