مرة أخرى الوداد في بريتوريا وكأن القصة التي تتكر كل موسم وكل عام تشعرك أن الوداد طرف في بطولة جنوب أفريقيا، بينما الأمر ليس كذلك قطعا لأنه يتعلق بحوار متجدد مع «زبون وصديق الوداد» الأول إفريقيا صن دوانز، وقد قادهما القدر وتفاصيله هذه المرة للقاء سوبر في مسابقة السوبر.
إنتصار الذهاب وإن بدا رقميا ضئيل للغاية، إلا أنه على قدر كبير من الأهمية.. كان من يفضل لو انتصر الوداد بهدف دون استقبال مرماه لأي هدف، لكنه يظل انتصارا في مطلق الأحوال يضع الوداد متقدما على خصمه مثلما سنطالع..
سبق الذهاب
حتى وإن تجلى السبق في مدلوله ومضمونه صغيرا إلا أنه يبقى انتصارا أفضل من التعادل بطبيعة الحال، وعادة الإنتصار يمنحك في مثل هذه المواعيد جرعة معنوية لائقة وكبيرة مع ضربة الإنطلاقة ويضعه تحت إرهاصات الضغط للتعويض المبكر قصد تعديل الأوتار.
كان بالإمكان أفضل مما كان وكان بالإمكان لو سجل الهوني ولو لم تحضر العارضة ولو حضرت فعالية لحتيمي أكثر، أن يكون الوداد وفي جيبه حاليا قبل موقعة بريتوريا سبقا مريحا جدا من حيث الزاد والحصيلة الرقمية.
لكن رمزي القادم من بلاد الطواحين بمفهوم الكرة الشاملة، دلنا على أنه أيضا متشبع بقيم الواقعية، تلك الواقعية التي قال من خلالها أن الإنتصار هام جدا ومثلما حدث في الدار البيضاء، قابل ليتكرر في فيرسفيلد وياله من تفاؤل؟
ضربتان على الخد
بعد عرض التفاؤل هذا مثلما نقله لنا مدرب الوداد، نأتي لحيث مكمن الخوف والقلق وهو أن الوداد في موقعة الرد والعز أمام صن داونز، سيكون منقوصا من أهم 3 لاعبين كان لهم دور كبير في معادلات النصر بالديار.
أول الغيابات العميد يحيي جبران الموقوف بالإنذارات ولا يحتاج جبران للإستدلال على قيمته ومعها وجع غيابه، ثم لحتيمي الذي ما إن بدأ ينمو ويصحو ويتمرد حتى أصيب على مستوى الكاحل، وظهوره ليس مؤكدا، والغياب الثالث هو لأهم لاعب متمثلا في الرقم 12 الجمهور الودادي أو بطارية الشحن التقليدية باعتراف رمزي والركراكي وغاريدو وكل
من مروا من عارضة الوداد، على أنهم أصحاب فضل في السيرورة الحالية.
لذلك اشتغل رمزي دون بكاء ولا قلق على بديل جبران، وقال أنه موجود في محاولة لإعلاء همة من سيعوض الكابيتانو، وبديل لحتيمي حاضر، لكن بديل الجمهور هو المقلق في ملعب سيتحول لحقل عباد الشمس باللون الأصفر وتحت أشعة الشمس وليس تحت الأضواء الكاشفة هذه المرة، ولكم تصور سيناريو الصخب والفوفوزيلا وغيرها.
معركة الوسط الضارية خمن رمزي أن المعركة كلها ستكون في محور الوسط، وقال أنه من سيكسب الكرات العالية والكرات الساقطة سيكون صاحب الحظ الوافر في ربح معركة القمة بالتتويج. هنا نتساءل وجبران يغيب كيف لرمزي أن يتدبر معركة اعترف بخطورتها ومن حضر ليكون بديلا لعميده، الجواب هو أنه سيلعب ككتلة وليس كأفراد، ومحروس المرشح الأول لشغل هذا الدور كان متألقا قبل قدومه من آسفي مثلما سرغات مع الرائع والألمعي دراوي قادرون على التغطية، ولو أن التخمينات تقول هنا أن رمزي سيغير النهج ليلعب ب 4 لاعبين في الوسط بضم الهوني للكومندو وبديل 4ـ3ـ3 سيتأسس النهج على 4ـ4ـ2 التي تتحول لـ4ـ1ـ3ـ2.
الدفاع لن يتغير بحضور المطيع، العملود، عطية الله العميد مع الحركاس ودراوي مع محروس والهوني وسرغات أو حيمود والشرقي مع بوسفيان، فلا تتوقعوا أمام رجال موكوينا كومندو غير هذا.
لا تأمنوا لضحكات موكوينا
بكل تأكيد لا نشك ولو للحظة في صدق مشاعر موكوينا مع الوداديين وقد تحول مع وينرز ل«كابو مدرجات» لا نشك للحظة في رسالة موكوينا وصن داونز بعد المباراة للوداديين أنهم أهم صديق في إفريقيا.
لكن هل تابعتم رولاني موكوينا وزواني ثم ريفالدو مع تمارض الحارس ويليامس ذهابا؟ هل تابعتم تضييع الوقت البكاء على الحكم إسماعيل؟ هل شاهدتم ضغطهم لمراجعة بعض القرارات؟ لذلك قال رمزي ما كان عليه قوله، الخبث تحول وانتقل لصن داونز، وهو حقهم المشروع بحثا عن لقب هارب ويهمهم أمام رئيسهم ورئيس الكاف موتسيبي على أرضهم وفي معقلهم.
لذلك كل التوقعات حاضرة في أن يلعب صن داونز مباراة العمر بالتباكي والخبث الكروي، مثلما لم يألف الوداد سابقا، صن داونز سيقاتل وسيكون شرسا ولن يكون أليفا لطيفا أمام الوداد هذه المرة، وموكوينا سيتمرد وسيعري عن أنيابه ليس ضحكا هذه المرة، بل تربصا بالفريسة مثلما يتوقع. الذي يثير التفاؤل هي أرقام الوداد في النسخة وتقودنا لأن نقول أنه سيكون فارسها إن شاء الله، وأن صن داونز يلعب كرة مفتوحة وأن الوداد بالتخصص جعلنا نوقن ونثق فعلا أن بريطوريا حمراء تشبه بنجلون مركبه الشهير.
البرنامج
< إياب نهائي الدوري الافريقي
ـ الأحد 12 نونبر 2023
ببريتوريا: ملعب لوفتوس فير سفيلد:
س 14: ماميلودي صن داونز ـ الوداد الرياضي
الحكم: جون جاك ندالا نغامبو (الكونغو الديمقراطية)