طبعا لا هي رسالة جديدة، ولا هي رسالة تستهدف لاعبا بعينه، ولكنها رسالة مشرفة ولها عمق وطني هو ما يتحكم في الإختيارات التي لا تقبل لا بالمزايدات ولا بالمساومات.
هذا الذي قاله الدولي المغربي بلال الخنوس لاعب نادي راسينغ غينك، قاله عندما طلب ذات مرة لتبرير اختياره من أول وهلة اللعب للفريق الوطني دون سواه.
قال بلال الخنوس وهو لم يصل وقتها ل18 سنة، ردا على سؤال: ألم يغرك اللعب لمنتخب بلجيكا؟
فأجاب: "هدفي وطموحي كان من البداية أن ألعب للمغرب، وكل محادثة بهذا الخصوص لن تجدي نفعا".
وأضاف بلال: سنة 2022، تواصلت معي الجامعة البلجيكية، لكي تحدد لقاء مع الناخب البلجيكي روبيرطو مارتينيز، قلت لهم لا أجد حاجة لهذا الحديث. هدفي هو اللعب للمغرب، وللمغرب فقط، وأن النقاش لن يغير أي شيء".
هذا الموقف الثابت الذي لا يتزحزح مهما كبرت الضغوط، هو الذي قال وليد الركراكي أنه يجب أن يكون لكل لاعب مغربي حامل لجنسية مزدوجة، وهو الذي عبر عنه ذات وقت الأسطورة مصطفى حجي سنة 1993، عندما اختار اللعب للمنتخب المغربي وليس للمنتخب الفرنسي، وعلق عليه قائلا:
"إنه اختيار القلب الذي لا يندم عليه أحد، لأنه لا يقبل بالمساومة أو بالمقارنة".
ما فعله بلال الخنوس وغيره كثير، وهم يقررون بلا أدنى تردد التشرف بحمل قميص منتخب الوطن الأم وما ندموا على ذلك، هو ما يجب أن يسود..