حسم " راقصو  الطانغو" لقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم، بعدما تجاوزا عقبة ديكة فرنسا بالضربات الترجيحية (4-2)،على أرضية ملعب لوسيل،لتصل كتيبة المدرب سكالوني لتحقيق حلمها الجميل بعد 36 من الإنتظار.

الأرجنتين وبعدما تعاملت مع مواجهة الديكة بنجاح،تمكنت من معانقة اللقب العالمي من داخل أرضية ملعب لوسيل، ليطلق زملاء لونيل ميسي العنان لفرحتهم من أرض العنابي صوب الأرجنتين في ذكرى لت تنسى لبلاد الراحل دييغو أرماندو مارادونا.

صراع في الوسط

ADVERTISEMENTS

دون جس نبض، إنطلقت المباراة  النهائية بإيقاع سريع، في الوقت الذي إتشعلت معركة الوسط،الذي حاول المنتخب الفرنسي كما نظيره الأرجنتيني التحكم فيه من اجل التحكم أكثر في الكرة، دون أن يتمكن أي طرف من السيطرة على منافسه،قبل أن يحاول راقصو الطانغو الحضور بشكل قوي الإعتماد على تسربات دي ماريا وجوليان ألفاريز ،حيث وجد هذا الثنائي صعوبات كبيرة للتفوق  على قطب دفاع الديكة بقيادة فاران وكوندي ومعهما أوبيمكانو الذي ظل يراقب تحركات ميسي للحد من فاعليته، خاصة بعدما إستمرت كتيبة سكالوني في الإستحواذ على الكرة في الوقت الذي تراجع أبناء فرنسا للوراء تاركين المنافس يقوم بعمليات بناء من الخلف، وهو الأمر الذي جعل زملاء الحارس هوغو ليوريس يعانون كثيرا في ظل الرغبة التي أظهرها " راقصو الطانغو" من أجل إفتتاح حصة التسجيل في المواجهة الذي جاءت مفتوحة منذ بدايتها.

ميسي يفتتح العداد

خطورة المنتخب الأرجنتيني على الشباك الفرنسية لم تتوقف،لغاية أن حصل زملاء لونيل ميسي على ضربة جزاء في الدقيقة 23 سجلها نجم باريس سان جيرمان،  لتهتز مدرجات ملعب لوسيل ، مقابل حزن واضح على وجوه الفرنسيين، الذين حاولوا إستدراك الأمور وحاولوا إستغلال كرات في ظهر مدافعي منتخب الأرجنتين دون جدوى، في الوقت الذي حصن مولينا وروميرو الخط الخلفي ،وهو الأمر الذي جعل جيرو وغريزمان يعانون كثيرا من أجل تهديد مرمى الحارس إيمليانو مارتينيز.

ومع توالي دقائق المواجهة طالب ديشان من تيو هيرنانديز الصعود لمساندة الخط الهجومي للديكة، لكن الخط الخلفي للأرجنتين ظل مستميثا وحال دون إظهار الفرنسيين لكامل مؤهلاتهم، بعدما وجدوا أنفسهم عاجزين عن التحرك بسلاسة أمام مرمى منتخب الأرجنتين،في لقاء  ظل فيه الإيقاع مرتفعا بعدما ظهرت سيطرة زملاء ألفاريز واضحة في الملعب طولا وعرضا.

دي ماريا والشهد الثاني

وفي الوقت الذي ظهر منتخب الأرجنتين متفوقا على نظيره الفرنسي،تراجع زملاء ميسي للوراء، من أجل الإعتماد على المرتدات السريعة،التي شكلت خطورة على مرمى الحارس ليوريس.

وبعدما فتحت فرنسا كل الخطوط، إستغل منتخب الأرجنتين مرتدا سريعا سجل على إثره المبدع دي ماريا الشهد الثاني في الدقيقة 36،وسط فرحة كبيرة للأرجنتينيين الذين تراجعوا للخلف،وصعبوا مأمورية على الكتيبة الفرنسية التي لم تجد أي حل في الشوط الأول لخلق محاولات أمام شباك الحارس مارتينيز الذي ظل مرتاحا ولم يوضع في الإختبار، مقابل ذلك ظل المنتخب الفرنسي تائها دون أن يظهر أثر لمهاجمه كليان مبابي الذي خفث نجمه في المباراة بعدما وجد مشاكل من أجل إرباك دفاع الأرجنتين الذي تكثل في الخلف لتجد كتيبة ديشان صعوبات في النيل منه.

