أمل مدرب بايرن ميونيخ الألماني يوليان ناغلسمان بـ"استفاقة" فريقه خلال زيارته الأربعاء لميلانو من أجل مواجهة إنتر الإيطالي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا، ملقيا باللوم على الافتقاد الى الطاقة في النتيجتين اللتين حققهما في مباراتيه الأخيرتين في الدوري المحلي وليس نتيجة خسارة البولوني روبرت ليفاندوفسكي المنتقل الى برشلونة الإسباني.
وبعد بداية نارية للموسم وتسجيله 20 هدفا في مبارياته التنافسية الأربع الأولى، اكتفى بايرن بتعادلين 1-1 في المرحلتين الأخيرتين من البطولة الألمانية ضد بوروسيا مونشنغلادباخ وأونيون برلين تواليا ، ما جعله يتراجع في الترتيب العام الى المركز الثالث.
وجود بايرن في هذا المركز غير المألوف، لا يعني أنه غير مرشح فوق العادة للفوز بلقب الدوري المحلي للمرة الحادية عشرة تواليا ، لكنه يثير الشكوك حول قدرته التنافسية على صعيد مسابقة عصبة الأبطال التي ودعها الموسم الماضي من ربع النهائي على يد فياريال الإسباني. ولم يظهر بايرن فعليا ، أقله حتى الآن، أي تأثر بخسارة جهود ليفاندوفسكي الذي توج هداف البطولة الألمانية ست مرات في المواسم السبعة الماضية بقميص النادي البافاري، إذ نجح الوافد الجديد السنغالي ساديو مانيه في التأقلم سريعا بتسجيله ثلاثة أهداف في خمس مباريات له في "بوندسليغا".
وبر ر ناغلسمان التعادل في المرحلتين الماضيتين بالافتقاد الى الطاقة وليس بسبب رحيل ليفاندوفسكي، متطرقا الى الفرص الخطيرة الكثيرة التي أضاعها لاعبوه في هاتين المباراتين. وقال عشية مواجهة إنتر في مستهل المجموعة الثالثة التي ستضع بايرن في مواجهة برشلونة وليفاندوفسكي الثلاثاء المقبل، إنه "أمام غلادباخ، قمنا بالتسديد على المرمى 31 مرة وهذا يعني أننا صنعنا بما فيه الكفاية من الفرص". وتابع "كم عدد الأهداف التي سجلناها (في خمس مباريات حتى الآن)؟ أعتقد أنه (فارق الأهداف المسجلة والتي دخلت الشباك) زائد 14".
ورأى ناغلسمان أن فريقه قادر على معاقبة دفاع إنتر شرط أن يستعيد الطاقة التي تمتع بها في المباريات الافتتاحية للبطولة، موضحا "يجب أن نستعيد مستوى الطاقة الذي كنا عليه سابقا "، متطرقا الى التعادل مع أونيون برلين بالقول "لم نكن يقظين بنسبة 100 بالمئة في مواقف معينة".
قيمة ليفاندوفسكي الذي سجل خمسة أهداف في أربع مباريات خاضها في البطولة الإسبانية منذ انضمامه الى برشلونة، لم تكن بتصدر قائمة هدافي الـ"بوندسليغا" في المواسم الخمسة الماضية وفي ستة من المواسم الثمانية التي قضاها في النادي البافاري وحسب، بل بقدرته على تسجيل أهداف حاسمة في مباريات متقاربة. أما ماني الذي كان لديه سجل حافل بتسجيل أهداف حاسمة تماما في مباريات مهمة لليفربول، مثل اللذين سجلهما للفريق الإنكليزي ضد بايرن بالذات (3-1) في ملعب الأخير خلال إياب الدور ثمن النهائي من موسم تتويج "الحمر" بلقب المسابقة عام 2019، فالأهداف الثلاثة التي سجلها حتى الآن بقميص فريقه الجديد كانت في مباريات حسمها الأخير بخمسة أهداف على الأقل.
وما يثير القلق بالنسبة لبايرن، أن خصمه الأربعاء معروف أيضا باستخدام تكتيكات دفاعية مماثلة لمونشغلادباخ وأونيون برلين. وعلق ناغلسمان على هذه المسألة بالقول "إنتر يلعب بشكل مختلف قليلا (عن أونيون برلين). هناك أوجه تشابه، لكني لن أخوض في ذلك الآن كي لا ندفعهم (إنتر) لفعل شيء مختلف (أي تغيير خطة اللعب)". وأشار مدافع يوفنتوس السابق الهولندي ماتيس دي ليخت الذي لعب ثلاثة مواسم في البطولة الإيطالية وتواجه مع إنتر في مناسبات عدة، الى أن بطل "سيري أ" للموسم قبل الماضي قد لا يتمتع بالمرونة التكتيكية التي يأملها مدربه سيموني إينزاغي.
ورغم اقراره بأن "إنتر منافس صعب. يملكون فريق يتمتعون بخبرة كبيرة ولاعبين أقوياء بدنيا "، لكنهم "يلعبون دائما بنفس الطريقة، بنظام 2-5-3". على الصعيد المحلي، لم يرتق دفاع إنتر الى مستوى سمعته، إذ اهتزت شباك فريق المدرب سيموني إينزاغي ثماني مرات في خمس مباريات، ما يجعله صاحب أضعف دفاع بين الأندية الـ12 الأولى في الدوري حاليا .
ويستقبل إنتر ضيفه البافاري بمعنويات مهزوزة بعد الخسارة المؤلمة في البطولة المحلية أمام الجار اللدود ميلان حامل اللقب 2-3، في لقاء مر خلاله "نيراتسوري" بفترة "إغماء لنصف ساعة تلقينا خلالها هدفين" وفق ما أفاد إينزاغي. وفي وقت يعاني بايرن من بعض الإصابات، سيفتقد إنتر مهاجمه روميلو لوكاكو الذي يعاني من إصابة في الفخذ. لكن إينزاغي رحب بالتحدي، واعدا بأن إنتر الذي كان آخر فريق إيطالي يتوج بلقب المسابقة القارية عام 2010 حين أحرزها للمرة الثالثة في تاريخه، سيظهر قدراته على أكبر المسارح، مضيفا "ستكون مباراة صعبة للغاية وسنستعد لها بأفضل ما في وسعنا. نتحدى أحد أقوى الفرق في أوروبا، لكننا إنتر وسنلعب على هذا الأساس".