حملت قمة العودة بألمانيا عن ثمن نهائي عصبة الابطال خبرين سارين ، أولهما عودة الدولي نوصير مزراوي الى كتيبة بايرن ميونيخ من الاحتياط بعد غياب طويل منذ عودته من كأس العالم، فيما شفي الدولي اشرف حكيمي ، وعاد اساسيا في الاسطول الباريسي بشكل مكتمل حتى بعودة مبابي من البداية . وكان من الطبيعي أن تعرف القمة الساخنة مبارزة قوية للفريق الباريسي الذي لم يتطع لحد الآن نيل لقب عصبة الابطال في ظل ترسانة الهجوم التي يملكها . وعاد المدرب غالتيي الى عادته التقليدية ولخطته 3 – 5 – 2 من بيريرا وراموس وماركينيوس ، فيما حسم أمر الاروقة من اشرف حكيمي يمينا ، ونونو مينديش يسارا ، أما الوسط فضم كلا من فتينها وفيراتي وفابيان روز ، فيما الحق ميسي ومبابي للخط الامامي . وفي الجانب الالماني ، اختار المدرب ناغليسمان عياراته الاساية وبشاكلة 4 – 2 – 3 – 1 مع غياب بافار يمينا وتوكيل المهام الى سطاننزيتش ، وديفيس يسارا ، وديلايت واوباميكانو في متوسط الدفاع ، على أن الوسط تشكل من لاعبي الارتداد كوميش و وكوريتزكا ، وكومان يمينا ومسيالا يسارا ومولير كصانع ألعاب ويتقدمهم شوبو موتينغ كرأس حربة . وبدت انطلاقة المباراة صارمة تكتيكيا على المستوى الدفاعي واقفال كل المحاور المفترض ان يغزوها ميسي ومبابي أولا على اعتبار ان باري سان جيرمان كان مدعوا للوصول الى المرمى ، مثلما استحضر الدفاع الفرنسي كل الاحتياطات الملزمة للقناص شوبو موتينغ ومراقبة اشتغال الوسط من مولير والاروقة الجانبية . ولم تأت الفرص السانحة الى من بداية الدقيقة 22 التي كاد فيها ميسي افتتاح التسجيل لولا الصد المنيع والمراقبة المروضة عليه ، وبعدها رد الجناح الايسر موسيالا بفرصة متاحة سدد من خلالها قذيفة أبعدها الحارس الى الزاوية .وهنا ايضا كان حكيمي متوازنا في ادائه الدفاعي والهجومي من خلال نزول وحيد نال من خلاله زاوية لم تعط اي شيء .بل وسيكون حكيمي نشيطا في عملية المضايقة للحارس سومير في الدقيقة 38 ومن خلالها مارس الضغط على الحارس لدرجة انفلتت الكرة منه لتنزل الى فتينها ويسدد نحو الهدف ، لكن المدافع دي لايت ألغى الهدف من المرمى . وهنا توقفت أليات الفرص بين الطرفين من خلال الصرامة التكتيكية والسرعة قتل كل المبادرات من الطرفين لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي دون أن يكون لمبابي أي متنفس لخلق المبادرة والتهديد . وخلال بداية الشوط الثاني ، بدا فريق بايرن أكثر احتكارا وسيطرة على الوضع الدفاعي لباريس سان جيرمان ، وتوصل الى تسجيل الهدف الاول من شوبو موتينغ وبرأسية بديعة وقع الهدف من تمريرة موسيالا في الدقيقة 52 ، لكن الهدف رفض بداعي تواجد مولير متسللا ، وجاء هذا الهدف ردا على فرصة مبابي في الدقيقة 49 من قذيفة أبعدها المدافع ديفيس الذي يشكل زوبعة كبيرة في الجهة اليسرى صعودا ونزولا .ويظهر من خلال هذه البداية المختلفة ، ارتفاع وثيرة الايقاع والبحث عن الهدف من الطرفين معا ، الاول لبايرن من أجل قتل المباراة ، والثاني الفرنسي يهدد من أجل العودة بهدف تعادل الذهاب .وهذا ما سيحصل بالذات بعد الضغط الذي مارسه الخط الامامي للبايرن على دفاع باري سان جيرمان ومن خلال لقطة الخطإ الذي اقترفه فيراتي بعد ضياع الكرة منه من طرف مولير ، ويستغلها بتمريرة الى غوتيزكا وبدوره يمرر الكرة أرضيا نحو شوبو موتينغ ليسجل بسهولة ، وينهار الفريق الباريسي لحظة الخطإ القاتل في الدقيقة 61. ومع ذلك ، سيغير باري سان جيرمان هذا الوضع ، وسيواصل الضغط وكاد يسجل هدف التعادل من رأسية راموس التي حولها الحارس للزاوية في الدقيقة 64 .ثم عاد مبابي بعد ثلاث دقائق ليؤطر تسديدة نحو المرمى والحارس سومير يقول لا للهدف ، كل هذا وحكيمي يطارد الرواق بنزول نشط دون ان تلقى تمريراته صدى ناجحا أمام التدخلات الدفاعية ، وتأتي الدقيقة 82 لتندر برأسية غير محظوظة لرأسية راموس مرت جانبا من الهدف ، سيما بعد التغييرات التي احدثها المدربان . كما كان لحكيمي فرصة تعديل الكفة لو لم يتأخر في التسديد نحو المرمى قبل أن يتدخل اوباميكانو لابعاد الخطر في الدقيقة 85 .الا ان الضربة القاضية ستأتي من خذإ آخر من فيراتي على مستوى الهجوم لتضيع منه الكرة ويضع البايرن مرتدا سريعا أنهى به النزال بهدف ثاني وقاض على أحلام الفريق الباريسي من رجل البديل غنابري . وبالتالي ، خرج باري سان جيرمان من السباق وبخطأين قاتلين من فيراتي .