بغض النظر عن الـ 22 لاعباً في أرضية الملعب أو التشكيلة التي تلعب بها المباراة، كان هناك عنصر ثابت واحد في ديربي الأندلس بين ريال بيتيس وإشبيلية، وهو شغف الجماهير، فإشبيلية مدينة منقسمة نصفين: نصف أخضر وأبيض ونصف أحمر وأبيض، وفي كل مواجهة بينهما فإن المشجعين يضعون كل ما في جعبتهم من طاقة وشغفة في هذا اللقاء الحماسي.
بالعودة إلى مارس 2020، كانت المدينة جاهزة تماماً لأحدث مباراة في تاريخ هذا التنافس الطويل: كان المشجعون يتدافعون للحصول على أي تذاكر متبقية، لكن فجأة انتشرت جائحة فيروس كورونا المستجد في إسبانيا، مما أجبر البلاد على الإغلاق، وتم تأجيل الدوري الإسباني (لاليغا سانتاندير) لمدة ثلاثة أشهر، وعندما تم استئناف الموسم كانت مباراة إشبيلية وبيتيس هي المباراة الأولى، وعلى الرغم أن اللاعبين قدموا عرضاً في تلك المباراة، لكنها افتقدت للجماهير، وهناك عدد قليل من المباريات في كرة القدم العالمية التي يتم الشعور بغياب الجماهير بشدة وهي واحدة منهم.
الآن عاد المشجعون مجدداً، وستقام المواجهة المقبلة بينهما يوم الأحد المقبل (9 مساءً بتوقيت وسط أوروبا)، وهو اليوم الذي سيتم تحديده باللون الأحمر أو الأخضر لاختيار أحد اللونين يومها في جميع أنحاء إشبيلية، وهو أول ديربي بحضور الجماهير في المدرجات منذ نوفمبر 2019، وسيكون اللقاء 115بين الخصمين التاريخيين، اللذين أثارت بعض المواجهات السابقة بينهما الكثير من الترقب في العاصمة الأندلسية.
3 نقاط فقط تفصل بين الفريقين
أحد الأسباب التي تجعل هذا التنافس خاصاً للغاية هو أن الشغف قوي بنفس القدر حتى عندما يمر ريال بيتيسوإشبيلية بمواسم سيئة أو حتى خلال 14 مباراة بينهما في دوري الدرجة الثانية، لكن هذا العام، ستكون هناك ثلاث نقاط مهمة للغاية على المحك، بالإضافة إلى الكبرياء.
يحتل إشبيلية حالياً المركز الثالث برصيد 24 نقطة في ترتيب الدوري الإسباني، بينما يتأخر ريال بيتيس صاحب المركز الخامس بفارق ثلاث نقاط فقط برصيد 21 نقطة، والفوز من شأنه أن يجعل "فيردي بلانكوس" يتقدم ويمنحهم الأفضلية في بداية الموسم في المواجهات المباشرة مع جارهم.
أنهى إشبيلية الموسم في مركز أعلى من جاره في المدينة في كل من المواسم الثلاثة الماضية، ومع ذلك، يقوم مانويل بيليغرينيببناء فريق قوي في ملعب بينيتو فيامارين، مع دفاع محسن وأسلوب لعب يسمح للمواهب المبدعة مثل نبيل فقير وسيرجيو كاناليس بضبط الإيقاع، وتغذية بورخا إغليسياس أو وويليانخوسيه بالكرات المثالية، هذا الفريق يمكن أن يحاكي ما حققه في موسم 2017-2018 عندما أنهى الموسم في مركز أعلى من إشبيلية.
لكن إشبيلية يحتل حالياً مركز أعلى لسبب ما، هذا هو الموسم الثالث لجولن لوبيتيغي في تدريب فريق ملعب رامون سانشيز بيزخوان، وبعد أن حقق رقماً قياسياً في رصيد نقاط النادي بلغ 77 نقطة في الموسم الماضي، ويعمل الآن مع فريق محسّن هذا العام، بعدما تم التعاقد مع إريك لاميلا ورافا مير لتقوية فريق يضم بالفعل أفضل المواهب مثل: جول كوندي، يوسف النصيري، لوكاس أوكامبوس وإيفان راكيتيتش.
ريال بيتيس دون فوز في آخر خمس مباريات في الديربي
لم يخسر المدرب جولين لوبيتيغي أبداً في هذه المباراة خلال فترة قيادته إشبيلية، ففي موسمه الأولى في 2019-2020، فاز المدرب ذو الأصول الباسكية، في كلتا مباراتي الديربي، وفي الموسم الماضي انتهت المواجهة على ملعب بينيتو فيامارين 1-1، ثم انتصر إشبيلية 1-صفر على أرضه في مارس الماضي.
مع فوز إشبيلية أيضاً بالديربي الأخير قبل وصول لوبيتيغي3-2، فإن هذا يعني أن ريال بيتيس يمر حالياً بمسيرة خمس مباريات بدون فوز في ديربي إشبيلية، ولم يستمتع ريال بيتيس بالفوز على منافسه منذ هدف خواكين الدرامي في وقت متأخر في سبتمبر 2018، وكان ذلك قبل أكثر من ثلاث سنوات، وبالنسبة لمشجعي ريال بيتيس فإن هذه فترة طويلة جداً.
مع توقع أن يكون ملعب ريال بيتيس الذي يتسع لـ 60,721متفرجاً ممتلأ في مباراة الأحد التي ستقام في توقيت الذروة تحت الأضواء الكاشفة، سيكون هذا أحد أكبر الأحداث الرياضية في إسبانيا منذ عدة سنوات، وسيكون هذا نوعاً مختلفاً من مواجهات ديربي مقارنة بالمباريات السابقة التي أقيمت بغياب الجماهير، إنه ديربي الأندلسي مع عودة الجماهير بسعة كاملة، سيكون هذا مميزاً.