تاعراب، حارث ورحيمي يؤثثون المشهد الهجومي  


عودة الروح إلى الاسود تبدأ من ودية أمريكا بالموازنة مع أسلوب كندا خصم المغرب بالمونديال القادم، ومن الودية سندخل باب الرسمي أمام جنوب إفريقيا وليبيريا، ومن خلال انعكاسات مواجهة أمريكا، ستتبين خيوط الفريق المثالي للدخول في رهان الإقصائيات، ولذلك ننتظر من وحيد قراءات الإختيارات التي تبنى على معايير التنافسية وليس من ركام منسوب تنافسي ضعيف ومؤثر على الأداء.
ما بعد الكونغو..
ما بعد الكونغو الديموقراطية والتأهل التاريخي للأسود إلى المونديال، تأتي مرحلة الكشف عن الحقائق الجديدة لما يمكن أن يضع الناخب الوطني وحيد خليلودزيتش في صراع مغاير عن منازلة المنتخبات الإفريقية، لأنه سيلعب بأمريكا نزالا مختلفا وبعيارات لاتينية وأوروبية ولو في إطار ودي، ولكن الحقيقة أن هذا الإكتشاف الجديد لمنتخب أمريكي اختير أن يكون مماثلا للقاء منتخب كندا بكأس العالم، وحسنا فعلت الجامعة على الأقل لمقايسة نفس الأداء اللاتيني، وهنا يكمن الرهان الأول لوحيد لأنه اعتاد المواجهات الإفريقية العادية والمتوسطة دون القوية، واليوم سيشهر ورقة ما ننتظره جميعا من الأداء والتناغم لمعرفة ما إذا كان هذا المنتخب المغربي الذي تعذب معه طيلة ثلاث سنوات من التجريب للوصول إلى النواة، قادرا على تغيير ما نراه معتما في السابق.
التنافسية الهشة 
ويظهر في ختام المواسم الأوروبية على أكتاف الأسود أقل شأنا في شقه التنافسي، فباستثناء الحراسة (بونو والمحمدي والزنيتي) وخط الدفاع الذي يعرف فقط حضور حكيمي وأكرد وسايس وسامي مايي ومزراوي بأقوى تنافسية، تكون الدلالة الدفاعية هشة لكون ماسينا والعكوش وشاكلا لا يمثلون جميعا ذلك الجسر القوي والمتناغم تنافسيا مع الآخرين، وسيكون الثقل كبيرا على من ترافعوا تنافسيا بأوروبا، بل وسيكون وسط الميدان هو القشة التي تخلق عدم الإرتياح لما هو موضوع اختيار وحيد لكون برقوق يعتبر لاعبا منفيا في الإحتياط، وأمرابط جمع الرباط التنافسي خلال المراحل الأخيرة من البطولة الإيطالية ولو أنه عامة ليس لاعبا مكتمل الرشاقة البدنية والتنافسية المطلقة في موسم سيء مناصفة مع تنازل أملاح الذي انتهت بطولته قبل شهر ونصف دون أهداف ولا مستوى كبير يرشحه لأن يكون صانعا بالجودة، فقط هناك بوادر إرتياح تاتي من تاعرابت العائد بالطراوة ولو أنه لعب فقط مباريات قليلة في منسوبها الزمني، إسوة بعودة أمين حارث المفترض أن يكون هو العلامة المميزة في البناء الهجومي لأنه تملك التوهج بمارسيليا، مثلما هو حال إلياس الشاعر الأكثر قوة وتنافسية من رجال الوسط، ووصولا إلى أوناحي النجم الذي عشقه المغاربة أمام الكونغو، ولكنه لا يملك هذه المواصفات مع أونجي، أما الخط الهجومي فيبدو معاقا أيضا من ناحية التنافسية، لكون منير الحدادي نائم على الرتابة ومنفي في الإحتياط، كما ابو خلال ورغم حضوره في 33 مباراة، فلا تعكس تنافسيته لأنه يدخل عادة احتياطيا، فقط تبدو أضواء رحيمي وتيسودالي والكعبي وقليلا مع النصيري فعالة في انتظار ما سيفعله هؤلاء أمام أمريكا.
قراءات التشكيل الدفاعي
ما يظهر أن مواجهة المنتخب الامريكي تلزم وحيد اختيار المؤهل تنافسيا وعدم المجازفة بالمصابين أبرزهم غانم سايس الذي سيشكل غيابه لا قدر الله حيرة لاختيار من سيلعب الى جانب أكرد، صحيح أن هناك كلا من سامي مايي وشاكلا ولكن الأصح هو سامي مايي لأنه أفضل تنافسية ومتوج بالالقاب، وأيضا جواد يميق المفترض أن يلتحق في وقت متأخر، ولكن صداع الظهيرين يظل عائقا خاصة من آدم ماسينا الأقل تنافسية دون أن يكون له بديلا سوى عطية الله، أما جهة اليمين فمزراوي لن يلعب أمام أمريكا للإصابة، وبالتالي يكون حكيمي هو الأبرز دون العكوش الأقل تنافسية من الشيبي صاحب الدور الكبير مع الجيش حضورا وألقابا، ولذلك سيكون على وحيد أن يختار جملة من هذه الأطراف.
