بكاريزما لا تحضر سوى عند اللاعبين الكبار، وبشخصية قيادية لطالما نجحت في افتكاك الشعرة بسلاسة مطلقة من عجين المشاكل والأزمات، حدث هذا مع إريك تين هاغ داخل أجاكس على مستوى الخلاف في التوظيف، وتكرر بشكل أكثر حدة مع وحيد خاليلودزيش داخل الفريق الوطني وتمظهر لاحقا في قصة نصير مع الألماني توخيل، الذي وظفه توظيفا لا يليق به مرارا «في خط الوسط وتارة مدافعا أوسط»، لغاية موقف اللاعب الإنساني مما يحدث في فلسطين وما ترتب عن ذلك من مشاكل عنيفة مع إدارة البايرن.
فليس بالأمر السهل أن تصطدم بشخصيات ومدربين بحدة وصلابة توخيل ووحيد «وتخرج منتصرا في المعركتين معا وتستعيد الكبرياء ويعترف لك الغريم بالنصر أمامه، مزراوي نجح في فعل هذا وبشكل مثير للإعجاب.
فبين مباراتي غلطة سراي الأوروبية ودرامشطاد التاريخية في البوندسليغا التي سجل فيها العملاق البافاري 8 أهداف في شوط واحد بتمريرتين مفتاحيتين للاعب مزراوي للأنجليزي هاري كين، إنضافت لتمريرة العصبة في إسطنبول، وبه سيتوجه الموقع الشهير الأكثر مصداقية سوفاسكور ضمن التشكيل المثالي الأوروبي ٫ انتر ميلان و السيتزن ٬ في البطولات الخمس الكبرى أوروبيا مع عمالقة ريال مدريد، سخرج توخيل ليثني على لاعب الفريق الوطني، كما لم يفعل مع أحد، بل و يؤكد أن مزراوي يتميز بخصال قلما توفر في غيره، ومنها إجادته لبس كافة الأدوار وبذات الإقتدار وبأنه سيكون بديلا للعميد المطرود كيميش، إلا أنه أقر أمامه أنه ما إن يعود كيميش، فلا أحد سينازع مزراوي دور الظهير الأيمن حيث أجاد.
لذلك كل المحاكمات الأخرى التي تأتي في سياقات توظيفات ليست من صميم اختصاصه، هي مجانبة للصواب وحتى داخل الفريق الوطني، فمزراوي ومنذ حضر الركراكي وهو يتقلب بين الأدوار والمراكز، وإن لم تكن من صميم النشأة والتكوين ويحاكم على ضوئها، هي رسالة لوليد كي يعثر لمزراوي على ما يطابق مهارته وما يتناسب مع اختصاصه وما يستجيب لمؤهلاته، غير ذلك فمحاكمة مزراوي في دور الإطفائي أو الجوكر ليست عادلة.