• ممتاز بميزة الإعجاز
• الأندية في قارتها كالأقمار تسطع
• كرة القدم النسوية عبرت من القارية للعالمية

هذه الوثيقة  التي نحرر يجب أن يبرز لها إطار يسعها ويحفظها في خزانة الكرة المغربية، حتى إذا ما طرأ طارئ يمكن العودة إليها بوصفها المرجع والشاهد على هذا العام الملحمي الهلامي.
واكبنا على امتداد مسيرة عقود حصاد الكرة المغربية، حدث وإن عشنا مرارا ونحن ننهمك لتوثيق ورصد الظواهر البارزة بكل العناء والمشقة التي يتطلبهما الأمر، في زمن الرقمي والمعلوماتي وانفجار المواقع الإلكترونية، قلت عشنا لحظات مريرة  امتزجت فيها الحسرة بالإحباط وخيبة الرجاء والأمل، لجفاف النبع وهزالة المحصلة وأحيانا رداءتها الباعثة على القرف.
هذه المرة الأمر مختلف تماما، بل مغاير بالمرة ويندرج ضمن حالة الإستثناء والجرد غير المسبوق، حصاد وافر ووفير ومن غزارته انعكس السخاء على كل الفئات ذكرانا وإناثا، منتخبا وأندية، أسوياء وأصحاب الإحتياجات الخاصة، فالأندية بسطت السطوة والسيطرة، والأسود في قطر وثقوا الاليادة بالختم والطابع الأطلسي، لذلك ندعوكم استنهاضا للهمم واستشرافا لعام جديد ومجيد بمشيئة الله تعالى لمواكبة هذا الإستقراء باستحضار «فلاش باك» كامل يؤرخ لأفضل عام في تاريخ كرة القدم الوطنية منذ الإستقلال لغاية خرافة الأسود بالمونديال مثلما رصدها العالم واحتار لها الخبراء والتقنيون..

