ضجة الهبطي في الكلاسيكو لعلكم تابعتم أننا حدسناها وحملنا فصولها، ونحن نعرض لكم القراءة التحليلية الإستباقية لوقائع البطولة وأرفقناها حتى بالسيناريو المتخيل، ولم يكن ذلك لا تنجيما ولا قراءة فنجان، بقدر ما هو استناد لوقائع تاريخية سابقة وبحكم معرفتنا بمكة وشعابها وسوابق عشناها في مثل هذه المباريات «كلاسيكو وديربيات في السابق».

فقصة الإبن العاق هي قصة ذات شجون كرويا، ولعل أكثر نادي على مستوى العالم يكتوي بهذه النيران، هو ريال مدريد الذي لا يوجد فريق أكثر منه شرب من علقم وتذوق مرارة كأس لاعبيه السابقين.

سجلوا عليه وهم معارون واحتفلوا ضده مثلما حدث لموراطا الذي أقصى ريال مدريد أنشيلوتي من نصف نهائي عصبة الأبطال 2015 أمام يوفنتوس، وأعادوه في الموسم التالي وقد احتفل بهدف العبور والتأهل لمباراة برشلونة في بيرنابيو وحرم المدرديستا من كلاسيكو تاريخي أوروبي أمام الغريم.

ADVERTISEMENTS

عاد موراطا ليسجل في مرمى ريال مدريد بقميص الغريم أتلتيكو، وسجل على ريال مدريد نهاية الأسبوع الحالي بورخا مايورال من خيطافي واحتفل بعدوانية بمدريد، وسجل عليه في أول دورة من الليغا هذا الموسم لاعبه أريباس المعار لفريق ألميريا، واحتفل الفتى الصغير مثلما سجل عليه موريانطيس ومونيتيس بقميصي موناكو أوروبيا وسنطندير بلاليغا واحتفلوا بعدوانية.

سقنا هذه النماذج ليس دفاعا عن الهبطي ولا تبريرا لقصة رفع القميص العسكري بوجه جماهير الجيش الملكي، فقد فعلها قبله ميسي ورونالدو في معقل المنافس كل واحد منهما في مباريات الكلاسيكو، وإنما للتذكير بهذه السوابق في عالم الكرة تمت بمسمى النيران الصديقة والإبن العاق.

مع الرجاء فعلها محمد أرمومن في الكلاسيكو 2005 بهدفين منحا الجيش اللقب في مركب محمد الخامس، وقد نزع القميص واحتفل به مثلما فعل الهبطي ولم يتعرض للبصق، وعاد في 2010 ليفعلها محسن ياجور بهدف قاتل بألوان الغريم الوداد في الديربي ونزع بدوره قميص الوداد واحتفل به ولم يبصق عليه أحد يومها.

سوابق الرجاء مع أبنائه الذين غادروه وعاقبوه كثيرة إذن، وما ارتقت في يوم من الأيام لتأخذ هذه الضجة والهالة، والتي خلفت تداعياتها وهي تنتشر في منصات التواصل ما أساء للمنتوج برمته، اللاعبون بمزاجات مختلفة ولا أحد قادر على ضبط هذه المزاجيات، والهبطي قرر أن يتنمر وفق تقدير الرجاويين لماضيه بحركته الإستفزازية في تقديرهم دائما، وزولا لم يكن في يوم من الأيام من مواليد شباب المحمدية ولا هو إبن مدينة الزهور، لعب موسما معهم وحين سجل للوداد في مرماهم لم يحتفل وللاعبين فيما يختارون مذاهب.