إيقاع مرتفع

ومع إنطلاق المواجهة في الشوط الثاني، ظل الإيقاع مرتفعا ،ولم يتراجع منتخب الأرجنتين للوراء وظل زملاء ميسي يضغطون،وهو الأمر الذي زاد من حيرة الفرنسيين الذين لم يتحسن مردودهم التقني في المواجهة التي ظلوا تائهين فيها، عكس كتيبة سكالوني التي سيطرت على الوسط الذي تاه فيه رابيو وتشواميني.

ورغم إندفاع الفرنسيين إلا أنهم عانوا كثيرا أمام الأرجنتين التي تفوقت بإنضباط تكتيكي  عجز معه لاعبو ديدي ديشان عن مجاراة إيقاع منافسهم،الذي إعتمد على جوليان ألفاريز  والداهية ميسي الذي لعب بذكاء شديد ،في الوقت الذي لم يضيع مجهوده البدني إلا في الأوقات المناسبة ،في الوقت الذي لمع نجمه في المواجهة التي عانى فيها الدفاع الفرنسي كثيرا  بعدما لم يجد زملاء مبابي أي منفذ من أجل لتهديد مرمى الحارس مارتينيز، الذي إعتمد رفاقه على المرتدات السريعة التي شكلت خطورة على ليوريس وباقي الكتيبة الفرنسية التي عانت من إجهاد بدني وهو الأمر الذي أثر على مردودها، فرغم محاولة فرنسا الإستفادة من ضربات الأخطاء والركنيات إلا أنها لم تتمكن من فرض قوتها على الخصم الأرجنتيني،الذي إرتكب لاعبه أوتاميندي خطأ على تورام في الدقيقة 80، ليعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح فرنسا التي سجل لها مبابي ليحفز لاعبيه على العودة في المواجهة.

مبابي..أنا هنا

ADVERTISEMENTS

وبعد فرحة مستحقة لمنتخب  فرنسا ، عاد المارد كليان مبابي ليسجل الشهد الثاني لمنتخب بلده، وسط دهشة للاعبي منتخب الأرجنتين الذين حاولوا بعد ذلك الصعود من أجل الضغط أكثر على الفرنسيين، الذين إرتفعت معنوياتهم أكثر خاصة في ظل تحركات كومان الجيدة والتي منحت الكثير من الإستقرار لتشكيلة ديدي ديشان الذي إستفاد  من التغييرات التي قام بها عكس سكالوني الذي ورط  منتخب بلاده كثيرا،فرغم تسديدة ميسي في الرمق الأخير من المباراة إلا أن الحارس ليوريس تصدى لفرصته ليعلن الحكم عن نهاية المباراة في وقتها القانوني بالتعادل بهدفين لمثلهما.

ومع إنطلاق الشوط الإضافي الأول، لم يتيغر واقع الحال، وظل التوازن هو سيد الموقف،مع أفضلية واضحة للفرنسين الذين حاولوا الضغط على كتيبة سكالوني دون جدوى،في لقاء عانى فيه المنتخبين معا من الناحية البدنية، قبل أن يدخلا الشوط الإضافي الثاني الذي إبتسم فيه الحظ لراقصي الطانغو الذين تمكنوا بعد طول معاناة من تسجيل الهدف الثالث من مرتد خاطف، ليعود زملاء لاوتارو للوراء من أجل غلق جميع المنافذ ،قبل أن تستأنق المواجهة بحصول فرنسا على ضربة جزاء في الدقيقة 117 سجلها مبابي ليعدل الكفة لمنتخب بلده في سيناريو مجنون، قبل أن يعلن حكم اللقاء عن نهاية المواجهة بثلاثة أهداف لمثلهما، ليتم اللجوء للضربات الترجيحية.