رحبت الصحافة الأردنية بتعاقد الإتحاد الأردني لكرة القدم مع المدرب والإطار التقني الوطني الحسين عموتة للإشراف على منتخب النشامى، ووصفت التعاقد بأنه ضربة معلم.
ونورد في ما بلي رأيا للزميل الإعلامي الكبير محمد مطارع، عنونه ب"عموتة.. المفاجأة السارة للنشامى":
قد تكون المرة الأولى، التي يحظى قرار تعيين مدرب المنتخب الأردني، بكل هذا التأييد من الشارع الكروي الأردني، منذ أيام المدرب الراحل محمود الجوهري الذي ترك بصمات لا زال الجميع يتحدث عنها مع الكرة الأردنية التي نقلها للعالمية.
الحسين عموتة هو العربي الخامس والمغربي الأول، الذي دخل قائمة المدربين الذين تناوبوا على قيادة المنتخب الأردني لكرة القدم، بعد الراحل محمود الجوهري، ومواطنه المصري حسام حسن، والإماراتي عبدالله المسفر الذي لم تطل تجربته، وأخيرا العراقي عدنان حمد الذي تولى منصب الإدارة الفنية في دورتين.
لم يستقبل الجمهور الأردني قرار عودة المدرب عدنان حمد في تجربته الأخيرة، بذات الحماس الذي جاء في تجربته الأولى التي امتدت على مدى 4 سنوات من 2009-2013، وكان قرار عودته في 2021 مفاجئا، بسبب ابتعاده عن أجواء التدريب لمدة تزيد عن 5 سنوات حيث كانت آخر تجاربه مع الوحدات الأردني لموسم يتيم، وقبلها تجربتين قصيرتين مع منتخب البحرين ونادي بني ياس الإماراتي، وتفرغه فيما بعد للتحليل الفني في قنوات بي إن سبورت.
ويبدو أن الاتحاد الأردني لكرة القدم، قد جس نبض الشارع، وهو يمسك بقلم التجديد لحمد، الذي يجمع الكل على أخلاقه العالية وتعامله الراقي مع مكونات المنتخب، لكن في الوقت ذاته لم ينجح في ترك بصمة مميزة مع الجيل الحالي للمنتخب، والذي بات يضم عددا من المحترفين في الخارج والقادرين على تجاوز ما تحقق في تاريخ الكرة الأردنية وفي مقدمتها عبور دور الثمانية في كأس آسيا، التي ينتظرها الأردنيون بفارغ الصبر، لرؤية منتخب بلادهم يصل إلى ما هو أبعد من هذا الدور الذي توقفت فيه مسيرة المنتخب 3 مرات، إلى جانب تحقيق حلم التأهل لنهائيات كأس العالم، خاصة مع رفع عدد الفرق وتضاعف فرص المنتخبات الطامحة لحضور العرس الكروي العالمي.
الحسين عموتة قوبل بترحاب المحللين والمتابعين للشأن الكروي الأردني، كونه مدربا يمتلك خيوط اللعبة، ولديه التواصل الدائم مع عالم الكرة الحديث، وتعزيز خبرته محليا وخارجيا، حيث أثبت نجاحه في معظم التجارب التي خاضها بداية بتحقيق دوري نجوم قطر مع السد، والتتويج بكأس العرش وكأس الاتحاد الإفريقي مع الفتح الرياطي المغربي، وتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا والدوري المغربي مع الوداد، وأخيرا قيادة الجيش الملكي للتويج بلقب الدوري لأول مرة منذ 15 عاما، رغم أنه لم يجلس على مقعد المدير الفني نظرا لمنع الاتحاد المغربي للمدرب العمل مع ناديين في نفس الموسم، بعد خروجه من نادي الوداد.
وبعيدا عن الأندية، كان عموتة يحقق نجاحات كبيرة مع المنتخبات المغربية، حيث قاد أسود الأطلس في كأس العرب 2021 والتي كانت بروفة مهمة لمونديال قطر 2022، وقدم خلالها المنتخب المغربي كرة حديثة ممتعة، وتوقف مشوار الفريق عند ربع النهائي بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام منتخب الجزائر الذي حقق اللقب فيما بعد، كما قاد منتخب المغرب في بطولة إفريقيا للمحليين 2021، وحقق لقبها بعد الانتصار في النهائي على المنتخب المالي.
الأنظار باتت متوجهة نحو المدرب عموتة، الذي يطمح الجميع في أن ينقل منتخب النشامى إلى مرحلة أخرى، تتميز بالانسجام الكامل في الخطوط، ووضع الخطط التي تناسب هذا الجيل المميز من اللاعبين، واستثمار خبراته الكبيرة في صبغ المنتخب بشخصية وهوية تميزه في كل المواجهات الودية والرسمية، وتقديم مستوى يثبت قدرة النشامى على المنافسة وتحقيق الإنجازات المأمولة.