مع الخروج البطولي للمنتخب الوطني من مباراة السد المؤهلة لمونديال 1962بشيلي على يد المنتخب الإسباني، ليمر من دون أن يحدث رجة قوية في ردهات كرة القدم العالمية.
ولم يكن هضم حقوق القارة الإفريقية في نيل بطاقة الترشح الكاملة للمونديال ليمر دون أن تترتب عنه قرارات جريئة ستعيد بلا شك ترتيب كثير من الأمور وتستيعد للقارة الإفريقية أنفتها وكبرياءها.

فبدعوة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ستقرر المنتخبات الإفريقية مقاطعة تصفيات كأس العالم 1966.
ونتيجة لهذه المقاطعة ذات الآثار السياسية والرياضية والإقتصادية السلبية سيرغم الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى منح القارة الإفريقية مقعدا كاملا في نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك.
هذه النسخة التاسعة من كأس العالم ستعلن عن وصول أول منتخب إفريقي من بوابة التصفيات إلى المونديال، وطبعا لم يكن هذا المنتخب، سوى فريقنا الوطني.

• مباراة فاصلة للتخلص من أسود التيرانغا
على نحو مبكر إنطلقت تصفيات المنطقة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 1970بالمكسيك، وحكمت قرعة الدور الأول على أسود الأطلس بمواجهة منتخب السينغال العنيد، فكانت البداية يوم 3 نونبر 1968 بمباراة جمعت الفريق الوطني المغربي بنظيره السينغالي  بالملعب الشرفي بالدار البيضاء، وانتهت بفوز أسود الأطلس بهدف الظهير الأيسر بوجمعة بنخريف.
وكان على الفريق الوطني أن يدافع عن هذا السبق الصغير وهو يتحول إلى السينغال لمواجهة أسود التيرانغا في لقاء الإياب يوم 5 يناير 1969، إلا أنه سيخسره بهدفين لهدف واحد (سجل هدف الفريق الوطني حسن أقصبي)، ليحكم على المنتخبين بإجراء مباراة فاصلة تقرر لها مدينة لاس بالماس الإسبانية يوم 13 فبراير 1969، وخلالها تمكن الفريق الوطني من حسم الأمور بالفوز بهدفين نظيفين حملا توقيع كل من  الحفناوي الغزواني وادريس باموس، ليتأهل بذلك الأسود إلى الدور الثاني الذي سيصطدمون خلاله بمنتخب تونس.

ADVERTISEMENTS

• (الفلس) خلص الأسود من نسور قرطاج 
جاءت مباراة الذهاب بين أسود الأطلس ونسور قرطاج بملعب المنزه بتونس يوم 27 أبريل 1969 صارمة من الناحية التكتيكية، ولم يتمكن أي من المنتخبين من حسم المواجهة لصالحه، فانتهت متعادلة بلا أهداف لتكون مباراة الإياب يوم 18 ماي 1969 بالملعب الشرفي وقتذاك بالدار البيضاء نسخة طبق الأصل من مباراة المنزه، إذ عجز المنتخبان عن التهديف، ليكون اللجوء مجددا إلى مباراة فاصلة تقرر إقامتها بملعب فيلودروم بمارسيليا يوم 13 يونيو 1969، وهي المباراة التي ستشهد تعادل المنتخبين للمرة الثالثة على التوالي، ولكن هذه المرة بهدفين لمثلهما (سجل للفريق الوطني مولاي إدريس الخنوسي ومحمد جرير حمان)، ولمعرفة إسم المنتخب المتأهل للدور الثالث والأخير كان اللجوء لعملية سحب القرعة (الفلس).
وهنا سيستدعي حكم المباراة الفرنسي كيتابدجان عميدا المنتخبين، المغربي حمان والتونسي عتوقا، وطلب الحكم من العميدين اختيار أحد وجهي الفلس، وبينما اعتقد التونسيون أن الإعلان عن المتأهل سيتم في اللحظة داتها، طلب حكم المباراة من العميدين، مرافقته لمستودع الملابس، وعند وصوله، كشف عن المحظوظ، وقال عبارته الشهيرة "المغرب هو من تأهل لكأس العالم" وأوصد الباب..