• أندية في دور المصعد وأخرى لم تصمد 
• اتحاد تواركة والمغرب التطواني.. هل يعزفان على وتر الأماني؟ 

كالعادة وككل نسخة من البطولة الاحترافية، تعرف ضيفين جديدين يصعدان من الدرجة الثانية لينضما إلى قسم الأضواء، حيث ستعرف هذه النسخة عودة كل من المغرب التطواني واتحاد تواركة اللذين صعدا مكان كل من سريع وادي زم ويوسفية برشيد، وسيكون هدف الفريقين معا الحفاظ على مكانهما وعدم العودة لقسم الظل، رغم الصعوبات التي عادة ما تعرفها مجموعة من الأندية، خاصة على مستوى الإمكانيات المالية. 
• الحمامة حلقت من جديد 
إنتقم المغرب التطواني من القدر الذي ألقى به في الموسم قبل الماضي في الدرجة الثانية، وكان هذا النزول بطعم «الشمتة»، إذ لا أحد كان ينتظر أن يسقط، خاصة أنه كان في مأمن قبل دورات من البداية، لكنه وجد نفسه يصارع على البقاء في آخر دورة وقد أدى من خلالها ثمن تهاونه. 
ولم يدم مقام المغرب التطواني طويلا في الدرجة الثانية، حيث نجح في العودة في نفس الموسم للأضواء بعد موسم مثالي أكد فيه تفوقه على الجميع، خاصة أنه حافظ على مجموعة من اللاعبين ذوي التجربة والذين لعبوا في الدرجة الأولى.
وعاد الفريق التطواني لمكانه الطبيعي الذي يوافق طموحاته ومكانته، خاصة أنه يعتبر من الأندية التي سبق أن ذاقت حلاوة لقب البطولة في مناسبتين.
• عودة التوروكيين
إنتظر اتحاد تواركة طويلا لكي يعود للدرجة الأولى، ولم يكن الإبتعاد سهلا، إذ لعب لسنوات في قسم الهواة وتعذب كثيرا. 
وكان على اتحاد تواركة أن يقوم بثورة كبيرة ليتخلص من تواضعه ويحقق هدفه، حيث أعطى الإنطباع بعد صعوده في الموسم قبل الماضي أنه يسير في الطريق الصحيح، وهو ما أكده في الموسم الأخير، حيث وقع على حضور استثنائي ومثالي توحه بالصعود. 
واستغل اتحاد تواركة أيضا التركيبة البشرية التي كان يتوفر عليها بلاعبين مجربين كالنقاش والحواصلي ولارغو وغيرهم دون استثناء التدبير المحكم. 
• الإستقرار التقني 
راهن المغرب التطواني على الإستقرار التقني بعد صعوده للدرجة الأولى، حيث حافظ على المدرب الذي حقق معه الصعود في شخص المدرب عبداللطيف جريندو، حيث جدد عقده لموسمين. 
وكان منتظرا أن يتمسك الفريق التطواني بالمدرب الذي حقق معه الصعود، إذ قام معه بعمل جيد ووضع بصمته، وتعتبر خطوة الإحتفاظ بجريندو جد إيجابية ونقطة قوة ستساهم في حفاط الفريق التطواني على تألقه، خاصة أن جريندو الذي سبق أن كانت له تجربة في الدرجة الأولى مع المغرب الفاسي، لذلك لن يكون غريبا عليه الإختبار الذي ينتظره في الموسم المقبل. 
• السكتيوي يعود 
إن كان المغرب التطواني قد آثر عدم تغيير المدرب الذي حقق معه الصعود واحتفظ به، فإن اتحاد تواركة قرر لعب ورقة التغيير التقني،  ولم يضع في مدربه السينغالي الذي قاد التوروكيين من بداية الموسم إلى نهايته وصعد به للدرجة الأولى الثقة، وقرر مكتب الفريق اختيار مدرب أكثر تجربة وخبرة، خاصة أن المدرب السينغالي كان يشتغل بأكاديمية محمد السادس قبل تعيينه مدربا للفريق، وساور مكتب اتحاد تواركة نوع من القلق خشية أن تخدعه التجربة، فوقع الإختبار على المدرب طارق السكتيوي الذي له تجارب مهمة في الدرجة الأولى، بل له بصمة على مستوى الألقاب ففاز بكأس العرش مع المغرب الفاسي، كما أحرز كأس الكونفدوالية الإفريقية مع نهضة بركان. 
• المصعد شبح يطارد الصاعدين
عندما تسأل أي فريق صاعد حديثا للدرجة الأولى عن هدفه الأول، سيكون الجواب هو ضمان البقاء وتفادي لعب دور المصعد، أي الصعود وبعده النزول سريعا، لذلك يضع كل فريق إمكانياته لتفادي السقوط في هذا الفخ والعودة سريعا من حيث أتى. 
وسيجتمع من دون شك كل من المغرب التطواني واتحاد تواركة على هذا الهدف في الموسم الذي ينتظرهما وتفادي النزول. 
ويدرك الفريقان معا أن مجموعة من الأمثلة مرت أمامهما لأندية لم تناقش صعودها جيدا وهوت سريعا للدرجة الثانية، ما سيدفعهما لاتخاذ كل التدابير والإحتياطات لتحقيق هذا الهدف، خاصة أن عندما يتعلق بالموسم الأول للصعود وما يحمله من دهشة العودة للأضواء وصوبة البداية. 
• الإمكانيات.. الهاجس الأكبر 
عادة ما تصطدم الأندية التي تصعد بعدة مشاكل، غير أن أبرزها يبقى هو الهاجس المالي، الذي يكون له تأثير كبير على السير العادي لهذا الفريق ويؤثر على طموحاته. 
وغالبا ما يكون للجانب المالي تأثير على الانتدابات التي تبقى من نقاط قوة أي فريق، ذلك أن هذا النادي الذي يصعد يجد صعوبة في وضع الإمكانيات التي تخول له مواجهة كل صعوبات قسم الأضواء، فهناك من الأندية من تتألق في موسمها الأول أو الثاني، لكنها تنهار بعد ذلك. 
وتعلم الأندية أن من أسباب نجاح صعودها هي الإنتعاشة المالية، لذلك ما إن تحقق أغلب الأندية الصعود إلا ويبدأ مسؤوليها في  رفع أصوات قلة الدعم والظروف المالية الصعبة والخصاص المالي وهلم جرا لفصول قلة الإمكانيات التي تبقى أكبر مشكل يواجه هذه الأندية.

ADVERTISEMENTS