تأهل المنتخب المغربي لنهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 عاما، بعدما حقق فوزا صعبا خرج من رحم المعاناة، إذ واجه منتخبا ماليا شرشا لا يعرف الإستسلام، وجاء الفوز من ضربات الترجيح (4 – 3).
المباراة إنتهت بالتعادل (1 – 1) في وقتها الأصلي، واحتكم الفريقان للشوطين الإضافيين وتحولت التيجة إلى (2 – 2) ليلجأ الفريقان لضربات الترجيح التي ابتسمت لمنتخب مالي.
كانت البداية من الشوط الأول حيث فرض فيه اللاعبون المغاربة أنفسهم بالرغم من كل الحصانة التكتيكية التي التزم بها الماليون، الذين عمدوا بالدرجة الأولى إلى ملء وسط الميدان عبر الإنتشار الجيد والحفاظ على تكافؤهم في ملء كل المساحات رغبة في السطيرة على هذا الوسط، مع فرض الحراسة اللصيقة على الثنائي المغربي الذي عرفوا مدى الخطورة التي يمكن أن يشكلها عليهم، ويتعلق الأمر بكل من إسماعيل صيباري وعبد الصمد الزلزولي.
لكن رغم كل ذلك فرض الأشبال المغاربة أسلوب لعبهم، بالإعتماد على التشكيل الأساسي الذي خاض أغلب لاعبيه المباراتين الأوليين أمام كل من غينيا وغانا، مع حضور رجل شادي رياض الذي منح الكثير من الأمان لخط الدفاع.
واستطاع المنتخب المغربي أن يستحوذ على الكثير من الكرات، كما خلق فرصا حقيقة للتسجيل رغم قلتها. وتمكن من تسجيل هدف السبق في وقت مناسب عبر زكرياء الوحدي في الدقيقة 14، إثر هجوم ثلاثي منسق بينه وبين الخنوس وصيباري.
وكان بمقدور الفريق الوطني أن يضيف الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول، لكنه لم يفلح في ذلك، خصوصا أن فاعلية الهجوم المغربي تراجعت كثيرا بسبب تأثر صيباري بالإصابة التي مني بها على مستوى الفخذ بعد مرور ربع ساعة الأول من زمن المباراة، كما أن الزلزولي لك يكن متوهجا كما يجب، ولم يكن في يومه.
ولم يكن المنتخب المغربي أفضل حالا مع بداية الشوط الثاني الذي بدا فيه أشبال الأطلس مرتبكين ومتوثرين إلى حد كبير، ومتراجعين إلى الخلف.. في وقت تمكن فيه الماليون من فرض قوتهم وسيطرهم وضغطهم.
معاناة المنتخب المغربي كانت ظاهرة للعيان، لكن لم يتعامل معها المدرب عصام الشرعي بما يكفي من الحزم وبما يلزم من الذكاء، لتظل السيطرة مالية بكل المقاييس إلى أن تمكن الماليون من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 66 عبر مامادي ديامبو.. وهو ما شكل ضربة قوية للمغاربة الذين دفعوا ثمن تراجعهم غاليا جدا.
ولم يكن أمام الشرعي سوى أن يجري 3 تغييرات خلال الدقائق 20 أو 18 الأخيرة، حيث أدخل كل من ترغالين وإيكمان ويونس طه، بدل بكراوي والخنوس وصيباري، ليستعيد الأشبال فاعليتهم وتوهجهم من جديد بحثا عن هدف الخلاص، لكن سرعان ما أصيب إيكمان ليغادر الملعب ويعوضه الوزاني.
ويجب الإعتراف أن الشرعي كان عاجزا إلى حد كبير عن إيجاد الحلول المناسبة بشريا وتكتيكيا ليستعيد الفريق الوطني توهجه وسيطرته، فتحولت قوته إلى وهم خادع!! ومن حسن حظ الفريق الوطني أنه أنهى المباراة بالتعادل (1 – 1) ليدخل الفريقان الشوطين الإضافيين.
وخلال الشوطين الإضافيين تجدد التعادل بتوقيع المنتخب المغربي للهدف الثاني من توقيع أمين الوزاني قبل أن يعدل الماليون عبر اللاعب إيسوفي مايغا.. وهو ما قاد المباراة لضربات الترجيح التي حسمها المنتخب المغربي لصالحه.