• حتى حاجة ما صعيبة قدام ولاد العقيبة؟
• الأولاد عازمون على قهر بلوزداد


مرة أخرى يعود الوداد للعب في الجزائر مباراة يتحدد فيها مصيره في مسابقة صار اسمه لصيقا ومرتبطا بها أكثرمن غيره في المواسم الأخيرة.
عصبة الأبطال التي تعزعلى الوداد منذ 2017 بعد أكثر من مغازلة ومحاورة انتهت جميعها على صخرة الفشل ولو بتباين السيناريوهات، هذه المرة وبرأي أكثر المتتابعين لشؤون الفرسان الحمر ولواقع العصبة يؤكدون أنها حلم ممكن.
خطوة بلوغ النصف هي من الجزائر مثلما حدث أكثر من مرة آخرها النسخة السابقة لما تخطى الوداد حاجز المولودية، إلا أنه هذه المرة يصطدم ببلوزداد العنيد والفريق الأقوى حاليا بالجزائر، وانتصاره الخامس تواليا في مباراة عن عصبة الأبطال يقوي حلم  التتويج باللقب الثالث هذا مؤكد، لذلك تعقبنا بالتحليل هذه السفرية وكيف غادر الفرسان لمواجهة ولاد العقيبة:

• الفلاش ـ باك الإعتيادي
عبر الوداد لهذا الدور كما لم يفعل من قبل، وحين نقول ذلك فاستنادا لمعطيات الأرقام والنقاط والحصيلة التهديفية، صحيح تواجد الوداد مرارا عند حافة ربع النهائي متخطيا دور المجموعات وبلغت المحاولات كما يعلم الجميع 7 متتالية، لكن ولا مرة تأهل الوداد وهو يحمل في جرابه 15 نقطة معززة ب15 هدفا وهي الحصيلة التهديفية القياسية التي لم ينجح أي ناد من الذين تعاقبوا على الحضور في دورالمجموعات وأن لا مسوها.
لذلك تغنت الكاف بأرقام الوداد قبل هذا الديربي وحذرت منافسه بلوزداد الذي تأهل بشكل أكثر عسرا في مجموعته خلف الترجي  التونسي واحد من صقور عصبة الأبطال في شكلها الحديث المنقح ومتقدما فريقا آخر من تونس لا يقل ضراوة وهو نجم الساحل ب 3 انتصارات تحصل عليها داخل ملعبه وهنا تكمن خطورة اولاد العقيبة حين ينفردون بالوداد على ملعبهم الذي يمثل نقطة قوة الشباب محليا وقاريا عكس تواضعه لما يحلق بعيدا عن دياره لملاقاة خصومه ولو على اختلاف قيمتهم ومرجعياتهم.
• فورمة عالية 
كلا الناديان يجتازان وضعا صحيا ممتازا في الوقت الحالي، الوداد بطل المغرب للموسم المنصرم والمتصدر الحالي وبلوزداد يماثله بالدوري الجزائري بل يتجاوز ذلك كونه بطل آخر موسمين ومتصدر حاليا، ما يعني أنه قد يتوج للموسم الثالث تواليا متقدما على شباب الساورة ومولودية الجزائر والإتحاد والوفاق بفارق كبير من النقاط، ما يعكس قوة منافس الوداد بالجزائر ومعه توخي الحذر لا يحتاج لكثير من الإشارات والتنبيهات.
ومؤخرا بلوزداد لم يخسر منذ فترة بعيدة ومثله مثل الوداد خسر مباراة واحدة بدور المجموعات وكانت أمام الترجي في حين خسر الوداد من بيترو أتلتيكو.
وكما الوداد الذي قبض على صدارة البطولة منذ بداية الموسم فإن بلوزداد كان كذلك ولم يترك مجالا لمنافسيه للحاق به أو حتى الإقتراب منه لثبات مستواه وهو حاليا في فورمة كبيرة شأنه شأن الوداد الفائز والمنتصر في آخر 6 مباريات تواليا.
• على شاكلة ما سبق
ما سبق هو ما أنجزه الوداد الموسم المنصرم لما تواجد في الجزائر في نفس الدور وفي سياقات مماثلة لما هو عليه وضعه اليوم لملاقاة مولودية الجزائر.
عاد الوداد بتعادل مبهر يومها بهدف لكل فريق مع قصة إلغاء الهدف الشهير الشرعي لوليد الكرتي من الحكم الإثيوبي باملا تيسيما.
وقبل السفر الموفق لرجال البنزرتي أمام "الشناوة" كان الوداد قد عاش وضعا مماثلا أمام اتحاد العاصمة وفرض منطق التعادل أيضا في الجزائر إلا أنه ما يمثل الإستثناء غير المرغوب لافي استحضاره ولا تكراره كان أمام وفاق سطيفو مرة أخرى في نفس الدور وخرج الفرسان الحمر أمام فريق رشيد الطوسي يومها ولو أنها خسر ذهابا بهدف فقط إلا أنه لم ينجح في التدارك في الدارالبيضاء واكتفى بالتعادل السلبي.
اليوم الوضع مختلف نوعا ما، الوداد هو الهجوم الأقوى بالمسابقة وسمعته تسبقه لملاقاة بلوزداد العنيد دفاعيا ولكم سيكون مفيدا ورائعا لو يسجل الوداد بمرمى الحارس.
أما لو عاد الوداد بالإنتصار الخامس تواليا مثلما أنجز أمام الزمالك وساغرادا فسيكون قد حول بهذا الشكل مباراة الإياب واجهة وسهرة للإحتفال والإستعراض ومعها تفادي التوتر والضغط مثلما عاشه في السابق في محطات مشابهة تطلبت منها استنزافا للطاقة كي يتأهل.
• الثلاثي الخطير لبلوزداد
دون الخوض فيرهان الركراكي كي يكبر مع الوداد قاريا مثلما قال وهو الذي لم تلامس تحربته مع الفتح القارية ما كان مؤملا منها وانتهت بالدور التمهيدي، والتحدي المعلن أمام البرازيلي المجرب باكيتا مثلما تحدى البرتغاليين فيريرا وسانطوس أمام الزمالك وبيترو أتلتيكو، والرسم الخططي لمدرب الودادو ما إن كان سيواصل بنفس النهم والتدفق الهجومي الذي أظهره في آخر المباريات وهو يسجل الخماسيات والرباعيات والثلاثية، أم سيلعب بتحفظ ويتحين لحظة الغذر لضرب خصمه الضربة الموجعة.
بعيدا عن كل هذا وعن رهان الوداديين على رجال الخبرة من قبيل جبران والحسوني وحتى الليبي اللافي الذي تعرف في تجربته بالجزائر على بلوزداد، فإن كل الحذر يلزم من الثالوت الهجومي الخطير لفريق بلوزداد متمثلا في الدولي أمير سعيود أحد هدافي النسخة السابقة والبطولة الجزائرية للموسم الحالي وهو لاعب متميز، وسيكون سعيود مرفوقا بداعميه الجناحين الهدافين هشام سعد الدين وخير الدين المرزوقي وهي الأسماء التي يعتمد عليها البرازيلي ماركوس باكيطا بانتظام وتسجل ثلثي غلة بلوزداد.
هي خطوة على درب معركة من جولتين، واحدة بالجزائر مهما و كيفما كانت نتيجتها فلن تحسم أمرا إلا أنه قد ترسم ملامح الإياب وبشكل أكثر وضوحا، كل الأمل أن يتخطى الوداد حاجز العقيبة وقد أكدوا مرارا أن هذه الرهانات ليست صعبة عليهم.