تتجه الأنظار الأربعاء إلى ملعب "أحمدو أحيدجو" في العاصمة ياوندي مسرح الدربي العربي الحاسم بين مصر وجاره السودان لحجز بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية في كرة القدم في الكاميرون ضمن الجولة الثالثة الاخيرة لمنافسات المجموعة الرابعة.
ويتنافس المنتخبان العربيان على البطاقة الثانية المباشرة للمجموعة مع غينيا بيساو التي تسعى إلى تخطي الدور الأول للمرة الأولى في تاريخها عندما تلاقي نيجيريا المتصدرة والضامنة للمركز الأول وبطاقة الدور الثاني.
وتتصدر نيجيريا المجموعة برصيد ست نقاط من فوزين على مصر 1-صفر والسودان 3-1، بفارق ثلاث نقاط أمام مصر، فيما تتقاسم غينيا بيساو والسودان المركز الثالث برصيد نقطة واحدة لكل منهما مع أفضلية فارق الأهداف لغينيا بيساو التي تشارك في العرس القاري للمرة الثالثة تواليا في تاريخها.
ولن يكون "دربي النيل" سهلا ، رغم تفو ق "الفراعنة" على "صقور الجديان" في تاريخ المواجهات بينهما، إذ التقيا 28 مرة، كانت مصر الأعلى كعبا في 19 لقاء مقابل ثلاثة انتصارات للسودان.
والتقى المنتخبان خمس مرات في العرس القاري وفاز الفراعنة 3 مرات آخرها 3-صفر في نسخة 2008 عندما توجوا باللقب مقابل تعادل 2-2 في نسخة 1963 في غانا ايضا وخسارة 1-2 في نسخة 1970 في السودان.
ويمني المنتخب المصري النفس باستغلال المعنويات العالية عقب الفوز الصعب والثمين على غينيا بيساو 1-صفر في الجولة الثانية عندما عوض سقوطه في الاولى امام نيجيريا والذي كان الاول في الدور الأول للعرس القاري منذ العام 2004 في تونس عندما سقط أمام نظيره الجزائري 1-2. ومنذ تلك الهزيمة، لم تخسر مصر في 16 مباراة تواليا (12 فوزا و4 تعادلات).
ولم يقدم المصريون أداء مقنعا حتى الآن في المسابقة التي يسعون من خلالها الى استعادة أمجادهم بها واللقب الغائب عن خزائنهم منذ العام 2010 عندما ظفروا باللقب الثالث تواليا والسابع في تاريخهم (رقم قياسي)، علما بأنهم بلغوا نهائي نسخة 2017 وخسروا أمام الكاميرون 1-2.
وتدرك مصر جيدا أهمية النقاط الثلاث التي ستمنحها البطاقة الثانية بغض النظر عن نتيجة مباراة غينيا بيساو ونيجيريا، كما أن التعادل سيؤهلها في حال تعثر غينيا بيساو.
ويعاني المنتخب المصري من غيابات قاسية خصوصا في الدفاع بعدم توفر لاعبي الزمالك محمود حمدي "الونش" وأحمد أبو الفتوح (إصابة عضلية لكل منهما)، والأهلي أكرم توفيق (قطع في الرباط الصليبي).
ومن المتوقع أن يدفع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش بأحمد سيد "زيزو" في وسط الملعب بدلا من عبد الله السعيد، كمفاجأة وحيدة في التشكيلة، بحسب ما أفادت الصحف المصرية.
ويعول المنتخب المصري على نجمه وليفربول الانكليزي محمد صلاح الذي فك صيامه عن التهديف دوليا بتسجيله هدف الفوز في مرمى غينيا بيساو.
وكان الهدف الأول لصلاح بعد صيام دام ست مباريات متتالية وتحديدا منذ هزه شباك جزر القمر بثنائية في التصفيات المؤهلة للعرس القاري في 21 آذار/مارس الماضي.
وقال صلاح عقب المباراة "لا شك انني سعيد بهذا الفوز والنقاط الثلاث الضرورية، ونحن لا نركز في من يسجل بل نحاول ان نتعاون لنقود الفريق الى الفوز".