ADVERTISEMENTS


• الوداد غزاة إفريقيا
نستهل هذا الرصد مع الوداد الرياضي، الذي استعاد موقعه وريادته القارية وكان ذلك تحت إمرة وليد الركراكي مهندس نجاح الفريق الوطني بالمونديال، إذ وثق الوداد على واحدة من النسخ الأنطولوجية في عصبة الأبطال، بعد عبور مسالك وعرة بأرقام خرافية وقياسية غير مسبوقة بتجاوز دور المجموعات للمرة الثامنة تواليا والسادسة متصدرا وب 15 نقطة ولينهي دور المجموعات بأعلى رصيد من النقاط والأهداف، ويبرز استحقاقه للتاج القاري الذي اختارت له الكاف مكانا يليق به «مركب محمد الخامس بالدار البيضاء» وهو ينتصر 4 مباريات متتالية بعيدا عن المغرب وكان ذلك كما يلي:  «الزمالك، ثم بلوزداد ثم ساغرادا الأنغولي فمواطنه بترو أتلتيكو»، ولينهي المطاف بالأهلي البطل التاريخي لهذه المسابقة المجيدة، وتحت وصف «غزاة القارة» احتفل أنصار الوداد كما كان يليق به أمام الأهلي وسط أجواء رائعة بثنائية زهير المترجي ليرفع الفرسان الحمر قميصهم بالنجمة الثالثة التي سبت وسرقت مهم في رادس.
وشاء القدر أن يستعيد الوداد في نفس التاريخ 30 ماي نجمته وهو نفس تاريخ سرقتها في تونس، وبعدها استحق له مكانا في مونديال الأندية ممثلا للقارة السمراء عن جدارة واستحقاق وباقتدار كبيرين.
• الكونفدرالية برتقالية
متجاوزا شطئان وخلجان الشك والقلق التي صدرها لنا جميعنا وهو يوقع على موسم مترنح، بقناعين مغايرين، الأول متسلطن قاريا والثانى متواضع محليا واصل النهضة البركانية المسير والتقدم والزحف على درب تحقيق هدفه الأسمى الذي سبق له وأن تذوق حلاوته وهو لقب الكونفدرالية الذي توج به أمام بيراميدز المصري 2020. 
الأمر هذه المرة كان يشبه التحدي الصعب، لأن الكاف اختارت ملعبا في نيجيريا ليكون مسرحا لملاقاة قراصنة نوب إفريقيا، لم يكن أحد ليراهن على النهضة لتصادر حق أورولاندو بيراتس الجنوب إفريقي في التسوية، سوى لاعبو النهضة أنفسهم مع مدربهم فلوران إيبينغي، وفعلا سيتعلق الحارس الحمياني وباقي الرفاق ويتفوقون في ضربات الحظ المريرة ليعودوا بالتاج الأفريقي الثاني لهم يلبسوه الرداء البرتقالي ويضربوا موعدا مع الوداد للعب سوبر إفريقي بنكهة مغربية خالصة.
• السوبر بركاني والثلاثية مغربية 
إلى هنا كان الكرة المغربية قد حققت المراد وحققت ما لم تبلغه على مر تاريخها الطويل وهو «الثلاثية المغربية»، كان الأمر أشبه بحلم جميل أن يتسلطن ناديان مغربيان ويرسمان على جبل الكرة الأفريقية ذلك "البورتري" الذي طالما تغنى به البعض تنمرا وخيلاء وهو «إفريقيا تحت السيطرة»، السيطرة كانت مغربية هذه المرة وبحضور الڤار.
إلتقى الوداد بصفته حامل لقب العصبة، ونهضة بركان حامل كأس الكونفدرالية في العاصمة الرباط التي تحولت لقبلة  الأفارقة تزامنا مع حدث "الكان" النسوي الذي سيعقب السوبر.
مالت الكفة لنهضة بركان في مباراة ستشهد حدثا مثيرا وفريدا من نوعه متمثلا في عودة الحسين عموتا لتدريب الوداد، وهو الذي قاده سنة 2018 قبل أن يلعب السوبر أمام مازيمبي الكونغولي، فبدا الأمر وكأنها لحظة حملت للرجل فرصة للقصاص الكروي وحيازة الإنصاف الذي ظل يبحث عنه، إلا أن إيبينغي تفوق بالطول والعرض وليعانق السوبر سماء بركان مرة آخرى وتتلون حاضرة الليمون باللون والفولكور البرتقالي.
• النواعم واللبؤات عالميات
نستمر وفق السرد المطابق للسياق الزمني، وهنا ستبدأ رياح العالمية والمونديالات تهب على سماء الكرة المغربية،  منتخب الاناث لقل من 17 عاما يهزم غانا بعد ضربات الترجيح، ليتأهل ولأول مرة لمونديال الهند والكبيرات ستلحق بهن بعد فترة قصيرة لكن عبر بوابة "الكان" وليس التصفيات هذه المرة.
رفيقات اللامعة الساطعة غزلان الشباك، سيصلن النهائي ولأول مرة وقبل موعد مباراة النهائي، ملعب مولاي عبد الله سيظهر كامل العدد لأول كرة في إفريقيا في مباراة تهم الجنس اللطيف.
خسرت اناث المغرب أمام جنوب إفريقيا الوحش الكبير لهذه اللعبة بعد استبسال وصمود كبيرين، لكن ذلك لم يحل بينهن وبين التأهل لمونديال أستراليا كأول منتخب عربي يلامس هذه القمة.
وكانت اناث المغرب لأقل من 17 سنة قد واصلن كتابة التاريخ شهر أكتوبر في الهند في المونديال بأول انتصار أمم الهند البلد المضيف وغادرن مجموعتهن، التي ضمت البرازيل العريقة وأمريكا الصاعقة بشرف، ولم تتوقف بصمة النواعم المغربيات هاهنا، لأنها ستتواصل مع اناث الجيش مثلما سنطالع.
• الزعيمات لأفريقيا بطلات 
ولأنه لا اثنان من دون ثلاثة، فإن زعيمات الجيش الملكي، سيحضرن عصبة أبطال هذه الفئة التي أحتضنها المغرب على أرضه ويبلين البلاء الحسن وزيادة.
اناث الجيش من أول مباراة بدور المجموعات لغاية آخر ظهور تحصلن على العلامة الكاملة بانتصاره في كافة المباريات.
بل ستصر الزعيمات العسكريات على الثأر لمنتخب المغرب، وتحديدا أمام صن دوانز الجنوب افريقي الذي يعد هيكل منتخب جنوب إفريقيا الذي توج أمام المغرب بالكان.
إكتساح الزعيمات لفريق صن داونز أمام أنظار باتريس موتسيبي مكنهن من ريادة القارة الأفريقية ومن أن يصبح الجيش الملكي النادي أول فريق في العالم يتوج أموره وإناثه في العام نفسه بلقبين «كأس العرش والعصبة ولتربط الزعيمات الماضي بالحاضر بعد أن كان ذكور الزعيم أول من تحصلوا على لقب الأبطال الأول للكرة المغربية».