المحاربون تعبأوا للفرسان لكسب أغلى رهان
فينيدي ورمزي الخلطة هولندية والمعركة إفريقية
الوداد في "السوبر ـ ليغ"، الوداد بين الكبار والصفوة مجددا وفي عرين السباع الأفريقي، وهذه المرة في مواجهة تطل به مباشرة على المربع الذهبي، وتقربه كثيرا من حلم 5 مليار سنتيم الموعود بها الفريق البطل أمام الواريوس أو المحاربون أفيال نيجيريا مثلما يطلق على نادي إينيمبا.
الوداد بعد الإنتعاشة محليا وبعد عبوره السلس لحافيا في العصبة، يحط الرحال في مدينة أويو لملاقاة فريق يدربه الأسطورة جورج فينيدي في بداية ماراطون بلوغ النهائي الذي تقرر حسمه في 3 أسابيع «بوكسينغ داي إفريقي».
الواريوس يعودون
هو لقب نادي إينيمبا، والذي ملأ الدنيا وشغل الناس أفريقيا بداية الألفية الحالية بحارسه الأسطوري الذي يعد أفضل حارس في تاريخ نيجيريا "فينست إينياما" وتتويجه بلقبين تواليا لعصبة الأبطال الأفريقية 2003 و2004، وكانا أمام الإسماعيلي المصري ونجم الساحل التونسي مثلما توج سوبر إفريقيا في نفس الفترة وكان سفيرا موندياليا للقارة السمراء.
مثل إينيمبا أو فريق المحربين في هذه الفترة منافسا غير مرغوب فيه وتحديدا لأندية شمال أفريقيا، حيث تفوق أمامهم بالتخصص والإكتساح وتحول لشبح أسود مخيف، إلا أنه بعدها سيتوارى ويختفي بعد 2010 على نحو مثير، ويترك مقعد الكرة النيجيرية لأندية ريفيرز وشوتينغ سطار وأكوا، دون أن يقوى كل هؤلاء على حمل أمانة إينيمبا الثقيلة لغاية قدوم جورج فينيدي السهم الناري الذي ارتبط في ذاكرة عشاق الكرة مع الجيل الذهبي للكرة النيجيرية واحتفاله الشهير بتسجيل الأهداف رفقة بيتيس الإسباني بالقبعة المكسيكية.
الوداد سفيرنا الوحيد
إستفاد الوداد وهو يعلن من طرف الكونفدرالية الأفريقية، ليس واحدا من الفرق الثمانية الموعودة مع النسخة الأولى للسوبر، بل من الفرق المصنفة في القبعة ألف، وهو ما جعله يتفادي مواجهة كل من صن داونز والترجي، ثم الأهلي وليجد في طريقه إينيمبا العائد للمشهد القاري، لكن واقعها الحالي مغاير تماما لنسخة "الواريوس" التي اكتسحت العصبة قبل 18 عاما من الآن.
يدرك الوداد وهو الذي أوجد له مكانة جد معتبرة بين كبار الفرق الأفريقية مستفيدا من ظهوره الرائع في عصبة الأبطال، أنه يحمل على كتفيه عبئا ثقيلا لتمثيل الكرة المغربية في هذه النسخة التي سيتم تنقيحها لاحقا لتطال 24 ناديا من مختلف مناطق القارة السمراء، مثلما يدرك الوداد أن هذا "السوبر" هو أشبه ب "البونيس" وهدية من السماء، لأنه منح الفريق قبل ضربة البداية حق الحصول على مليار سنتيم، وكلما تقدم لغاية النهائي، تتضاعف التحويلات لحسابه لتصل 5 ملايير لو يعلن في نهاية المطاف بطلا إن شاء الله تعالى.
رمزي وفينيدي
جميلة جدا هذه المصادفة التي تضع مدربي الناديين في مصاقرة مباشرة، جميلة جدا تفاصيل منح إينيمبا من جهة والوداد من جهة مقبلة مقاليد قيادة الفريق لرمزي وفينيدي، لأن كليهما قادم من تكوين هولندي بالكرة الشاملة، رمزي قادم من ناد كبير وهو أيندوفن بعدما اشتغل مساعدا للهداف رود فان نستلروي، وفينيدي من نادي أقل نوعا ما وهو فريق زفول.
لذلك المؤشرات المستندة لخلفية فكر الرجلين وتكوينهما تقودنا لاستباق نزال رائع مفتوح بنفس الأفكار تقريبا، الأفكار المبنية على الإستحواذ والكرة الشاملة والبناء من العمق والزخم التهديفي.
فينيدي كان صريحا وهو يقول، أنها لن تكون مباراة احتفالية وسيلعب الكرة الواقعية التي تقوده للنصر، لأنه مدرك لما ينتظره في الدار البيضاء وجحيم الأنصار، ورمزي جرب مستنقع الكرة الأفريقية في رحلة غينيا وفهم الدرس كما ينبغي.
"بوكسينغ داي" الماراطون
إختلاف كبير بين واقع هذه البطولة وبين عصبة الأبطال، لأن الوداد سيلعب وسيعود لأرض الوطن مباشرة ليحضر للقاء الإياب بمشيئة الله تعالي بعد 3 أيام فقط، وبعدها لو يتأهل سيكون مدعوا لخوض النصف بنفس الفارق الزمني، وهكذا يتواصل الماراطون لغاية النهائي، ما ستطلبه ذلك من تحضير ذكي وتدبير أذكى لمباراة الذهاب بطبيعة الحال، وتدبير للزاد البشري بحكمة بالغة.
هذا "البوكسينغ داي" الإنجليزي على الطريقة الإفريقية يفرض على الوداد الحذر وحسم الأمور أو بعض منها في أويو النيجيرية كي لا تتعقد مباراة الإياب، وكي لا يتعب الفرسان في اللحاق بورقة التأهل، وله تركيبة تتجاوز في قذراتها وخبرتها وحتى مهارتها ما لنادي إينيمبا الذي سيلعب بالقتال والحضور البدني القوي لتجاوز هذه الفوارق مثلما سيستند لدعم أنصاره.