وأضاف "آمل ان نواجه الصعوبات ونتخطاها في المباريات المقبلة"، معترفا بأن منتخب بلاده لم يقدم الأداء المطلوب منه إلى الآن "فكل المنتخبات الإفريقية باتت قوية وتمتلك محترفين وربما منتخبنا هو الأكثر اعتمادا على اللاعبين المحليين، وأنا متفائل لأن اللقب الافريقي هو الأغلى بالنسبة إلي".
من جهته، غر د كيروش عقب المباراة في حسابه على "تويتر": "نهدي هذا الفوز إلى جمهورنا، الفريق عاد بروح كبيرة وشجاعة، عمل رائع يا شباب، نحن ننهض مع ا ومتحدون مهما حدث".
ولن يكون السودان خصما سهلا خصوصا وان اماله لا تزال قائمة في المنافسة على البطاقة الثانية المباشرة او كصاحب افضل مركز ثالث كون نظام البطولة يمنح 4 بطاقات لاصحاب افضل مركز ثالث في المجموعات الست لبلوغ الدور الثاني.
ويتوقف تأهل السودان على فوزه وتعثر غينيا بيساو، أو فوزه بأكثر من هدفين وفوز غينيا بيساو على نيجيريا بهدف واحد.
وأعرب مدرب السودان برهان تية عن استيائه عقب الخسارة أمام نيجيريا بسبب أخطاء مدافعيه، وقال "الأخطاء ساعدت المنتخب النيجيري للعب بلا ضغوط، حضرنا للنهائيات ومعنا 21 لاعبا جديدا و5 عناصر خبرة، ونعمل للمستقبل".
وأضاف "متوسط أعمار اللاعبين 22 عاما، ونعمل عبر خطة طويلة المدى لتحقيق أهدافنا.. وخططنا لتقليل الأخطاء أمام منتخب نيجيريا الكبير صاحب الخبرات والمتمرس".
لكنه أردف قائلا "أنا راض عما قدمناه خلال المباراتين بسبب ضيق الوقت في التحضير للمسابقة. العودة إلى الريادة تحتاج وقت أكثر من العمل، وهذه استراتيجية بدأنا تنفيذها برؤية الاتحاد السوداني. تركنا سمعة جيدة في غاروا ونطمح للإجادة أمام مصر بالجولة الثالثة في ياوندي".
وفي حال العبور، سيكرر السودانيون إنجاز نسخة العام 2012، حينما تخطوا الدور الأول بفوز حاسم في الجولة الأخيرة على حساب بوركينا فاسو للمرة الأولى منذ العام 1970، عام اللقب الوحيد لـ"صقور الجديان".
وفي المباراة الثانية، تسعى غينيا بيساو إلى فوز تاريخي يكون بطاقة عبورها إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخها.
وفاجأت غينيا بيساو السودان في الجولة الاولى واكتفت بنقطة واحدة مهدرة فوزا في المتناول بعدما أهدر لها لاعبها بيليه ركلة جزاء في الدقيقة 82، ثم وقفت ندا قويا أمام مصر وخسرت بصعوبة صفر-1.
وتمني غينيا بيساو النفس باستغلال التأهل المبكر لنيجيريا وضمانها للصدارة حيث من المتوقع أن يريح مدرب "النسور الممتازة" لاعبيه الأساسيين ترقبا للدور ثمن النهائي.
وتشارك غينيا بيساو الملقبة بـ"دجورتوس" (الكلاب البرية) والتي كانت لعقود منتخبا خفيف الوزن، في النهائيات للمرة الثالثة على التوالي تحت قيادة مدربها المحلي باسيرو كاندي.
عانت كثيرا في النهائيات في النسختين السابقتين واكتفت بنقطة واحدة في عام 2017 بتعادلها الايجابي مع الغابون 1-1 في المباراة الافتتاحية، ومثلها في نسخة 2019 بتعادلها السلبي مع بنين في الجولة الثانية من دور المجموعات.