• ورشات العاصمتين والبوغاز تحل الألغاز
• التاريخ يكرر نفس القرار.. الرباط، الجزائر ثم داكار
بعد تسويف وتلكؤ واضحين وغير مبررين ولا مفهومين من الكاف، وقد نكث باتريس موتسيبي كل وعوده وتجاوز كل تصريحاته السابقة، وقد إلتزم غير ما مرة ومحتفظ له بتاريخ كل خرجة ومضمونها «بتحديد تاريخ الإعلان عن منظم الكان المعلق 2025»، والذي تأخر كثيرا بشكل يدعو للإرتياب ويعزز الشبهات، وقد فهم المحيطون والمقربون من مطبخ الكاف حيثياته وخلفياته، مثلما أبلغنا بذلك مرارا، وهي الخلفية التي تتجسد في الكيفية التي سيتم على ضوئها إيجاد مخرج للجزائر التي خسرت عمليا ونظريا وتطبيقيا كل فرص لها في استضافة هذه النسخة، بسبب عدم مطابقة ملعبين من الخمسة التي زارتها لجان التفتيش التابعة للكاف لمعايير وشروط دفتر التحملات، وهو ما حذا بباتريس إبلاغ زفيزف قبل تنحيه واستقالته في أعقاب سقوطه المدوي في أبيدجان أمام الليبي الشلماني في انتخاب تجديد الثلث، ليبلغ بدوره سلطات الجزائر بالأمر ومعها تقديم ملف عاجل آخر لاستضافة النسخة التالية 2027.
وحين نقول أن الجزائر خسرت نظريا وتطبيقيا نسخة 2025، فلأن من يتقدم للنسخة التالية هو موقن ومقر بل معترف بخسارة النسخة التي قبلها، وهذا أبلغوا به من رجال القرار داخل الكاف، لذلك عادت لجان تفتيش الكاف على السريع وبشكل مثير لتزور نفس الملاعب التي زارتها شهر يناير على هامش احتضان الشان، وبعده كان الفتيان لتعاين ما استجد من تطور على مستوى المنشآت والمرافق بعد الملاحظات السلبية للجنة في زيارتها الأولى عن ملف 2025.
وما يهمنا في هذا السياق هو المغرب وموقف بلادنا من هذا التعامل الذي فيه كثير من الدلال وترطيب الخواطر، بدل اتخاذ قرارات حاسمة وجازمة تراعي التواريخ المدرجة ضمن الرزنامة التقليدية، والتي اعتادت خلالها الكاف تاريخيا إعلان البلدان المنظمة داخل اجتماع مكتبها التنفيذي، وقد تكررت لغاية الآن 7اجتماعات بين «3 بالجزائر واجتماع كيغالي براوندا وآخر بالقاهرة وخامس بدار السلام وسادس بالرباط وسابع بأبيدجان» دون صدور القرار المعلوم.
لقجع وفي سياق استباق الأحداث وليقينه التام وهو المتوغل داخل المنظومة ورجال القرار بالمكتب التنفيذي التابع للكاف وهو سيد القرار «بإعلان البلد المنظم» فقد أبلغ أن المغرب ظفر بهذا الكان.
وبطبيعة الحال ودون ترك مجال للراكبين على الزبد الذي لا ينفع الناس فيذهب جفاء، مثلما حدث في خرجة لقجع البرلمانية وقد زف البشرى لبرلمانيي الأمة، وقد أخبرهم بأن المغرب جاهز لاستضافة المونديال وليس الكان فحسب، ومن الغد، فإن رئيس الجامعة باشر ورشات إصلاحية عميقة بتنسيق مع وزارات التجهيز والداخلية وعديد الفرقاء والشركاء المتدخلون في العملية والتي تهم 3 ملاعب تقليدية ستحظى بشرف احتضان هذا الكان.
أكبر هذه الورشات وقد أبلغ بها لقجع رؤساء أندية البطولة الإحترافية لتدبر أمورهم على مستوى العثور على ملاعب بديلة لخوض مباريات البطولة والإستحقاقات القارية، ملمحا إلى أن القوة القاهرة فرضت هذا الإجراء، إذ كان بمقدور المغرب وقد حاز إشادة لجان الكاف وحتى الفيفا في مونديال الأندية، الإقتصار على الوضعية الحالية لملاعبه، إلا أن العزم كبير على أن تكون نسخة الكان المقبل غير تقليدية بالمرة.
تواصل لقجع كانت الغاية منه وضع الأندية في الصورة والمشهد، لأنه موسم استثنائي «الكان والبطولة العربية للمنتخبات والعصبة الإفريقية وتصفيات المونديال»، وتداخل كان 2025 بعد كان كوت ديفوار بفارق زمني، تدرس الكاف الفصل بينهما بمسافة معقولة، من خلال أن تكون نسخة 2025 في الصيف مجددا مثلما حدث في مصر 2019 «كي تلعب التصفيات دون ضغوطات».
لذلك هي إشارات في صورة وصيغة بشارات من أن المغرب ماض قدما في التحضير للكان في انتظار قرار الكاف، الذي لن يكون سوى تحصيل حاصل ليس إلا، وما ورش ملعب طنجة الكبير بإزالة الحلبة المطاطية «ملعب طنجة على شاكلة بيرنابيو مدريد» وبشكل الملاعب الأنجليزية، إذ ستعوض المدرجات هذه الحلبة ليرتفع حجم سعة الملعب الذي سيغطى بالكامل ويصل إلى 88 ألف مقعدا ويصبح ذرة ملاعب المملكة والأكبر أيضا والأجمل في إفريقيا.
لذلك ورشة البوغاز وحتى العاصمة بالمجمع الأميري وهما ملعبان سيحتضنان افتتاح وحفل ختام الكاف، دليل على هذه الإستضافة ومعها التاريخ سيكرر نفسه على مستوى تنظيم المغرب نسخة 2025، والجزائر نسخة 2027 والسينغال نسخة 2029، نفسه مثلما حدث بين الرباط 1988 والجزائر 1990 وداكار 1992 بذات التناوب والترتيب والتسلسل الزمني وهذه هي تخريجة الكاف.