دعا فوزي البنزرتي المدرب الحالي لمولودية البنزرتي والمدرب الاسبق للمنتخب التونسي جميع المنتخبات العربية المشاركة في مونديال قطر 2022 الى الثقة في نفسها وعدم الرهبة من مواجهة المنتخبات الكبيرة، مشددا على ضرورة أن تعمل الأجهزة التقنية على زرع الثقة في نفوس اللاعبين، وتغيير عقلية اللاعبين لأداء المباريات بقوة سواء في الدفاع أو الهجوم خاصة أن مؤهلات اللاعب العربي لا تفرق كثيرا عن المؤهلات التقنية عند اللاعب الأوروبي.
وعن مشاركة منتخب بلاده في كأس العالمقطر 2022، قال البنزرتي إن المنتخب التونسي يجب ان يلعب بتوازن ولا يهاب منتخبات فرنسا والدنمارك وأستراليا، وعليه أن يهاجم بتوازن ولا يركن للدفاع فقط، وانه لا توجد مشكلة إذا شن الهجمات وحاول تحقيق الفوز، وإذا خسر فهي مجرد مشاركة.
وأوضح فوزي البنزرتيفي تصريح لوكالة الانباء القطرية ،أن كرة القدم ثقافة وعقلية رياضية، وأنه كمدرب يفكر دائما في الانتصار قبل كل مباراة ولا يفكر في التعادل على الإطلاق، ولا ينسى أبدا مشاركة تونس في مونديال الأرجنتين عام 1978 تحت قيادة المدرب عبد المجيد الشتالي، حيث كانت ثقة المنتخب بالنفس عالية، وخاض مباريات قوية فاز خلالها على المكسيك (3- 1)، وتعادل مع ألمانيا الغربية سلبيا، وخسر أمام بولونيا بهدف نظيف، ليخرج من دور المجموعات، ولكن المنتخب التونسي وقتها خاض مباريات قوية دون رهبة أمام المنتخبات الكبيرة، وبات أول منتخب أفريقي وعربي يفوز في إحدى مباريات كأس العالم.
وحول تقييمه لكرة القدم العربية، شدد على أن الكرة العربية ينبغي أن تؤسس بشكل جيد ومدروس ومخطط له في مرحلة التكوين مع تربية شاملة، مشيرا إلى أن فترة تكوين اللاعب عبر الفئات الصغرى في أوروبا يشرف عليها مدربين كبار يعملون بتخصص وبأريحية كبيرة، فيما نجد المدرب في المنطقة العربية يعتبر نفسه أكبر من أن يدرب لاعبين صغار في السن. واعتبر البنزرتي أن من أبرز المشاكل الأساسية القائمة في الكرة العربية تتجسد في أن بعض الأندية أحيانا تعتمد على لاعب قديم، ربما يكون غير متعلم على النحو الأمثل، ليشرف على تدريب اللاعبين الشبان في وقت يحتاج فيه الصغار لتكوين شخصيتهم وتقويتها على كافة الأصعدة وتعليمهم الأسس الاحترافية لكرة القدم، لذا فإن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض.
ورأى أن اللاعب الحقيقي ليس من يتحكم في الكرة بل من يكون تفكيره جيد في كيفية التصرف في الملعب خلال المباراة، ولذلك يجب على اللاعبين العرب الكبار في البطولات الأوروبية أمثال المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول الانجليزي، والجزائري رياض محرز مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي وغيرهم، أن ينقلوا إلى منتخباتهم ما عاشوه في الملاعب الأوروبية بالأسس الصحيحة وبالعقلية والثقافة الاحترافية، وهو الأمر الذي سيساهم في تطوير كرة القدم العربية . وأضاف أن بعض لاعبي كرة القدم العربية يسيطرون على الكرة، ولكنهم لا يفكرون جيدا في كيفية التصرف ويحتفظون بها لأطول فترة، ثم يفقدونها ، فمثل هؤلاء ثقافتهم الكروية قليلة، لأن الفكر الكروي الصحيح يبدأ من مرحلة التكوين بالفئات الصغرى ليتطور اللاعب تدريجيا وتصبح له عقلية وثقافة رياضية جيدة، ويفكر بشكل سليم.
