الأحد النّاري.. تبقى الكاس فْدَاري
نريدها نجمة على الصدر وفرحة حتى مطلع الفجر
إنه التاريخ الذي يغازل الوداد ليكرر نفسه.. إنه المجد الذي يدنو من سماءات القلعة الحمراء ويهفو على قلوب الوداديين ووجدانهم.. إنه التفرد والريادة قاريا من يدغدغان المشاعر وكبير الكرة المغربية بردائه الأحمر.. يستضيف كبير القوم بالكرة المصرية بنفس الرداء والزي في الموقعة الحالمة.
الوداد مدعوما معنويا بهدف بوهرة المتأخر، والأهلي المسنود من أفضلية الإنتصار بغض النظر عن قيمته الرقمية، نحن هنا أمام معادلات مفتوحة على مصراعي التخمينات كي يعلن بطل إفريقيا الجديد.. تابعوا هذه المعادلات..
• فلاش باك
لو كان كل مدرب يتمنى وتتحقق أمنيته، لما احتجنا إذن لمطالعة ومتابعة هذه المباريات من الأصل، لذلك حين تمنى فاندنبروك أن يخسر بفارق هدف وأن يسجل فريقه هدفا على الأقل، وتحققت أمنيته فهذا أمر مثير بالفعل، ويطوق المدرب البلجيكي بمسؤوليات جسام طالما أن أمنيته تحققت فلا مجال ليهرب من باقي القصة التي وعد بها إيابا.
وبالعودة للنبش في تجليات ما حدث في القاهرة، وبعيدا عن الصورة والنتيجة التي انتهت بها المباراة، لأن من غير سياقات التحليل والنقاش وبكامل الأمانة هو هدف بوهرة وإلا لكانت أغلب التحاليل الحالية تغرق في البكائيات والحسم مع الجزم بهروب التتويج.
لم يقدم الوداد على امتداد شوط كامل ما طابق إمكانياته، لعب خائفا ومكن المنافس من الكرة والمساحات وترك له هامش المناورة واقتحام معترك المطيع لكثير من المرات قبل أن تسلم الجرة بهدف بوهرة.
• تغييرات ضرورية
بطبيعة الحال، اللعب في القاهرة مختلف عنه في الدار البيضاء، واللعب وأن تعلم ما هو مطلوب منك إيابا مختلف وأنت تلعب مباراتك الأولى، لذلك أن يعود فاندنبروك بكل تأكيد لنفس التشكيل ولن يغامر بنفس الوجوه ولن يزج بنفس اللاعبين، فالوداد مطالب أولا بأن ينتصر لأنه سينطلق وهو فاقد للكأس مع ضربة الإنطلاقة، والمدرب البلجيكي وهو يعيد قراءة شريط المباراة سيكون قد تخلص من رواسب الدهشة التي ركبته وسط ضجيج ملعب الزحام بالقاهرة، وسيكون قد خلص رفق مساعديه إن كان يستشير معهم إلى أن عددا منهم لم يحضروا من الأصل لتلك المواجهة.
في الدفاع تبين أن ثنائية فرحان وزولا غير سالمة ولا هي سالكة، وبالتالي فرحان كان خارج الخدمة، وعودة أبو الفتح ضرورية مثلما هو اللعب ب 3 لاعبي ارتكاز ليس ضروريا بين الأنصار والديار، ومثلما هو الدفع باللاعبين اللذين رسما الفارق وغيرا النتيجة ذهابا وهما أوناجم وبوهرة ضرورة ملحة على حساب المترجي المصاب والبعيد عن الفورمة، والداودي الذي يتلاعب بالأعصاب من مغبة اللعب منقوصين من خدماته بسبب التهور.
• السيناريوهات المتاحة
مخطئ من يعتقد أن الوداد سينطلق بجنون صوب معترك الأهلي، وواهم من يراهنون على أن فاندنبروك سيكرر ما فعله الركراكي قبل عام هنا حين انطلق بسرعة الصاروخ القصوى ليرسل المترجي صاروخا سمع دويه في الزاوية التسعين للشناوي مثلما سمع في القاهرة وخان الخليلي.
فاندنبروك قال وصرح، ثم ألمح إلى أن هدف بوهرة أراحه كثيرا، لأنه لو كان قد خسر بهدفين دون مقابل لتوقعنا منه منذ البداية أن يبدأ ضاغطا بلا هوادة.
لكن طالما أنه بحاجة لهدف واحد دون استقبال مثيل له في مرماه، فهو سيتريث وسيصبر وسيستهلك أعصاب منافسه، وقال أن العبرة بالهدف الذي يأت وليس توقيته، بل بخبرته، إلا أن هدفا مبكرا قد يوقظ عش الدبابير الأهلاوي.
لذلك من بين السيناريوهات المتاحة هو أن يتدرج الوداد في الإيقاع بعد جس النبض وتلمس ردة فعل الأهلي ومدى خوفه ورهبته، وبين الفترة والأخرى يرمي بالفتيل لمعتركه بحثا عن هدف التتويج.
• النجمة الساطعة
ونحن نتحدث عن الوداد لا ينبغي إعدام الأهلي، فهذا الفريق يخوض النهائي السادس في آخر 7 أعوام، وهو ملك المسابقة وفريق النهايات ويجيد السفر خارج الديار، لذلك كل الحذر من فريق بجينات وأدرينالين المسابقة.
الأهلي بدوره يرى في مباراة رادس المرجع الذي سيحاول تكراره، أي أنه لم يلعب بنفس الخوف الذي واجه به الرجاء هنا، وتدفق على الترجي وسجل 3 أهداف دفعة واحدة.
يعلم الأهلي أن هدفا هنا يعني تعقيد الأمور على الوداد، مثلا يدرك أن الصعود للتسجيل يعني فتح المعابر خلف الظهر.
لذلك هي مباراة قطع الشطرنج ومباراة الأفخاخ ومباراة التكتيك الذي يتغير بحسب الدقائق والسياقات ولا يهم الوداديين هنا ومعهم المغاربة سوى أمر واحد، وهو أن تتلون الدار البيضاء بالشماريخ الحمراء وأن يعيش عشاق وداد الأمة ليلتهم البيضاء مثلما عاشوها قبل عام بالتمام والكمال أمام نفس المنافس وفي نفس المحطة وعلى نفس الملعب.
لا يهمهم هنا أن يكرر المترجي فعلته أو أن يتغير الفاعل، بقدر ما يهمهم أن يعيش المفعول به نفس القصة على مستوى النصب، هذا هو ما يحلم به الوداديون بطبيعة الحال وحتى الجماهير المغربية.
يريدون تتويجا لعيون حيمود ببصمة العملود وسامبو، فلا يهم أيضا هذا، كلنا مع الوداد في مهمته الوطنية، كلنا مع الحمراء الوطنية، كلنا مع الفرسان لكسب أغلى رهان وبصوت واحد نردد «جيبوها يا الأولاد والله ينصر الوداد».
• البرنامج
إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية
الأحد 11 يونيو 2023
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الوداد الرياضي ـ الأهلي المصري
الحكم: باملاك تيسيما (إثيوبيا)