• الكامرون ترفض المهانة وتطالب بالإدانة
• كولسة مثيرة وقصة نفي الكان بسبب المونديال؟
تذكرون بلا شك أحد ملفاتنا الحصرية التي استقبت هذا الملف، واصفين يومها «الكان الكامروني بالملعون» وقد جرى نقله في 2019 من غرب القارة صوب شمالها بعد أن تطوعت جمهورية مصر تنظيمه على عهد الملغاشي أحمد أحمد، وقد دخل يومها في معارك ضارية مع عيسى حياتو والكامرونيين مستدلا بحجم الصعوبات اللوجيستيكية والتنظيمية التي قال أنه يستحيل معها أن تنظم الكامرون نسخة من 24 منتخبا.
اليوم نفس الموال يعود للواجهة، نفس الترنيمة ونفس الصعاب والكولسة التي استعرت واشتعلت مؤخرا تفيد بدخول الكاف في جبهة صراع ضاري غير مسبوق مع الكامرون، قد يصل حد انسحاب الأخير من خوض أي مباراة ترعاها الكاف وليقاضي الأخيرة داخل ردهات الطاس السويسرية.. تابعوا هذا الفيلم معنا فهو حافل بالإثارة..
• من أحمد لباتريس عيسى التعيس
نعم عيسى التعيس، عيسى حياتو الذي نصبته الكاف رئيسا شرفيا وفخريا لها وقبلها رئيسا للجنة المنظمة للكان الذي آن له أن يعود لبلاده لكن بعد أن ترجل مكرها لا عن طواعية، عن كرسي الرئاسة في أديس أبابا بإثيوبيا قبل 5 سنوات.
وحين نقول أن عيسى حياتو التعيس، فليس نكاية في الرجل بل تعاطفا معه لأنه استحق وبعد كل سنوات العطاء والعمل بدينامية وشغف لا يمكن إنكارهما دفاعا عن مصالح الكرة الأفريقية داخل الفيفا، وللأمانة لم يسجل تاريخ هذا الجهاز رجلا دخل في صراعات مع عرابي الفيفا «بلاطير وإينفانتينو» دفاعا عن مبادئ وقناعات تنتصر لاستقلالية القرارات إفريقيا أكثر من عيسى حياتو.
تعيس لأن الفيفا بلجنة أخلاقياتها عاقبته قبل أشهر وحرمته من ممارسة أي نشاط لمدة عام كامل، وستجدون ضمن هذا الملف بروازا يعرض لسبب هذه العقوبة ومدى ارتباطها بالتطورات الحالية، ما يعني تجريده من صفتي «الرئيس الشرفي وكذا رئيس اللجنة التنظيمية للكان المنظم ببلاده»، فأي «كان» يحلوا للكامرونيين دون عيسى؟ وأي شعور سينتاب عيسى والكان في بلاده وهو ممنوع من التواجد في المنصة الشرفية لملعب أحيدجو؟ لذلك قلنا عنه تعيسا ومن هنا بدأ الترتيب لما ستطالعون في التقرير، فلا شيء تغير مع حياتو من الملغاشي رجل الصيد البحري لباتريس رجل الذهب، حاله لم يتغير سوى للأسوأ وبقرارات عقابية صادمة للمسير التاريخي والمرجعي لجهاز العناكب؟
• هكذا بدأ الصراع
شرارة الصراع بين الكاف والكامرون، بحسب الضالعين في مواكبة هذا التوتر، منطلقه كان الكيفية التي أطيح من خلالها بعرش وكرسي عيسى حياتو خارج كل التوقعات في جمعية إثيوبيا بشكل لم يصدقه الأتباع والموالون لحياتو يومها، لا على مستوى البديل ولا مستوى النتيجة الساحقة في الأصوات ولا مستوى تدخل الفيفا الحاسم لتنهي ولاية حديدية للرئيس السابق، ورغم ما تلا ذلك من تليين للمواقف من الملغاشي مع الكامرونيين، إلا أنه لم يفلح في إقناعهم بحسن نواياه، ولتأت لحظة مفصلية زادت من تعميق الهوة والصراع وتحديدا يوم الفاتح من دجنبر 2018، يوم خرج أحمد أحمد ببلاغ صادم وقوي جاء فيه «أن الكاف لا يمكنها المقامرة بمصالحها المالية ومصالح منتخبات القارة لتقرر نقل الكان من الكامرون لما تلقته من تقارير من لجانها أكدت لها وجود فجوة عميقة وعملاقة، بين ما هو مطلوب في دفتر التحملات وبين ما إلتزمت الحكومة الكامرونية بتنفيذه».
صدمة عنيفة جعلت الكامرونيين يوقنون في قرارة أنفسهم أنهم مستهدفون من الكاف ومن رئيسها الملغاشي، تصفية لحسابات قادت البعض ليناور باسم المغرب ودوره في هذا المخطط، لتخرج الحكومة المغربية في شخص وزير الشباب والرياضة يومها رشيد الطالبي العلمي، ليؤكد أن المغرب غير معني بتعويض الكامرون ولن يفعل ذلك بل أضاف: «يد المغرب ممدودة للأشقاء بالكامرون ليتجاوزوا وضعهم الحالي قصد مساعدتهم في إنهاء ما إلتزموا به قصد التنظيم»، وهو موقف عززه فوزي لقجع مع رئيس الجامعة الكامرونية قولا وفعلا ببروطوكول موقع بينهما.
• «الشان» يهدئ الحرب بالتطبيع
شكل منح الكامرون شرف احتضان نسخة "الشان" الذي جرى على ملاعبها في فبراير ومارس المنصرمين، أولى إشارات التطبيع بين الكاف والكامرون وأولى مقدمات حسن النوايا من جانب الجهاز الذي يدير شؤون اللعبة افريقيا.