واشار البنزرتي الذي قاد المنتخب التونسي خلال ثلاث فترات لم تعمر طويلا ، إلى أن هناك فارقا بين المدرب الوطني ونظيره الأجنبي، مشيرا الى أنه من مؤيدي المدرب الوطني مع المنتخبات العربية، لأنه يتميز بإحساس أفضل وسط المجموعة التي يهتم بكل تفاصيلها من أجل نجاحات الوطن، ولكن ربما يعاني المدرب الوطني من انه يواجه بانتقادات في بعض الأحيان. ومن جهة اخرى وصف البنزرتي تجربته التدريبية حاليا خارج بلاده مع فريق مولودية الجزائر بإنها تجربة جيدة، وهي ليست المرة الأولى التي يعمل فيها خارج تونس، فسبق له تدريب المنتخب الليبي، وكذلك العديد من الأندية في الإمارات والمغرب والسعودية بخلاف الأندية التونسية، ولكنه يؤمن بأن اللاعب في كل مكان هو نفس اللاعب ولا توجد فوارق، ولكن المدرب هو من يغير عقليته.
وشددعلى أنه خلال عمله التدريبي يحرص على توصيل رسالته بقوة لترسخ توجيهاته للاعبين بشكل جيد من أجل تحقيق الغايات والأهداف، مشيرا إلى انه يحب الانضباط والعمل بجدية أكبر مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع اللاعبين خاصة أنها تساهم في نجاح المدرب، لكنه شدد على حبه للاعب الأكثر جدية سواء في التدريبات والمباريات، بعكس اللاعب الذي يتواجد على أرض الملعب وكأنه في سياحة على حد قوله .
وحول أفضل لاعب في العالم حاليا، اعتبر البنزرتيأن هناك العديد من اللاعبين المتميزين مثل الفرنسي كليان مبابي والبرازيلي نيمار دا سانتوس وغيرهم، ولكن بالنسبة للجمهور يحب الاستمتاع بالمهارات الفنية في كرة القدم، ولذلك فالأرجنتيني ليونيل ميسي هو الأفضل في العالم بفضل قدراته ومهاراته الفنية التي امتع بها الجماهير في العالم أجمع ولسنوات كثيرة.
وأكد المدرب الحالي لمولودية الجزائر والمدرب الوطني التونس يالاسبق فوزي البنزرتي ، أن دولة قطر ستبهر العالم خلال تنظيم نهائيات كأس العالم قطر 2022 التي ستقام في الفترة من 20 نونبر وحتى 18 دجنبر المقبلين، مشيرا إلى اكتمال الاستعدادات على كافة الجوانب التنظيمية لاستضافة مونديال وصفه بـ"الاستثنائي والتاريخي" .
وقال البنزرتي ، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن قطر تستحق تنظيم المونديال الذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، معتبرا أن هذه الاستضافة فخرا لجميع العرب، إذ أن الكل يعتز بإقامة المونديال في دولة عربية، معربا في الوقت ذاته عن امنياته بالتوفيق لجميع المنتخبات العربية في مشوارها خلال البطولة.
وأضاف أن نسخة كأس العالم قطر 2022 ستتفوق كثيرا على النسخة السابقة التي أقيمت في روسيا 2018، بفضل الكثير من المميزات التي سيتميز بها مونديال قطر، وأهمها التلاحم الجماهيري العالمي الذي لم يكن متاحا في مونديال روسيا ولا النسخ التي سبقته، وذلك بفضل تقارب المسافات في قطر ما يخلق أجواء جماهيرية رائعة، والكل سيستمع بكل التفاصيل داخل الملاعب وخارجها، إلى جانب سهولة التنقل من مكان لآخر، فضلا عن أن الجماهير بإمكانها حضور مباراتين في يوم واحد، وهذا ما لم يكن متاحا في كل النسخ الماضية من كأس العالم. ويذكر أن المدرب فوزي البنزرتي يعتبر الأكثر تتويجا بالألقاب برصيد 22 لقبا مع الأندية التونسية والمغربية التي أشرف عليها، إضافة إلى قيادته الرجاء البيضاوي المغربي في دجنبر 2013 لنهائي كأس العالم للأندية كأول فريق عربي يبلغ المباراة النهائية..
وخطف البنزرتي (70 عاما) الأضواء بإنجاز شخصي لم يسبقه إليه أي من المدربين العرب وذلك بإشرافه على 4 نواد عربية تنتمي إلى أربع دول مختلفة وذلك في أقل من 4 أشهر وهي الاتحاد المنستيري التونسي، وأهلي بنغازي الليبي، والرجاء البيضاوي المغربي، ومولودية الجزائر الذي يدربه حاليا .