معضلة الإرتداد والتنشيط 
هنا أيضا تتعقد أوراق الإختيار التي يؤمن بها وحيد على الرغم من قلة تنافسية برقوق، ومع ذلك هو يعرف ماذا يفعل لأنه مسؤول عن اختياراته، وربما سيكون أمام أمريكا اختيار لا محيد عنه هو أمرابط وتاعرابت لكونهما يلعبان نفس الشق بأقوى تنافسية من برقوق، ولكن على مستوى صناعة اللعب، يبدو العائد حارث وأوناحي في خط الثقة أكثر من أملاح ولو أن الأخير يعتبر جوهر الثقة مع أوناحي، لذلك سنرى كيف سيوظف وحيد اختياراته بين رجال الإرتداد وصناع اللعب، هل بنفس التوجه الذي اختاره أمام الكونغو الديموقراطية، أم أن جديد عودة حارث وتاعرابت ستقلب الأفكار والإختيارات؟ 
هجوم بأي فعالية؟
هل حقا لنا هجوم فعال؟ بالتأكيد إنه موجود، لكن بأي عيارات واختيارات على المستوى التنافسي، فالكعبي وتيسودالي أكثر فعالية من النصيري كقلب هجوم، أما الأطراف فلا نملك فيها سوى رحيمي الأكثر نجاعة من الحدادي وابو خلال ولو أن الأخير أفضل من الحدادي ورحيمي من ناحية إيجاد الحلول كما يؤكد خليلودزيتش، ولكن أمام أمريكا لا نعرف بأي أركان؟ ولذلك قد يكون لوحيد قراءاته الخاصة في اختيار التشكيلة الملائمة لأمريكا، بينما هي تشكيلة ستنازل كندا من الآن، ولك من المفروض أن يكون ريان مايي وبوفال أكبر العائدين للعودة إلى الأصل.
• أمريكا.. طال الإنتظار
هذا ما ردده المدرب الأمريكي في تصريح قريب بعد تعرفه عى ودية المغرب الأولى قبل مواجهة الأوروغواي، إذ يمني النفس للفوز على المغرب بتحدي كبير من أجل فك عقدة المواجهات الثلاث التي حسمها الأسود، بداية من سنة 1992 بثلاثة لواحد بالرباط، وبفوز ثاني بمراكش عام 1999 قبل أن يخلق الحدث الودي الثالث في عام 2006 التي فاز فيها المغرب بناشفيل بهدف نظيف،  وهذه المباريات السابقة التي نالها الأسود بامتياز يراها المدرب الأمريكي الذي كان قد شارك في ثانيها محطة يجب التعامل معها بالتحدي وتغيير الحوافز والإرادة نحو النصر لعدة اعتبارات، وهي أن هذا المدرب خلق منتخبا كبيرا لا تتجاوز أعماره 24 عاما، وأبرز أسمائه التي تلعب بأوروبا (17 لاعبا) أبرزهم الهداف بولسيتش بتشيلسي، ولاعب خط الوسط تايلر آدامز وويستون ماكيني والمدافع والكر زيمرمان، وهم العمود الفقري للمنتخب الذي أبانوا عن نضج كبير خلال السنوات الأخيرة.
• أمريكا إلى المونديال 
هي المرة الحادية عشر التي يصل فيها المنتخب الامريكي إلى نهائيات كأس العالم، لكن أجودها تاريخيا وحضوريا وإنجازا كان عام 1930 عندما وصل إلى دور نصف النهائي، وإلى ربع النهائي عام 2002، وإلى أدوار الثمن ثلاث مرات في سنوات 1994، 2010، و2014، لذلك يحسب لهذا المنتخب الامريكي الجديد بوجوهه المعروفة أوروبيا، أنه رد الإعتبار لنفسه بعد أن غاب في النسخة الماضية بروسيا، ويجدد اللقاء بالعالمية بحصوله على المركز الثالث خلف كندا والمكسيك، بعد تصفيات منطقة الكونكاكاف (اتحاد كرة القدم لأمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والكاريبي)، وهو بذلك يرسم خريطة جديدة على المستوى العالمي ضمن مجموعته التي تضم كلا من إيران وإنجلترا والمنتخب المتأهل بين اسكتلندا وأوكرانيا وويلز.
• ناخب أمريكي من صلب الدولية
وبالحديث عن المدرب الامريكي غريغ برهالتير (49 عاما)، فهو من صلب منتخب أمريكا في التسعينيات، ومعه حضر لقاء مراكش 1999، حيث فاز الأسود بهدفين لواحد ومعه سيكون هو المدرب الأول بعد مونديال 2018، وسيرافقه إلى التتويج بكأس كونكاكاف ويؤهله بالتالي إلى كأس العالم بقطر بعد أن خلق منتخبا شابا تنافسيا كبيرا يمزج بين البطولة الأمريكية التي تضم 12 لاعبا بأقوى تنافسية وحضور كبير بكل الأدوار، ومحترفين الأكثر شعبية بأوروبا، لذلك يمكن أن نشاهد منتخبا أمريكيا بشخصية جديدة يرافع عنها المدرب المذكور بخصوصية اللاعب الدولي الأسبق وبروح القتالية للوصول إلى الهدف.