• وحيد إختار رجال "الكان" لأقوى رهان 
• فيلق الدفاع حاز الإقناع وجديد الهجوم لنسف الغيوم 

دون مفاجآت تذكر، وحيد اختار الطرح التقليدي المطابق لسنه ومرجعيته «فريق ينتصر لا يتغير» وهو في تقديره كما قال في الندوة، لا يرى الإقصاء في الكامرون إخفاقا كما لم يقدره كارثة تستوجب التغيير الراديكالي كما تصوره البعض.
وحيد إختار أن يبدأ من حيث انتهى، بنفس الكومندو الذي شارك في "الكان" إلا من روتوشات غير ذات تأثير بالغ أو كبير، روتوشات همت مراكز للاعبين بصيغة البدلاء وقطع الغيار، في ثباته وإخلاصه لرجاله والنواة والثوابت، نغوص معكم بالقراءة التحليلية التالية..

• وحيد يمنطق الإختيارات
كعادته ولو أنه يستهلك حيزا زمنيا طويلا في التوطئة والإستهلال واستحضار المبررات حتى دون أن يكون ملزما ولا معنيا بذلك،  إختار وحيد خليلودزيش مقدمة طويلة ليؤكد أنه خلال عملية الإنتقاء والإستقراء للاعبين المعنيين بحضور هذه المباراة، راعى الكثير من الخصوصيات منها حفظ التوازن والهدوء والتعايش وذات الأجواء التي اعتاد عليها لا هو ولا طاقمه ولا اللاعبين أنفسهم.
أبلغنا وحيد أنه من طينة المدربين الأوفياء المخلصين لرجالهم والذين لا يغدرون بمن يركب معه قارب المغامرة منذ البداية، ببلوغ محطات الحسم الفاصلة لذلك آثرعلى نفسه أن يبقى وفيا لذات التقاليد والقناعات في نزال مفصلي وصفه بالسد الحساس الفارق في تاريخ المرة المغربية ككل، وفاء قاده ليخلص لرجاله في التصفيات ولكومندو الكان بشكل شبه كامل.
• قفازات الإطمئنان
قبل الدفاع وللموسم السادس تواليا أي قبل تصفيات مونديال روسيا وهو أكر ناذر الحدوث مع فريقنا الوطني منذ زمن بعيد وطويل يحضر حارسان بميزة الإطمئنان و قفازي الأمان متمثلين في ياسين بونو العالمي و منير المحمدي الهلامي، بل يحضر معهما للموسم الخامس تواليا رضا التكناتوتي وقد كان ثالثهما في روسيا وفي مصر وفي الكامرون، فهل لذلك هو المركز الذي يحرز الإجماع والتوافق عند ندوات وحيد ولا يسألفيه وعنه، ومعه ما عاد التخمينات تذهب بعيدا إلا فيما نذر محاولة التقصي عن الوجه الثالث في ظل تأرجح مستوى حارس الوداد.
وحتى وحيد كان مختصرا لدى تقديمه للائحة والأسماء واختصر التعبير بقوله «كما العادة وكما تعلمون» في إحالة منه لرجال الإعلام والحضور على إسمي بونو المحمدي ليقينه أنه ما من أحد يجهل أو لا يمكن أن ينازع اختيارهما، الأمر الذي يعكس واقع الثقة والأمان الذي يشيعه هذا المركز للمدرب ولنا معه.
• دفاع الإقناع
بدوره مركز وجبهة لا يمكن أن يتنازع حولها اثنان كما لا يمكن أن يتناطح عنزان، لأن الأسماء التي استقر عليها وحيد يطالها الإجماع إلا من بعض العيارات البديلة مثل حالة العكوش الظهيرالمفضل للمدرب البوسني والذي لم يقنع أحدا لغاية الآن، فلا هو لعب ولو دقيقة بالكان ولا هو بصم على ثورة في الأداء بعده وقد غادر ميتز صوب لوزان السويسري.
