• ألغام وأحلام وصراع التيفو يسبق الأقدام
•!عداد الوداد وكبرياء الرجاء والجمهور كبير السعداء 

عاد الجمهور أو هكذا تقرر لموقعة الديربي وقد عاشت المدرجات شحوبا واكفهرارا بسبب الويكلو البارد تارة والقاتم في أخرى وليغيب أهم ضلع من أضلع الإحتفالية في هذا الموعد الكروي الموصوف والموسوم كونه الهم في البطولة كاملة.
الديربي هذه المرة لم يخضع لضوابط التوجيه والبوصلة وترك العنان للكمبيوتر الذي رمى به لجولة ودورة مبكرة، موعد مبكر لا تتضح فيه تضاريس الموسم ولا شكل الترتيب ولا كشف النوايا.
وأيا كان موقعه الديربي هو الديربي، وحساباته لا تتغير وشعار ممنوع الهزيمة يتقدم شعار الإنتصار، لذلك نحملكم في هذه الورقة التقنية لمعالجة ديربي الخريف، حيث تحضر ألوان الطيف وحيث تزرع غلة الصيف..

• فلاش باك
ديربي الموسم الحالي يأتي وقد انصرم من البطولة خمس ذهابها بالكاد، ولم تنصف مثلما كان يحدث في سبق المواعيد مثلا تعودنا عليه.
يأتي والفريقان يعيشان وضعا على طرفي نقيض محليا وإن كانا يتقاسمان نشوة العبور لدور المجموعات قاريا والتوقع في القبعة  والتصنيف الأول الذي يخدم مصالحهما ويجنبهما مهالك التنقلات الملغومة والمحفوفة بالمخاطر.
الوداد أفضل حالا على كافة  الأصعدة، مستقر تقنيا وقد غير النسر ريشه باكرا باستبدال البنزرتي بمواطنه الكبير والإكراه معروف بوقع قصة العقوبة التي استبعدت مكرها لا بطل البنزرتي.
الوداد مع عموتا إبن الدار إن جاز الوصف وبمكتب لم يستبدل منذ سنوات وقوام فريق لم يطله تسونامي التغيير مثل ثورة التغيير التي أحدثها البدراوي على التركيبة الخضراء.
وفي واقع الأمر الوداد في رواق افضل بالمقدمة والرجاء تعب كثيرا في أول الدورات ولم يلامس النصر في معقله أمام أولمبيك آسفي والمغرب التطواني، ويخشى الهزيمة في الديربي كي لا يهرب الغريم بقطاره مبكرا مثلما فعل الموسم المنصرم فاستحال اللحاق به.
• أريحية حمراء
هذا واقع المعطيات تنقيطيا وتركيبة وذهنيا، لكن الديربي علمنا في سابق المواعيد على أنه لا يعترف ولا يعتد بهذه المقابلات والمعطيات، وكثيرا ما تمرد الفريق الأضعف أو الأكثر معاناة على الورق وحقق صحوته عبر بوابة هذه القمة ليركب جسر التصحيح أمام الغريم.
يتقدم الوداد إذن على غريمه وقد خاض يوم أمس مباراة التعزيز والتأكيد في طنجة بفارق مريح من النقاط، وحتى لو يخسر الديربي فلن يصل الرجاء لمرتبة الوداد ولن يحرك تحته بساط المزاحمة، لذلك يلعب الوداد بأريحية أكبر ولا تسكنه هواجس الهزيمة مثلما هو حال الرجاويين، لأنه في وضع آمن، مستفيدا من حصاد البداية والإنتصارات المتتالية وكذا من تطور وارتقاء المستوى والأداء التقني بالتدريج، ومع ذلك وعطفا على عقلية عموتا فمستحيل تصور وهو المضيف على الورق وبمنطق القرعة أن يرضى بغير الإنتصار في موعد يرى أنه انعطافة لربح هامش واسع من النقاط عن غريمه، ليقص أجنحته في الخريف لمنعه من التحليق واللحاق به في الصيف.
• صحوة خضراء
هذا هو المؤمل من أنصار النسور وقد استبشروا خيرا بعدما طار النحس بأن حقق ناديهم انتصارين تواليا ولو في مباراة غير متوازنة أمام نيجليك من النيجر في العصبة.. الرجاء استبدل جلده بالكامل عكس غريمه ولم يحافظ على الثوابت والنواة  والهيكل،  بعدما ترك ملهمه وصانع ألعابه وأكثر من ارتبط إسمه بالتألق في مواعيد الديربي يغادر ونتحدث هنا عن محسن متولي، مثلما ترك الوردي ارتكازه المتين يغادر ومثلما غادر العرجون واجبيرة والحداد، وقبلهم بانون ورحيمي ومالانغو، لذلك الرجاء في هذا الديربي هو متجدد بالكامل، وباستثناء الزنيتي في مقام أول وبعده هدهودي، ثم نهيري وبنسبة أقل مذكور وحركات ولو يلعب ازريدة، فإن عيار التنافسية وخبرة الديربيات تميل كفته مثلما يميل تأثر الأجانب لغريمه ما لم تحضر ردة فعل الحماس والصحوة وقلب المعطيات من نسور الكبير.
• زراعة الخريف حصاد الصيف 
هكذا هي حسابات المباراة في تقدير الناديين وحسابات المدربين، صحيح من السابق لأوانه النظر أو الحديث عن كون هذا الديربي سيكون حاسما لرسم ملامح البطل، لأن الدرع ليس للوداد والرجاء فقط، باستحضار صحوة العساكر وقدوم الفتح وانتفاضة النمور وردة فعل البراكنة بطبيعة الحال، ومع ذلك فالهزيمة في الديربي كثيرا مرافقها قطع الرؤوس والإطاحة بها والانتصار غالبا ما رفع لعنان السماء صاخبه ولو كان في منحدر الترتيب، وتلك عقلية الأنصار المتجذرة منذ أزل بعيد.
ولأن صراع التتويج بالدرع احتدم في آخر المواسم بين الغريمين، فإن كل واحد منهما سينظر لهذه القمة على أنها المنفذ الأول بداية من الخريف، حيث تزرع بذور الدرع الصيفية.
عموتا الذي تنفس بسداسية العصبة ومنذر الذي انفرجت أساريره بالعبور لدور المجموعات أمم نيجليك، يعلمان بصادق المعرفة والعلم على أن الديربي أكثر من مجرد 3 نقاط، نعم أكثر من هذا بكثير؟

ADVERTISEMENTS