واصل المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة كتابة ملحمته التاريخية، فوقع بمداد الفخر على صفحة جديدة، عندما أضاف لانجازاته التاريخية انجازا آخر يتمثل في العبور لأول مرة الى الدور ربع النهائي لكأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، بعد مباراة بطولية خاضها مساء أمس بليتوانيا أمام منتخب فنزويلا وحقق خلالها الفوز بثلاثة أهداف لهدفين.
< الأسود فرضوا الإيقاع والإحترام
بذات العزيمة التي خاضوا مبارياتهم الثلاث في إطار الدور الأول لكأس العالم، وقد أثمرت تلك المباريات عن عبور تاريخي للدور الثاني، دخل أسود القاعة مباراتهم أمام منتخب فنزويلا الذي تأهل بدوره إلى هذا الدور محققا معادلة صعبة تتمثل في أنه الفريق الأقل استقبالا للأهداف والفريق الذي يكتفي أيضا بأقل عدد من الأهداف لصناعة الفارق، لذلك كان المدرب والإطار التقني هشام الدكيك واضحا عند وضع رسم المباراة التكتيكي، أن يستمتع لاعبو المنتخب الوطني بمباراة تاريخية وأن يوازنوا بين البناء الهجومي والإرتداد الدفاعي، مع الحرص على استغلال أنصاف الفرص.
وجاءت البداية قوية كما كان متوقعا، منتخب مغربي يستحوذ على الكرة ويجتهد في البناءات، ومنتخب فنزويلا صارم في منظومته الدفاعية، إلا أن الأسود تمكنوا من إيجاد الممر السحري عندما وقع سفيان مسرار هدف التقدم في الدقيقة الثانية بعد تمويه ولا أروع من أنس العيان.
هدف استنهض المنتخب الفنزويلي الذي بادر إلى الهجوم، ونجح من خلال كرة متوقفة في إدراك التعادل في الدقيقة 7 بواسطة خيسوس ديامونطي، وهو الهدف الذي لم تطل فرحة الفنزويليين به، إذ سيتمكن المنتخب المغربي دقيقتين بعد ذلك من التقدم مجددا بهدف لسفيان مسرار الذي استرجع كرة بعد الضغط العالي على العناصر الفنزويلية وسدد بقوة موقعا هدف الأسود الثاني وهدفه الشخصي الثاني.
< فنزويلا في حالة هجوم كاسح
بتقدم الفريق الوطني بهدفين لهدف، انتهت الجولة الأولى، وقد دلت الإحصائيات الرقمية على أن الأسود كانوا الأفضل فيها استحواذا وبناء للعمليات الهجومية، إلا أن المتوقع من أن يعود الفنزويليون بقوة خلال الجولة الثانية، هو ما سيتحقق عندما أحدث مدرب فنزويلا تعديلا على طريقة لعب فريقه، ما أعطاه امتيازا نسبيا ساعده في ذلك أن العناصر الوطنية تحت الضغط ارتبكت بعض الأخطاء على مستوى التمرير.
هذا الإختلال التكتيكي عالجه سريعا هشام الدكيك بتعديلات على مستوى الرسم وعلى مستوى العناصر، ما أعاد المباراة إلى السيناريو الأول، أي تحكم العناصر الوطنية في الكرة وفي الإيقاع أيضا، ونتيجة للضغط العالي سيتمكن الفريق الوطني بعد إهداره لعدد من الفرص من تسجيل الهدف الثالث له وحمل بصمة نفس اللاعب سفيان مسرار الذي وقع بالمناسبة هاتريكا ولا أجمل.
بدت المباراة وكأنها تأخذ منحى آخر، فلم يكن أمام منتخب فنزويلا من خيار سوى تكثيف الضغط باعتماد حارس مرمى كلاعب محوري للزيادة العددية، وفعلا سينجح الفنزويليون في تقليص الفارق بتسجيل هدف ثان بواسطة ميلتون فرانس في الدقيقة 33، ليفرض ذلك على الأسود تدبير الدقائق السبع المتبقية بكثير من الإحتراز والجرأة وبأقل أخطاء ممكنة في التمرير.
وبرغم السيطرة الميدانية الطبيعية لفنزويلا، إلا أنه كان بمقدور العناصر الوطنية قتل المباراة من مرتدات سريعة، لينجح الفريق الوطني بعد ذلك في إبقاء النتيجة على حالها، ليعلن أسود القاعة مؤهلين للدور ربع النهائي يوم الأحد القادم، وتلك صفحة أخرى من ملحمة سيكتبها بلا شك هؤلاء الأسود.
الورقة التقنية
المغرب - فنزويلا : 3 ـ 2
الأربعاء 22 شتنبر 2021
ثمن نهائي كأس العالم ليتوانيا 2021
قاعة كوناس ارينا
طاقم التحكيم :حسام النجار « البحرين»
الأهداف:سفيان مسرار (د2 ود9 ود31) المغرب
خيسوس فيامونطي(د7) ميلتون فرانس (د33) فنزويلا
المنتخب المغربي: ريضا الخياري - إدريس الرايس الفني - سفيان مسرار - بلال البقالي - عثمان بومزو - يوسف المزراعي- انس العيان - يوسف جواد -سعد كنية - سفيان بوريط - اشرف سعود- خالد بوزيد - حمزة بوزيان -
المدرب: هشام الدكيك
منتخب فنزويلا: خوصي فيلا لوباس- كارلوس سانز -ولميركاياركاس- جيدلفيت تيران- هنري كونريس- كالوس بولو - خوسيس فيامونطي - افيرود فيدال- رافييل موريلو- اندري تيران-
المدرب: فريداي كونزاليس