مني المنتخب السعودي بخسارة قاسية (0 – 2) أمام نظيره البولوني في مباراة تسيد أغلب أطوارها برسم الجولة الثانية من منافسات الدور الأول بنهائيات المونديال.. وجاء النتيجة قاسية ليس من حيث الرقم ولكن من حيث الطريقة والظروف التي مني فيها السعوديون بالخسارة. ورغم هذه الخسارة مازال المنتخب السعودي يسعى للتأهل للدور القادم من خلال مباراته القادمة أمام المنتخب المكسيكي. بدأ "الأخضر" السعودي مباراته بشكل جيد، وكان الأفضل والأقوى والأكثر حضورا في المباراة، واستطاع أن يفرض سيطرته بالضغط المتقدم والإنتشار الجيد والبناء المتواصل.. لكن كان ينقصه إتمام العمليات بشكل مثالي حيث كان للاعبوه يتسرعون أو يفقدون التركيز خلال التنفيذ. ويجب الإعتراف أن الحضور القوي للمنتخب السعودي زرع الكثير من الشك في نفوس البولنديين الذين تراجعوا للخلف لإغلاق كل المنافذ، والحفاظ على تكافؤهم في التواجد في كل المساحات الحساسة. لكن قبل نهاية الشوط الأول، حدث ما لم يكن في الحسبان وتجرع المنتخب السعودي مرارة أسوإ سيناريو بعدما كان مسيطرا على أطوار المباراة، حيث استطاع المنتخب البولوني أن يستثمر على نحو جيد واحدة من الهجمات القليلة التي أتيحت له وسجل منها هدف السبق.. حدث ذلك في الدقيقة 39 عبر لاعبه بيوتر زيلينسكي إثر هجوم خاطف.. ومما زاد من مرارة "الصقور الخضر" أنهم حصلوا على ضربة جزاء في الدقيقة 45 وهي فرصة ذهبية لتعديل النتيجة، لكن سالم الدوسري تعامل معها برعونة ومن دون تركيز وأضاع على المنتخب السعودي فرصة العودة في المباراة، لينتهي الشوط الأول بعد ذلك بتقدم البولونيين بـ1 – 0. ومع بداية الشوط الثاني رفع السعوديون من إيقاع ضغوطاتهم، ومارسوا مزيدا من الإندفاع القوي ليدخل المنتخب البولوني في ارتجاج واضح، وهو ما منح المنتخب السعودي فرصة شن مزيد من الهجمات التي لم تنل من شباك البولونيين بفضل تألق حارس المرمى تشيزني.. وفي المقابل كان هؤلاء يمارسون الهجمات المضادة وكانوا على وشك أن يسجلوا من خلالها هدفين إثنين لولا القائم الذي ناب عن حارس المرمى السعودي محمد العويس. وفي الدقيقة 83 وعكس مجريات اللعب تمكن ليفاندوفسكي من منح بولونيا الهدف الثاني من خطإ قاتل إرتكبه عبد الإله العمري الذي فقد تحكمه في الكرة إثر تمريرة سهلة إقتنصها ليفاندوفكسي دون عناء، وهزم الحارس العويس، وهو الهدف الذي كان بمتابة رصاصة الرحمة التي قضت على كل آمال السعوديين في تسجيل الهدف المنشود وتعديل النتيجة. ويمكن القول أن المنتخب البولوني فاز بالخبرة والتمرس والذكاء معتمدا على رزانته وحزمه في التعامل مع مجريات المباراة، عكس المنتخب السعودي الذي اندفع بشكل قوي لكنه لم يكن مثاليا في حسم الأمور كما يجب.