فجأة وجد الزميل محمد مقروف المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والناطق الرسمي لها، نفسه في وجه مدفع بغيض يطلق صوبه عيارات الغدر، لعلها تنال منه وهو الجبل الذي لا تهزه الرياح..
والحقيقة أن التفاجأ بهذه الهجمة الشرسة يبطل كالعجب إن عرف لهذا الذي يحدث السبب، فقد اختار وكيل أعمال المدرب الفرنسي هيرفي رونار، التوقيت المناسب عن سبق صفاقة، ليشيع الفتنة بيننا ولكي يجعل من الزميل محمد مقروف ضحية لكثير من الكلاب الضالة التي تمعن في سعارها، وفي رغبتها المقيتة لنهش لحم أبناء هذا الوطن لغاية يعلمها رأس الفتنة.
اختار وكيل أعمال المدرب والناخب الوطني السابق والمشرف على المنتخب السعودي حاليا هيرفي رونار التوقيت بدقة ليدعي بلا حجة مقدمة ولا سند متكإ عليه، أن الزميل محمد مقروف المستشار الإعلامي للسيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هو أصل الخلاف بين رونار والإعلاميين الرياضيين المغاربة، متهما إياه بتحريض الإعلاميين بمعلومات مضللة بغاية الإضرار بالناخب الوطني السابق، وأن أي عودة ممكنة للثعلب الفرنسي للإشراف مجددا على تدريب الفريق الوطني لابد وأن تقترن بخروج الزميل محمد مقروف من الجامعة، ويا للعجب!!
هذه الخرجة الإعلامية لوكيل هيرفي رونار على أثير إذاعة أصوات، فرضها تحرى الزملاء هناك عن حقيقة ما راج مؤخرا من احتمال عودة هيرفي رونار للعارضة التقنية للفريق الوطني خلفا للبوسني وحيد خليلودزيتش الذي ما زال إلى اليوم في منصبه.
ولم نكن بحاجة لأن يدلنا وكيل هيرفي رونار بالحجة على استحالة عودة رونار للفريق الوطني في الوقت الحالي، وهو الذي يوجد على رأس منتخب مؤهل لنهائيات كأس العالم، إلا أن ما أمعن وكيل المدرب إياه في استغلاله توقيتا ومناسبة لتصفية حسابات بليدة وإشاعة الفتنة، هو ما يطرح علينا سؤال الغاية المبرمجة والمرتب لها من هذه الخرجة الإعلامية، وقد كان المراد منها هو إجلاء الغموض والتحرى عن صدقية إشاعة، كان من الضروري الإعراض عنها من أساسه، لأن عقل الإعلامي المحترف لا يقبل بها.
والحقيقة أن الغاية هي أولا تضليل الرأي العام الرياضي وثانيا وضع شرط بئيس لحالة هي في علم الغيب، وما كان من إدعاء بكون الزميل محمد مقروف هو أصل الخلافات بين الإعلام الوطني والمدرب هيرفي رونار، فهو مردود عليه بالحجة الدامغة، التي أستطيع أن أقدمها كشاهد على الوقائع، فقد كان الدافع للخلافات بين الصحافة الوطنية والمدرب هيرفي رونار وقتها، هو التنطع الذي أظهره رونار عند تدبيره لخلافه مع حكيم زياش، وجعله يزايد على الصحفيين بل ويواجه بعضهم بصلافة أطلقنا كصحافيين إحتجاجات قوية عليها، وقد كنت من المبادرين وقتها للدعوة إلى رأب الصدع، وفريقنا الوطني يتأهب لدخول غمار تصفيات كأس العالم روسيا 2018، الدعوة التي تجاوب معها السيد رئيس الجامعة.
ومباشرة بعد عقد صلح بين زياش وبين رونار الناخب الوطني أنذاك، كانت الدعوة من السيد رئيس الجامعة لجلسة مكاشفة ومصارحة بين الزملاء الإعلاميين وهيرفي رونار انتهت بمصالحة أزالت كل أسباب الإحتقان، وما تبث وقتها أن الزميل مقروف كان طرفا في الخلاف، وهو المنتمى مهنيا لمنظومة عمل داخل الجامعة، كانت تشتغل أساسا لتمكين الفريق الوطني من تحقيق تأهل للمونديال بعد عشرين سنة من الخلاف، تماما كما أن مسؤولية تواصل هيرفي رونار مع الإعلاميين لم تكن في دائرة اختصاصاته.
ونحن نرصد حالة التسلل الفاضحة لوكيل أعمال هيرفي رونار، الذي ما فوت فرصة للتفاعل مع كل ما يستجد داخل المنتخب الوطني، دليلا على ارتباط عاطفي بكرة القدم المغربية، نقف بكل تأكيد على خلفيات هذه الإطلالة الممسوخة التي لم تفلح إطلاقا في النيل من مهنية ومصداقية ونبل الزميل محمد مقروف الذي يعمل داخل مؤسسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مقيدا بصلاحيات لا يقبل على نفسه تجاوزها من منطلق ما جبل عليه.
قطعا، لا أروم من خلال هذه المرافعة أن أنصب نفسي مدافعا عن الزميل محمد مقروف، وهو يرمى بكل هذه الإفتراءات والوشايات الكاذبة، وإن كان من أوجب واجبات الزمالة أن أهب كما صحبي، لدرء هذه المفسدة عنه، ولكنني ما أفعل، إلا لأن وكيل هيرفي رونار اختار هذا التوقيت بالذات لإطلاق العنان لخيالاته لنسج حكايات مختلقة ومتجاوزة، قاصدا إشاعة الفتنة في مشهد كروي وطني معبأ بالكامل وراء الفريق الوطني لإنجاح الإستحقاق المونديالي، ومهما انجر وراء لعبته من انجر، بسبب جهل بخلفيات ومرامي هذه الوشاية الكاذبة، فإن ذلك لن ينال فيما أتصور من رجل أمين في عمله ومصداقي في تواصله، ومن زميل أكد دائما انفتاحه على الجميع وحرصه على مبدأ الحوار والتواصل خدمة للحقيقة.
وأنا على يقين من أن وكيل أعمال هيرفي رونار قد خاب مسعاه وسقطت في الماء دسائسه وارتد لصدره السهم الغادر الذي صوبه لصدر الزميل محمد مقروف، وقد انبرى زملاؤه ممن يعرفون معدنه وأصله لدفع هذه المفسدة عنه والتصدي لمحاولة يائسة للنيل منه، تماما كما أننا كإعلاميين لن نسمح لأي كان أن يشوش على فريقنا الوطني في هذه اللحظة المفصلية وأن ينفث سمومه في مشهدنا الكروي الوطني.
