لم تستفق بعد الجماهير الدكالية من صدمة نزول فريق الدفاع الحسني الجديدي إلى القسم الثاني لخامس مرة في تاريخه، وهو الحدث/الفاجعة الذي كان عصيا على الفهم والهضم، بل سادت حالة من الحزن والغضب مساء يوم الثلاثاء الماضي كل الأحياء الشعبية لمدينة الجديدة معقل عشاق "المهيبيلة"، وقضى أنصار فارس دكالة ليلة حزينة وعصيبة وهم يشاهدون بحسرة كبيرة فريق المدينة الأول ومتنفسهم الوحيد يحزم حقائبه ويودع رغما عنه القسم الأول للبطولة الوطنية الإحترافية الذي كان الدفاع أحد مؤسسيه إبان فجر الاستقلال عندما كان يسمى بالقسم الوطني الأول. من وقع الصدمة التي كانت قوية على تعبير فنانا الأصيل المعتزل عبد الهادي بلخياط، صام الكثيرون عن الكلام، بل هناك من بكى بحرقة لأن الدفاع وحده الذي كان يحفظ كبرياءهم ويتباهون به أمام باقي الفرق الوطنية. والحقيقة أن نزول الفريق الجديدي لم يكن مفاجئا وإنما هو تحصيل حاصل ونتاج طبيعي لموسم كارثي بكل المقاييس وعلى جميع المستويات، كان امتدادا لموسمي العذاب الأوجاع للدفاع الذى أمن خلالهما وبالكاد مكانته بقسم الصفوة، دون أن يستخلص أصحاب القرار الدروس والعبر، ويعيدوا ترتيب أوراق الفريق الذي نخرته الأزمات المتتالية والصراعات الهامشية.. ، بل تمادوا في أخطائهم الفادحة بتخليهم عن نجوم الفريق، ولجؤوا بالمقابل تحت إكراهات الواقع المتعددة إلى سياسة (الترقيع) بالتعاقد مع لاعبين من أقسام الهواة والمجازفة بأبناء الفريق الذين لم يكن معظمهم جاهزين لحمل قميص الكبار، لضعف تكوينهم في الفئات الصغرى التي مروا منها، كما ساهمت القرارات المزاجية للمدرب التونسي السابق لسعد جردة الشابي في تراجع أداء ونتائج وأسهم الفريق الدكالي الذي أضرب عن الفوز لسبع عشرة دورة بالتمام والكمال، وهو رقم مستفز جدا يسيء لتاريخ الدفاع الذي واصل صيامه عن الإنتصار رغم تغيير ربانه التقني بالاستنجاد بالإطار الوطني عبد الرحيم طاليب الذي سقط مع الفريق إلى القسم الثاني في سيناريو مشابه لموسم 98-99. لهذه الأسباب وأخرى، استسلم الدفاع الحسني الجديدي الذي احتفل قبل أيام قليلة من سقوطه بعيد ميلاده السابعة والستين، لقدره الحزين بفقدانه مكانته بقسم الأضواء، وهو الحدث المؤلم الذي يتزامن مع نهاية الولاية الثانية للمكتب المديري الحالي بقيادة السيد عبد اللطيف المقتريض والتي كانت حصيلتها كارثية على جميع الأصعدة، ومن تمة يتحمل الرئيس كامل المسؤولية في اندحار الفريق إلى القسم الثاني، كما اعترف بذلك ليلة سقوط فارس دكالة أمام رجال الصحافة، متعهدا في حال استمراره على رأس المكتب المسير بالقيام بتغيير جذري داخل الفريق الجديدي، وهو اعتراف ضمني من الدكتور المقتريض بفشله الذريع صحبة فريق عمله الذي رافقه خلال التجربة السابقة في تدبير شؤون الدفاع، مما جعل شعبيته تتراجع إلى أدنى مستوياتها داخل الشارع الرياضي الجديدي الذي رفع شعار (ارحل) في وجه الرئيس الحالي بعد تلقي الدكاليين صدمة السقوط إلى القسم الثاني