كثر الحديث منذ منتصف شهر أكتوبر المنصرم عن رغبة أولمبيك مارسيليا في إسناد مهمة مدير رياضي للاعبه السابق الدولي المعتزل مهدي بنعطية. لكن لم يتم تحديد أو حسم أي شيء بشكل نهائي حتى الآن بين الطرفين ، مع أن الأمور تبدو واضحة تماما، إذ يرغب الفريق الفرنسي في تعزيز واحد من أهم المراكز الرياضية لديه بمسؤول جديد داخل منظومة مارسيليا الإدارية.
التفاصيل تنقلها صحيفة "ليكيب" الفرنسية عبر هذا الموضوع المترجم بتصرف.
عرض بابلو لونغوريا رئيس أولمبيك مارسيليا منصب مدير رياضي على المهدي بنعطية، الذي قبله بحماس. إذ يعرف المسؤول الإسباني المدافع الدولي المغربي السابق (36 عاما، 65 مباراة دولية) منذ سنوات عندما عملا معا في نادي يوفنتوس الإيطالي.. فقد كان الأول مسؤولا عن التنقيب وكشف اللاعبين الشباب، في حين وقع الثاني لـ"السيدة العجوز" في عام 2016. كما أن بنعطية على معرفة بإثنين من القادة الأساسيين في "مجرة" لونغوريا، ويتعلق الأمر بكل من خافيير ريبالتا وفابيو باراتيسي، وقد سبق للدولي المغربي أن لعب معهما.
ويعمل بنعطية حاليا وكيلا للاعبين، مرخص في دبي ومسجل في السوق الإنجليزية، وهو ما لن يعيقه للعمل مع مارسيليا، لأن وضعه يسمح له بعدم الإنتظار لمدة عام قبل أن يصبح مديرا لناد فرنسي.. ومع ذلك، لا يرغب بنعطية في أن يلتزم مع أولمبيك مارسيليا دون تسوية بعض المسائل الإدارية، خاصة أنه عمل بشكل خاص على توقيع لاعب خط الوسط عز الدين أوناحي مع الفريق في يناير الماضي. وحرصا على عدم التعرض لتضارب المصالح، يعمل مارسيليا على تسوية الجوانب القانونية بتمهل ودون تسرع.
في 12 أكتوبر الماضي، خلال اجتماع داخلي للنادي، أعرب المدير العام الجديد ستيفان تيسيي، الذي سيكون المدير الهرمي لبنعطية، عن أمله في عدم تقديم مدير رياضي "غير مرخص" للجامعة الفرنسية، موضحا أن هذا النوع من الملفات شائع بشكل متزايد بين الأندية المحترفة.
المشروع الذي قدمه لونغوريا لبنعطية، جعلت هذا الأخير أكثر حماسا لدخول وخوض هذه التجربة، فباشر بتسوية وضعيته بنقل الأسهم في شركة وكالة اللاعبين الخاصة به، حتى يتفرغ لمهمته الجديدة. ووفقا للمقربين منه، فالمسألة لا تتعلق بالمال، بل أبعد من ذلك بكثير، بعد أن مر الدولي المغربي بمركز التدريب في مرسيليا (بين عامي 2003 و2006)، ويحلم حاليا بالمشاركة في إنشاء فريق قوي متماسك وطموح.
وتؤكد الصحيفة الفرنسية أن أولمبيك مارسيليا عندما فكر في بنعطية، فإن الأمر لا علاقة له بإيجاد خليفة لريبالتا مدير كرة القدم في النادي الذي رحل رسميا في 11 أكتوبر الماضي.. كما أن لونغوريا غير مستعجل بخصوص انضمام الدولي المغربي لإدارة النادي بسبب اقتراب موعد سوق الإنتقالات الشتوي شهر يناير المقبل، لأن تيسي موجود لرعاية والإهتمام بأية عقود جديدة.. وبالتالي، فإنه لا داعي للإستعجال والوقت ليس عاملا جوهريا ولن يكون مؤثرا.. ولكن مع ذلك فأن الوضع يجب أن يستقر داخليا في النادي خلال الأيام المقبلة، والإنتهاء من كافة الإجراءات القانونية.
وانضمام بنعطية لإدارة النادي وارتباط مصيره بمصير لونغوريا من شأنه أن يساعد أيضا على معالجة "المناطق الرمادية" المحيطة بالرئيس، الذي عبر عن رغبته في الرحيل بعد الإجتماع العاصف الشهير مع مجموعة من أنصار ومؤيدي النادي في 18 شتنبر الماضي، قبل أن يعدل لونغوريا عن قراره ويظل في منصبه إلى الآن.
ومع اقتراب نافذة الإنتقالات لا يبدو أن مارسيليا يملك شهية مفتوحة لإجراء العديد من الصفقات، وسيكون ملزما بالإكتفاء بعقود محدودة، خصوصا في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل النادي بعد الشائعات التي تتردد بخصوص بيع النادي، وهو ما ينفيه لونغوريا باستمرار.
وفي انتظار معالجة عدة قضايا، والتعافي من الوضع الصعب الذي تمر به العلاقة بين النادي والجمهور خصوصا بعد أحداث المباراة أمام أولمبيك ليون التي تم تأجيلها إلى يوم 6 دجنبر، يعمل لونغوريا على حل إشكالية بنعطية لاستكمال الهيكل التنظيمي الجديد للنادي، وهي خطوة مهمة في اتجاه إصلاح العديد من الأمور.