مباراة خططية في غاية الروعة بين تونسي خبير متدثر في ثوب وجلباب التكتيك الإيطالي الصارم الذي تنهل منه المدرسة التونسية والذي مزج فيه البنزرتي بعضا من خصوصياته التي اشتهر بها المتمثلة في «الضغط العالي والمرتفع»، لدرجة أنه صار يعرف بإسم «الموسيو بريسنغ»، وهو الذي خبر أجواء هذه المباراة بتجواله إن جاز التعبير المتكرر هنا بالبطولة منذ عقد كامل، وكان نصيب الأسد له وهو عرابا للوداد، وحتى في بلاده والجزائر خبر هذه الطقوس، مقابل شغف زينباور الذي جهر بالفضول الذي يجذبه لاكتشاف أول ديربي مغربي، وإن كان قد جزم أنه سيفتقد الملح المتمثل في صخب وهدير المدرجات وكاليغرافيا الإبداع.

من حيث الأرقام زينباور صمد 13 دورة دون أن يخسر، بينما البنزرتي وعلى عكس العادة إنهار في ثالث مباراة له مع الوداد، فقط أمام القرش وبرقم متوسط فوز وتعادل وخسارة.

ADVERTISEMENTS

بريسينغ البنزرتي وواقعية المرتدات التي نجح الألماني في نقلها للنسور الخضر، ستجعلنا نتابع وإن كان اللعب لا يليق بالقمة وشموخها وفي غياب الجمهور الذي يعد دافعا وكلمة سر نجاح الديربيات السابقة، مباراة داخل المبارة بين الإطارين.