نسي عشاق برشلونة، في حمأة انشغالهم بمولودهم الجديد عبد الصمد الزلزولي، أزمة النتائج التي تعصف بالفريق حاليا، وباتوا يهتفون بملكات الفتى الصاعد الذي يزخر بمواهب هادرة قد ينسيهم وضع الفريق راهنا ولو إلى حين.. فاللاعب الذي لم تتعد مشاركته في منافسات «الليغا» 6 مباريات، بدأ يطرق أبواب التوهج بقوة وصار في ظرف وجيز واحدا من صانعي المتعة وممن يقدمون أفضل ما في الفريق الكطالوني حاليا.   
لمساته، إنطلاقاته، توغلاته ومراوغاته جعلت منه لاعبا نموذجيا في زمن قياسي، وارتفعت به كمبدع كروي بعيدا عن كل مستويات التقليد، فهو الجناح النفاث الذي يستهويه أن يراوغ ويتوغل ويهدد ويضع المدافعين في مواقف حرجة ولو كان الثمن أن يتعرض للضرب والسلخ أحيانا!
والزلزولي صنعته ظروف خاصة.. وظهر في أوقات استثنائية.. وأستطيع الجزم أن الظروف الحالكة التي يمر منها برشلونة والتي حرضته على البحث عن اللآلئ الصغيرة دون البحث عن أي لاعب «سوبر سطار» من كوكبة اللاعبين الكبار هي التي أوجدت الزلزولي.. وأستطيع الجزم بأن ثقة تشافي هي التي منحته بعض المساحة ليتفاعل مع محيطة، ويحرك إبداعاته، ويظهر بعضا من ملكاته وهو لم يكتسب بعد ما يكفي من التجربة والخبرة والنضج. 
بدأ الزلزولي مبكرا في تقديم عروض خارقة تكبره بأعوام وتفوق تجربته التي بالكاد بدأت.. وأثبت سريعا أن لديه فلسفة لعب خاصة، وفكر نادر في تحريك المهارات.. لذلك لا غرابة إن إتسعت مساحات الإبداع لديه حتى صارت رقعة إبداعاته تفوق كثيرا حجم تجاربه.. فهو لم يخض في منافسات «الليغا» أكثر من 300 دقيقة من اللعب لا غير.
تغنوا كثيرا باللاعب الأسمر أنسو فاتي، واتضح أنه إبن «لاماسيا» رضع حليب «تيكي تاكا» وهو في المهد، وقاس أولى خطواته على نهج الأداء الكطالوني مبكرا جدا وهو في الفئات الصغرى.. لكن كيف للزلزولي أن ينصهر سريعا مع أسلوب «لاماسيا» وهو الذي جاء من عوالم مختلفة؟ فاللاعب نهل أبجديات كرة القدم في فريق مغاير وبين أندية الظل. 
أمام أوساسونا وهي آخر مباراة لعبها برشلونة حتى الآن في منافسات «الليغا» وكانت في الدورة 17، رفع الزلزولي من حجم مهاراته، وقدم عينات أخرى من الأداء المبهر ومن المهارات المبدعة قادته لتسجيل أول أهدافه في «الليغا» ليدخل بذلك التاريخ كأول لاعب مغربي يمنح هدفا للقطب الكروي الكبير في إسبانيا نادي برشلونة.
وصدق حدس كارميلو ديل بوسو المدير الرياضي في فريق الزلزولي السابق نادي هيركوليس، وهو من أندية الدرجة الثالثة، والذي أكد خلال مفاوضاته مع برشلونة على صفقة إنتقال اللاعب لصفوف الفريق الكطالوني أنه «لا يوجد لاعبون مثل عبدو.. في الوقت الحالي، إنه واحد من الأصول المهمة في النادي».. وصدق أيضا حدس رئيس النادي إنريكي أوتيس الذي كان يردد بأن الزلزولي لاعب كبير ولا سقف للمبلغ الذي يمكن أن يساويه.
وكان برشلونة أكبر رابح في صفقة الزلزولي، حيث حصل عليه مقابل 2 مليون أورو لا غير.. وكان الرابح الأكبر العين الثاقبة التي أفتت على برشلونة الحصول على هذا اللاعب الفذ الذي يتميز بكثير بمهارات إستثنائية والذي لا يقدر بثمن باعتراف الفريق الكطالوني نفسه.