مع اتمام عقد الرعاية المربح جدا بين عملاق الكرة الإسبانية برشلونة ومنصة البث الصوتي السويدية "سبوتيفاي"، تحد ث خبراء عن بداية "حقبة جديدة" من الرعاية الرياضية يهيمن عليها اللاعبون الأساسيون في الاقتصاد الرقمي.
ويقول بيير-إيمانويل دافان، المدير العام في "نيلسن سبورتس" المتخص صة في التسويق الرياضي، إن "العملات المشفرة، +أن أف تي+، +بلوكتشاين+، الخدمات عبر الإنترنت، المنصات، برامج الاتصال عبر الفيديو... اللاعبون الذين نلاحظ ظهورهم اليوم هم في الأساس شركات أو علامات تجارية من قطاع التكنولوجيا والقطاع الرقمي بالمعنى الواسع".
ويتابع "هؤلاء هم اللاعبون الذين خرجوا أقوى من الجائحة (كورونا). يتم استخدام خدماتهم بشكل متزايد".
وستضع "سبوتيفاي"، منصة البث التدفقي الرائدة في العالم مع أكثر من 400 مليون مستخدم، اسمها على قميص برشلونة الشهير وعلى ملعبه الأسطوري "كامب نو".
وستظهر علامة "سبوتيفاي" التجارية على قمصان الفريق الأول للرجال والسيدات اعتبارا من حزيران/يوليوز لمدة أربعة مواسم، وعلى قمصان تدريب الفريقين لمدة ثلاثة مواسم.
وينتهي عقد الشراكة بين الراعي الحالي للفريق الأول للرجال، عملاق التجارة الإلكترونية الياباني "راكوتين"، مع النادي في 30 حزيران/يونيو، كما هي الحال مع الفريق الأول للسيدات، شركة "ستانلي" للأدوات اليدوية.
وكانت "راكوتين" حلت بدلا من الخطوط الجوية القطرية في عام 2017، واتفق الفريقان على تمديد العقد بينهما الذي كان لفترة أربع سنوات، لمدة عام إضافي في 2020، حيث كانت هذه الرعاية تدر لبرشلونة 55 مليون أورو سنويا ، إضافة إلى 1.5 مليون أورو في حال الفوز بلقب الدوري و5 ملايين عند الفوز بمسابقة عصبة أبطال أوروبا.
وسيتم تمديد رعاية ملعب "كامب نو" بعد نهاية مشروع "إسباي برصا" الذي يهدف إلى توسيع الملعب ليصبح الأكبر في القارة العجوز ليتسع قرابة 99 ألف متفرج، حيث أضاف البيان "عند اكتمال الأعمال في الملعب، ستكون سبوتيفاي حاضرة بقوة، في المنشآت التي ستكون حاسمة لمستقبل النادي".
من المؤكد أنها نقطة تحول في تاريخ برشلونة الذي يفتخر بشعاره "أكثر من مجرد ناد " والذي حاول لعقود من الزمن مقاومة تطور الأعمال التجارية على الصعيد الكروي بالاعتماد على مركزه التدريبي وثقافته.
لكن جائحة كورونا "تسببت بهوة من الديون الهائلة" وفرضت "الحاجة الى التمويل لتجديد كامب نو" و"عجلت بعض الانعكاسات" وفق الخبيرة في الاقتصاد الرياضي ماغالي تيزيناس دو مونتسيل، المندوبة العامة لـ"سبورسورا" (منظمة مهنية تتخذ من باريس مقرا لها تخدم المصلحة العامة وتضم أكثر من 230 لاعبا في الاقتصاد الرياضي).
وبحسب وليام ميلر، أستاذ التسويق الرياضي في جامعة "ويسكونسن-باركسايد" الأميركية لقد "تسببت الجائحة بلا شك في وضع الضغط على الكيانات الرياضية لتكون أكثر عدوانية في البحث عن جميع مصادر الدخل المتاحة، بما في ذلك حقوق التسمية".
أما بالنسبة لدافان، فما يحصل هو "امتداد لتوجه اكتسب وتيرة متسارعة منذ الجائحة"، فيما توقع ميلر "أننا نشهد على الأرجح بداية هذه الحقبة الجديدة" للرعاية الرياضية التي يهيمن عليها هؤلاء القادمون الجدد (العملات المشفرة، الخدمات عبر الإنترنت، المنصات...).
وتابع "لكن يجب الإشارة الى أن قطاعات الصناعة الجديدة والمتنامية تميل إلى أن تكون أكثر عدوانية في شراء حقوق التسمية من أجل اكتساب المزيد من الأضواء"، وهذا ما يفسر ارتفاع عقود الرعاية مع الشركات المتخصصة في العملات المشفرة منذ بداية الجائحة.
وبعد 22 عاما على حمله اسم "ستايبلس سنتر"، غ ي ر الملعب الأسطوري الخاص بالجارين لوس أنجليس ليكرز ولوس أنجليس كليبرز في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، اسمه الى "كريبتو.كوم أرينا" في يوم عيد الميلاد في صفقة قد تكون الأغلى في تاريخ اللعبة من حيث العائدات الناجمة عن اطلاق اسم شركة أو راع على اسم الملعب.
وستدفع منصة العملات المشفرة أكثر من 700 مليون دولار على مدى 20 عاما لوضع اسمها على مبنى استضاف عددا لا يحصى من الأحداث الرياضية والترفيهية الكبرى منذ افتتاحه في عام 1999، وكان شاهدا على تتويج ليكرز بستة ألقاب.
وتعتمد "كريبتو-كوم" أكثر استراتيجيات التأثير عدوانية ، ليترافق اسمها مع الكثير من الأسماء الكبيرة في عالم الرياضة.
وباتت الشركة التي دخلت في شراكة مع نادي باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم ويظهر اسمها على حلبات بطولة العالم للفورمولا واحد مع فريق أستون مارتن، من الرعاة الرئيسيين لمونديال قطر 2022.
وفي الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، أبرم 18 من أنديته العشرين شراكات هذا الموسم مع منصات العملات المشفرة مثل "سوسيوس"، "أو كاي أكس" أو "ليرن كريبتو".
يرى دافان أنه "على الصعيد العالمي، من المتوقع أن تبلغ استثمارات الرعاية لشركات العملات الرقمية 5 مليارات دولار بحلول عام 2026، أي بزيادة قدرها 800 بالمئة مقارنة باليوم".
وتابع "هذه شركات تبحث عن استقطاب الأضواء والشهرة. تستخدم الرعاية كأداة ورافعة للتعريف عن نفسها، لتسليط الضوء على منتجاتها وخدماتها، لاسيما في صفوف المشجعين الذين هم جمهور م ت لقي، ضخم، وذلك بهدف إنشاء قاعدة متابعين كبيرة جدا ".
هذه الأنواع من الرعاية تواجه لوائح تنظيمية صارمة، ولا يسمح للشركات غالبا في القيام بالإعلان المباشر وتلجأ الى اعتماد إغراء "نظام الولاء، جمع النقاط..."، والهدف بحسب دوفان هو جعل العملة المشفرة "عنصرا أساسيا في تجربة المشجعين".