بغض النظر عما حققه الاطار الوطني سعيد شيبا بوصوله مع منتخب أقل من 17 عاما الى العالمية عبر تأهله التاريخي بالجزائر أمس وبثلاثية مدرسة كرويا وذهنيا ونفسيا وارادة ، فإن الطابع الانساني والرجولي والاخلاق العالية التي يتسم بها في احترام الناس والخصوم ، هي الهبت البلاطوهات الجزائرية وان بكت الخسارة بظلم تخكيمي ، ولكنها أجمعت على أن سعيد شيبا مدرب كبير وأصيل يعرف كيف يتحدث في الندوات الصحفية ، وكيف يعامل مع من يستفزونة بأسئلة مكررة ، وكيف يحترم الرد على تبني الوصف الرائع على المنتخب الجزائري حتى وان خرج من المنافسات ، ويرسل الرسائل للجمهور الجزائري وللجامعة من خلال ترسيخ العناية الكبيرة لجيله دوم تجريحه لأنه في بداية الطريق . أكثر من ذلك ، بدت أخلاق شيبا عالية في تبني طرح التأهل المغربي على أنه طريق نحو العالمية بناء على الاجتهاد ومواصلة العمل على بلورة صيغ التألق للوصول الى المنتخبات الفوقية الى الكبار ، وهو طريق محفوف بالخبرة الدائمة ليصل الى العالمية في صيغتها الكبرى .
وبتمثيل شيبا للمغرب بالجزائر ، يكون قد أعطى الدرس للاشقاء من أن المدربين المغاربة الذين يشقون معبر النطاق التقني ملازم لصيغ ثقافية ولسانية ونمهجية وعملية مثلما فعل وليد الركراكي لأولا قبل أن يحمل سعيد شيبا مشعل ثاني مدرب سينطق أصلا بالمثل الدارجي " ديرو النخوة والعزة " . وشيبا أكيد أنه نجخ في تضمين رسالة ثاني مدرب مغربي دولي يقر بشهادة ميلاد ثانية . والحال أن كثيرا من الاعلاميين الجزائريين وعلى رأسهم بن الشيخ ذاب في محبة شيبا وتعلق بأخلاقه وثقافته ولغته الراقية .وأقواها هو هذا العناق الكبير مع المدرب الجزائري ارزقي رمان الذي غاد ربع النهائي أمام شيبا .