دفاع وجبهة يقودها الأسد العميد رومان سايس والرفيق الألمعي نايف أكرد والظهيران المتفاوتان في التحليق والجودة وحتى القيمة والإضافة، عالمية حكيمي التي تقابل بآدم ماسينا العادي جدا.
ومع ذلك هو مركز لا مقال فيه وقد شهد ترميمات يمكن القول أنها مقبولة في سياق التصحيح «العكوش مكان الشيبي طالما رفض مزراوي الحضور والكرواني الذي ترك مكانه لظهير الوداد يحيى عطية الله»، وسيكون هذا الدفاع هو حجر زاوية التأهل في معركة كينشاسا مع بونو إن هم تحلوا بالصمود المطلوب لتذليل هضاب معركة الدار البيضاء ومسح ألغامها على أرض الشهداء، حيث مالانغو والرفاق سيلعبون مباراة للتاريخ بل مباراة عمرهم.
• عودة جبران مكان برقوق
ضحي وحيد بلاعبه المفضل أيمن برقوق وقد جزمنا خلال "الكان" أن لاعب فرانكفورت كان أكبر الخاسرين، أصيب بكورونا فلم يلعب وفقد رسمية التصفيات وضاع بين رطوبة كرسي الإحتياط بعدها بالبوندسليغا، خروج برقوق منطقي للغاية والبديل هو الأجدر بذلك وهنا نتحدث عن يحيى جبران لاعب الوداد هداف عصبة الأبطال لغاية الجولة الخامسة، والذي اختير مرتين ضمن التشكيل المثالي لذات المسابقة.
باقي الأسماء ظلت في مكانها ونتحدث دائما عن كومندو الكان، والعنصر الأهم هنا هو اللاعب الذي أكد علو كعبه في آخر مباراتين للتصفيات وفي "الكان" أيضا وهو سليم أملاح.
وخلفه في الإرتداد سفيان أمرابط وبقية الوجوه القادمة من أنجلترا المراهن عليها بشكل كبير في هذه الموقعة، ونتحدث هنا عن الثنائي «عمران لوزا وإلياس الشاعر».
وحين يحضر لك لاعب من طينة سفيان بوفال في هذا المركز فإن ذلك يشكل في مطلق الأحوال صك ثقة واطمئنان لنا وللمدرب  لبقية اللاعبين، وقد جنبنا استئناف الجامعة كارثة كبيرة لو كان غيابه قد تأكد فعليا.
• هجوم لتبديد الغيوم
قالها بصريح العبار «الهجوم خذلني في الكان، خذلني لأنه من راهنت عليهم لم يكونوا بالنجاعة المطلوبة، صنعوا عشارات الفرص واستثمروا أقلها عددا وبقية القصة تعرفونها»..
بعدها وحيد تحدث عن ضم الزلزولي وصحوة الكعبي ومايي، وقد أثنى كثيرا عليهما وكأنه بصدد إبراق رسالة ليوسف النصيري وقد جر عتابه له مثلما حدث وعلى المباشر بعد "الكان"، على أنه سيعود حتما لهذا «الطانديم» و الثنائية التي أثمرت بين التسجيل والمساهمات 16 هدفا من إجمالي 23 هدفا للفريق الوطني لكليهما في التصفيات.
الكعبي ومايي أنهيا التصفيات ب 4 أهداف لكل واحد وبمساهمات مباشر بين اصطياد ضربات الجزاء والتمريرات الحاسمة التي أنتجت أهدافا، وهما اليوم الأول في تركيا والثاني قد عاد بعدالإصابة قويا الأقرب للرسمية أمام الفهود كن غيرهما.
استبعاد رحيمي وضم الزلزولي لا يعني أن الأخير سيلعب كونه مصابا، مع تواجد الحدادي وهو من الرماح المفضلة لوحيد مع تيسودالي فسيكون  كل هؤلاء من المعول عليهم  لتجاوز معاناتنا وتوتر أعصابنا مع قصة الفرص المهدرة بالكان.