قمة التناقض والتحول الإنعطافي ب 180 درجة، هو ما أتاه الإسباني لويس إنريكي من غزل وافر ومتكرر في ملكات وموهبة أشرف حكيمي، لدرجة وصفه باللاعب المتكامل وأفضل من تدرب تحت إشرافه وقيمه الأفضل عالميا في مركزه، للاعب لا يجد له في آخر المباريات مكانا ولا موطئ قدم ضمن خياراته في تشكيل الفريق الباريسي، وبشكل أثار العديد من علامات الحيرة والإستغراب بشأن هذا التحول الذي رفض إبن لاروخا الإجابة عنه مكتفيا بالقول «ما زلت أبحث عن نواة النادي وتجريب المزيد من اللاعبين».
الصحافة الفرنسية كان لها توجه آخر على مستوى مقاربة تحليل هذا الإنقلاب في قناعات وموقف إنريكي، مؤكدة أنه بعيد كل البعد عن الجوانب التقنية والخططية، وعصب الرحى فيه هو كيليان مبابي بدرجة أولى، وترك اللاعب لناديه ليحضر الكان يلزم تحضير خطة بديلة استباقية لتعويضه، وهو نهج أغلب مدرب الأندية الأوروبية حاليا بينهم تشابي ألونزو مع أمين عدلي بليفركوزن.
هذه الصحافة المجتهدة ترى أن إدارة النادي لا تظهر في الصورة، لكنها هي من ترسم خارطة طريق خطط وتشكيل الفريق الباريسي، وترى أن تقارب مبابي وحكيمي فيه تخطيط من كليهما للخروج سويا هذا الصيف من حديقة الأمراء، والوجهة هي ريال مدريد بطبيعة الحال. بل استدلت على ذلك بزيارات الثنائي المتكررة لمدريد، وتصريحات حكيمي التي أظهر من خلالها بصريح العبارة حنينا للفالديبيباس، وعلى أن موقف إنريكي عبارة عن «جر أذن حكيمي لتصل الجرة لمبابي».
إدارة الخليفي ترى بل واثقة أن وجهة مبابي لا يعلمها سوى 3 أطراف «مبابي والدته فائزة وحكيمي»، وأن النادي سيلج حربه بداية مع حكيمي ولاحقا مع مبابي، والذي جهر ناصر الخليفي باستحالة السماح له بالخروج بالمجان حتى لو كان عقده سينتهي بنهاية العام الحالي، متحفظا عن ذكر الكيفية التي سيصون بها حق نادي باريس سان جرمان، علما أن مبابي وبداية من يناير يحق له توقيع عقد مبدئي ويخرج بالمجان مع أي ناد يختاره.
بدوره حكيمي، وبعد قصة المحاكمة التي عادت لتفتح مجددا بوجهه ومنعه من الفريق من الإدلاء بأية تصريحات مثلما منع من التدريبات الجماعية مع الفريق قبل مباراة نيس، لغاية استبعاده عن مواجهتي نيس وميتز، مع المضايقات والإستفزازات التي تطاله من بعض وسائل الإعلام والمحسوبون على المتعصبين من جماهير النادي، فهو مل وسئم هذا الوضع ويرجح بحسب ما ذكرنا سابقا أن يتقدم شخصيا لإدارة النادي بطلب الإنفتاح على عروض بيعه في الميركاطو، حيث ريال مدريد الأقرب إليه ومانشستر سيتي يليه لتعويض الدولي والكر المطلوب لبايرن ميونيخ، والمثير أن كل هذه الأحداث المتسارعة حدثت قبل توقف بطولة الليغ الفرنسي، وبعد مائوية اللاعب المغربي مع النادي، وقبل افتتاح الكان الذي يثير هواجس أندية أوروبا والليغ 1 على وجه التحديد.