بل إن الكاف أعلنت دعمها للكامرون كي تخرج هذه النسخة في حلة مميزة والتغلب على عديد المعيقات التي صادفت توقيت التنظيم وكان في طليعتها بطبيعة الحال «تزامن النسخة مع ذروة جائحة كورونا»، إذ مكنتها من برطوكول خاص ودقيق ووقفت بجانبها استثناء لحضور كوطة من الجماهير يوم كانت باقي الملاعب الإفريقية قفارا مهجورا.
وبالفعل ستقدم الكامرون نفسها بشكل لائق تنظيميا وستخرج «نسخة شان» جد محترم وهو «الشان» الذي شهد مشاركة 16 منتخبا وتوج به المنتخب المغربي، وجرى تقييم وتصنيف النسخة على أنها الوصيفة من حيث الجودة والنجاح لتلك التي جرت بالمغرب وسجلت نجاحا تنظيميا، تقنيا وجماهيريا فاق كل التوقعات.
• موتسيبي يطمئن الكامرونيين
قبل أشهر من الآن عادت نفس التسريبات التي سبقت سحب التنظيم من الكامرون في 2019، ونقله لجمهورية مصر، لتطفو على السطح من جديد، إلا أنه عكس الفترات والمرات السابقة سيخرج رئيس لجنة المسابقة النيجيري سامسونغ أدامو لينفي الأمر جملة وتفصيلا، مؤكدا أن لجان التفتيش التابعة للكاف بتقاريرها الميدانية هي التي ستكون الفيصل والحكم، وعلى ضوء ما ستنقله للمكتب التنفيذي ستتخذ القرارات الرسمية.
بعدها بفترة ستعلن مذبحة داخل الكاف، مع أولى قرارات رئيسها الجديد باتريس موتسيبي بطرد عشرات الموظفين بجهازه، وقد قيل أن ذلك بسبب تحصين مطبخ الجهاز من بعض التسريبات، وأطاح أيضا بعبد الله مصطفى مدير الإلتزام والإلزام وشريف الخدم رئيس لجنة التدبير الإداري وبعدهم سامسونغ أدامو نفسه.
في خضم هذه الغربلة سيقدم موتسيبي شهر شتنبر المنصرم على زيارة الكامرون بنفسه، زيارة ظاهرها إعلان دعمه لهذا البلد عكس أحمد أحمد الذي تمت مؤاخذته بسبب عدم زيارة البلد، وباطنها الإطلاع بنفسه على سير الأشغال، ليلتقي بحضور كاتبه العام الكونغولي فيرون موسينغو أومبا برئيس البلاد جوزيف نغوت ووزير الرياضة مويل كومبي ورئيس الإتحاد سيدو مبومبا نغويا، ومن ياوندي طمأنهم بالتنظيم وعدم الإكثرات بما يجري الترويج له في مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
• تقرير سانغور المحظور
بعد كل هذه الخطوات التي بدا فيها نوع من التقارب والتآلف، كانت هناك كولسة توحي باستمرار شذرات الصراع والتوتر، منها ما تردد عن رفض الكامرون استقبال لجان تفتيش سرية تابعة للكاف، تحت ذريعة أن الزيارة غير متفق عليها وليست في وقتها، وعن أمور أخرى تهم الإختلاف حول بعض الأمور التي سجلت بشأنها ملاحظات من طرف ذات اللجنة في زيارات سابقة.
اليوم، الجديد والتطور اللافت والذي يرافقه تكتم شديد هو ما علمته «المنتخب» وتحديدا على ضوء ما تمخض عن اجتماع المكتب التنفيذي للكاف يوم الإثنين المنصرم، من قرارات وصفت بالهامة والحاسمة، تلت تقديم السينغالي أوغيستين سانغور الذي كان مرشحا لرئاسة الكاف بالمغرب بوصفه المسؤول عن تقرير لجان الزيارة وإعداده بمعية الكاتب العام فيرون أومبا، وكلاهما تحدث عن صعوبات ما تزال تعترض اللجنة المنظمة لهذه النسخة ويجري تقييمها بهدوء، ما إن كان سيتم تداركها وتصويبها أو أن الأمر محمول على المستحيل؟ منها ملاعب الدورة وملاعب التدريبات والأسرة الخاصة بالفنادق وحجوزات النقل بالأقمار الإصطناعية، وصعوبات ترافق عرض تذاكر المباريات للبيع، إضافة لواقع لجنة التسويق الجديدة وهي سويسرية التي عوضت "لاغاردير" والتي أكدت عدم وجود سيارات البث الفضائي وتأخر نقل معدات النقل التلفزيوني بكل ما يرافق العملية من تعقيدات بسبب الجمارك، ثم تلويحها بإمكانية تكبد الكاف خسائر مالية فادحة تصل لملايين الدولارات إن جرى تنظيم نسخة بهذا الحجم الهائل من المنتخبات في الظروف الحالية، كل ذلك يعيد للواجهة احتمالا جد قائم، بنقل الكان من الكامرون لبلد آخر يقدم ضمانات تنظيمية أكبر وستطالعون المرشحين لذلك، أو يلغى رسميا ويؤجل لنسخة 2023، وهو ما يتطابق مع توجهات الفيفا والكاف الحالية، التي ترغب في تنظيم هذه المسابقة كل 4 سنوات، ليعوضها كل سنتين المونديال، والكامرون هنا هددت بالتصعيد ومقاضاة جهاز الكاف، بل بدأت مسطرة التقاضي فعليا لدى هيآت التحكيم الرياضي السويسرية.