• الجوانب الأربعة التي تكشف أسباب النجاح الباهر
• تكتيك محكم، تقنيات مميزة وتحضير بدني من المستوى العالي

عند تدوينها لملحمة أسود الأطلس المونديالية، قدمت "المنتخب" شهادات وقراءات وارتسامات لعدد كبير من الفنيين والخبراء وكذا النجوم العالميين، إلا أنها كانت حريصة هذه المرة لأن تنفذ إلى كثير من الخصوصيات الفنية والتكتيكية، فدعت واحدا من الأطر التقنية البارزة، لكي يقدم كشفا تقنيا وتكتيكيا لمسار الفريق الوطني بكأس العالم.
الأمر يتعلق بالإطار التقني عبد العزيز بوحزامة الذي يشغل منصب مدير مركز تكوين نادي أونجي الفرنسي الذي يلعب له النجمان المغربيان سفيان بوفال وعز الدين أوناحي، ويشغل بشكل مؤقت منصب مدرب للفريق.
الإطار التقني المغربي الذي يعتبر من خيرة المكونين بفرنسا، قدم لنا ما يشبه التقرير الفني عن الحضور المغربي بكأس العالم قطر 2022.
يقول عبد العزيز بوحزامة في تقريره:
قد يمثل وصول المنتخب المغربي للدور نصف النهائي لكأس العالم بقطر، كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز التاريخي، مفاجأة من العيار الثقيل، إلا أنه باستعراض مقومات الفريق من كافة النواحي، ومعرفة أسلوب اللعب المتطابق مع الإكراهات والخصوصيات ودرجة انصهار اللاعبين في فكر وفلسفة مدربهم بما يتمتعون به من مهارات ومن حوافز، نستوعب حقيقة هذا الذي أنجزه المنتخب المغربي وهو يتفوق بأسلوب لعبه وبشخصية لاعبيه وبالتلاحم الجماعي على منتخبات كبيرة مثل بلجيكا، إسبانيا والبرتغال.

ADVERTISEMENTS

• الجانب التكتيكي
إختار وليد الركراكي شاكلة 4-1-4-1، كأسلوب يتيح فرصة الدفاع بطريقة جيدة على طول عرض الملعب.
بلاعبيين دفاعيين وتقنيين على الأجنحة بوفال وزياش، ووسط ميدان لا يكل من الإشتغال ومنضبط ممثلا في نور الدين أمرابط، وبلمسة تقنية رائعة لعز الدين أوناحي.
دفاع صلب ومتماسك وقوي، سواء عند الإلتحامات الهوائية أو الأرضية من خلال سايس وأكرد وظهيرين قادرين على الإنطلاق سريعا نحو الهجوم عند افتكاك الكرة، عن طريق مزراوي وحكيمي.
وراء هذا الدفاع الحديدي، حارس مرمي رائع هو ياسين بونو.
 هذا الفريق يتقن بشكل كبير عملية التحول (الترانزيسيون)، وهو قادر أيضا على الإحتفاظ بالكرة في وجود لاعبين مهاريين.
وقد نجح المنتخب المغربي في إرهاق كل المنتخبات التي واجهها بالدقة العالية في تنفيذ التعليمات وبالمهارة والصبر في التعامل مع كل الوضعيات بخاصة الصعبة منها.

• الجانب التقني
يتوفر المنتخب المغربي على لاعبين مهاريين وبتقنيات جيدة، وهو ما مكنه من طرح الكثير من المشاكل على المنتخبات التي واجهها في كأس العالم.
كانت الأظهرة من نقاط القوة داخل المنتخب المغربي، من خلال ثنائية حكيمي وزياش وثنائية مزراوي وبوفال.

• الجانب البدني
أظهر المغرب أن بمقدوره مقاومة الكثافة والقوة والسرعة التي يستوجبها اللعب في مستويات عالية في حدث مثل كأس العالم.
اللاعبون المغاربة استعدوا بشكل جيد لكأس العالم، حتى وإن كنا لا نتصور أنهم سيلعبون ما مجموعه سبع مباريات، كانت حدتها وقوتها بل وشراستها تزيد من دور لآخر.
للأسف فقدنا لاعبين مهمين بسبب الإصابة، وبسبب أن المدرب لم يعمد لسياسة التدوير والتغيير بشكل مكثف، ربما لعلمه أن اللاعبين البدلاء ليسوا بنفس مستوى اللاعبين الأساسيين.

ADVERTISEMENTS

• الجانب الذهني
أظهر لاعبونا، أن اللاعب المغربي والإفريقي بشكل عام، يتمتع بقوة ذهنية تمكنه من أن يكون في مستوى الدوري، وأن لديه الصرامة والإنضباط يفوق المعدل.
هذه القوة يستمدها أغلب اللاعبين من كونهم يلعبون لأكبر الأندية الأوروبية، وتلقاء ذلك، راكموا تجربة كبيرة في هذا الميدان، والدليل هو أننا اليوم أصبحنا أول بلد إفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم.