إنتظرت الجزائريون طويلا قبل أن يمنح لهم الكونفدرالية الإفريقية شرف إستضافة النهائيات سنة 1990 وهم الذين تأخروا في التنظيم وكانوا آخر من يستفيد من إمتياز الإستقبال بعدما سبقتهم إليه جيرانهم كالمغرب، تونس، ليبيا، مصر.
الثعالب نصبوا الخيام بصحرائهم في الفترة ما بين 2 و16 مارس ورحبوا بسبعة ضيوف وازنين من طينة الكاميرون (حاملة اللقب)، نيجيريا، مصر، الكوت ديفوار، زامبيا، السينغال، كينيا، معلنين عن بداية عرس جديد من إعداد وسهر وإشراف خاص من الجزائريين.
ولأن عاملي الأرض والجمهور حاسمان في هكذا مسابقات ولأن الخُضر متعطشون ومصرون على نيل اللقب الهارب منذ سنة 1980، فقد سخر رفاق العميد رابح ماجر كل الإمكانيات لعدم تفويت الفرصة وإنتزاع الكأس فوق أراضيهم معتمدين على جيلهم الذهبي الرائع وصخب جماهيرهم المجنونة بحب منتخبها.
ثعالب الصحراء إستفادوا من الدروس السابقة ومن نكسات الدورات الفارطة بتضييع التتويج سواء في المباراة النهائية أو المربع الذهبي، ليكتسحوا بغضب خصومهم بعدما تصدروا مجموعتهم عن جدارة إثر إنتصارات ساحقة على نيجيريا (5-1) كوت ديفوار (3 ـ 0) مصر (2 ـ 0) تاركين المرتبة الثانية لنسور لاغوس فيما تذيل الفراعنة الترتيب بشكل غريب بعد تلقيهم لثلاث خسارات متتالية.
المجموعة الثانية كانت إفريقية محضة بتواجد 4 منتخبات من وسط وجنوب القارة والتي إستغلت غياب أسود الأطلس، نسور قرطاج، صقور الجديان بسبب إقصائها من التصفيات، وخلقت رصاصات زامبيا الأولمبية مفاجأة بخطفها للزعامة متبوعة بالسينغال كوصيفة فيما كان الحدث إقصاء الكاميرون حامل اللقب من الدور الأول بحلوله ثالثا من إنتصار يتيم وهزيمتين.
وجاء المربع الذهبي بإصطدامين قويين خرج منهما المنتخبان الجزائري والنيجيري متوفقين وسالمين إثر فوز الأول على الحصان الأسود للبطولة السينغال (2 ـ 1) وإحباط الثاني لمخططات أصدقاء كالوشا بواليا بالإطاحة بهم بهدفين نظيفين، ليضرب المضيف موعدا جديدا مع النسور في عرض النهاية والتي بدا فيه النسور هذه المرة أكثر مقاومة وشراسة ولم يستسلموا إلا في الربع ساعة الأخيرة لهدف جميل للثعلب الشريف الوزاني، ليتحول ملعب 5 يوليوز إلى 120ألف جمرة حارقة إحتفلت بالأبطال (مادجر، مناد، بلومي، عماني، صايب..) وبتتويج مستحق لمنتخبها الوطني الذي إنتزع الذهب بإستحقاق بعد عروض غاية في الروعة والفرجة والنجاعة.
• بطاقة تقنية
الدورة 17 لكأس أمم إفريقيا (الجزائر 1990)
• بطل الدورة: الجزائر
• الهداف: الجزائري جمال مناد (4 أهداف)
• شاركت 8 منتخبات هي: الجزائر، كوت ديفوار، الكامرون، مصر، زامبيا، السينغال، نيجيريا، كينيا
• أقيم نظام المجموعتين وتأهل الرباعي نيجيريا، الجزائر، زامبيا، السينغال إلى المربع الذهبي
• أقصي أسود الأطلس من الدور الأول للتصفيات على يد مالي وخرج حامل اللقب الكامرون من دور المجموعات
• ملعبا 5 يوليوز بالجزائر و19 ماي بعنابة إحتضنا مقابلات الدورة والتي بلغ عددها 16 وسجلت فيها 30 هدفا
• المنتخب الجزائري كان صاحب أقوى هجوم ب 13 هدفا وكينيا الأضعف بدون هدف
• المنتخب الجزائري كان صاحب أقوى دفاع بتلقيه لهدفين ونيجيريا الأضعف ب 6أهداف
• المباراة النهائية عرفت حضورا جماهيريا بلغ 120 ألف متفرج وقادها الحكم الغابوني فيدال ديرمبا
• توج الجزائري رابح ماجر كأحسن لاعب في الدورة وزميله عنتر عصماني كأفضل حارس
• التشكيلة النموذجية للدورة: الجزائري عنتر عصماني، الجزائري علي بن حليمة، الكاميروني أندري كانا بييك، الزامبي صامويل تشومبا، الإيفواري أرسين أوبو، الجزائري جمال عماني، الجزائري رابح ماجر، الجزائري شريف الوزاني، النيجيري موزيس كباكور، الزامبي شيكابالا، الجزائري جمال مناد.
• النتائج الكاملة:
• دور المجموعتين:
الجزائر- نيجيريا: 5 ـ 1
الكوت ديفوار- مصر: 3 ـ 1
نيجيريا- مصر: 1 ـ 0
الجزائر- كوت ديفوار: 3 ـ 0
نيجيريا- كوت ديفوار: 1 ـ 0
الجزائر- مصر: 2 ـ 0
زامبيا- الكامرون: 1 ـ 0
السينغال- كينيا: 0 ـ 0
زامبيا- كينيا: 1 ـ 0
السينغال- الكايرون: 2 ـ 0
زامبيا- السينغال: 0 ـ 0
الكامرون- كينيا: 2 ـ 0
• المربع الذهبي:
نيجيريا- زامبيا: 2 ـ 0
الجزائر- السينغال: 2 ـ 1
• مباراة الترتيب:
زامبيا- السينغال: 1 ـ 0
• النهاية:
الجزائر- نيجيريا: 1 ـ 0