من الملكة إليزابيث الثانية، مرورا بلاعبة كرة المضرب الأميركية السابقة مارتينا نافراتيلوفا، وصولا إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ولاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي ماركوس راشفورد: كل المملكة المتحدة وعالم كرة المضرب هنأ الأحد الشابة إيما رادوكانو بعد فوزها في بطولة أميركا المفتوحة.
كتبت البريطانية الواعدة البالغة 18 عاما التاريخ عندما أصبحت أول لاعبة صاعدة من التصفيات تحرز لقبا في الدورات الأربع الكبرى، بفوزها على الكندية الواعدة ليلى فرنانديز (19 عاما ) 6-4 و6-3 السبت في المباراة النهائية لبطولة أمريكا المفتوحة، آخر بطولات الغراند سلام، على ملاعب فلاشينغ ميدوز.
وباتت رادوكانو المصنفة 150 عالميا ، أول بريطانية منذ 44 عاما تفوز بلقب في الدورات الأربع الكبرى، وأصغر بطلة في الغراند سلام منذ الروسية ماريا شارابوفا عندما توجت بلقب بطولة ويمبلدون، ثالثة الدورات الأربع الكبرى، عام 2004 في سن السابعة عشرة.
كما أصبحت رادوكانو أول بريطانية تحرز لقب بطولة كبرى منذ فيرجينيا وايد في ويمبلدون عام 1977 وأول بريطانية متوجة في فلاشينغ ميدوز منذ وايد نفسها في 1968.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية من أوائل من أشادوا بالتتويج الرائع لرادوكانو، وقالت في بيان "إنه إنجاز رائع في مثل هذه السن المبكرة وشهادة على عملكم الجاد وتفانيكم".
من جهته، نشر رئيس الوزراء بوريس جونسون تغريدة عبر حسابه على تويتر قائلا "يا لها من مباراة مثيرة! تهانينا إيما رادوكانو. لقد أظهرت موهبة غير عادية ورباطة جأش وشجاعة، ونحن جميعا فخورون بك".
حتى أن فوز رادوكانو ألقى بظلاله على عناوين الصحف البريطانية صباح الأحد، مغطيا على خبر عودة البرتغالي كريستيانو رونالدو وتسجيله هدفين مع مانشستر يونايتد في أول ظهور له السبت.
وكتبت صحيفة "ليكسبريس في صفحتها الأولى "هائلة للغاية"، فيما عنونت "تلغراف" بالقول "لقد فعلتها!".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، كان الحماس حيال أداء الشابة جماعيا بين الرياضيين البريطانيين الآخرين.
وكتب نجم الكرة الإنكليزية السابق غاري لينيكر عبر تويتر وهو يقدم برنامجه "مباراة اليوم" مباشرة عبر قناة بي بي سي إن "هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أغرد فيها وأنا على الهواء، لكن يا إلهي، يا له من أداء ، يا له من انتصار، يا لها من شابة رائعة".
من جهته، غر د الدولي الإنكليزي ماركوس راشفورد الذي كان دعم رادوكانو بعد خروجها من بطولة ويمبلدون أول بطولة كبرى لها في تموز/يوليوز الماضي، "انظروا إلي هذه القدرة على استعادة التوازنه، رادوكانو بطلة لأميركا المفتوحة. رائعة. تهانينا".
ولدت رادوكانو في كندا لأم صينية وأب روماني، قبل أن تنتقل إلى إنكلترا في الثانية من عمرها.
لذلك أثار فوزها موجة من التعليقات على الإنترنت في الصين أيضا ، رغم التغطية البسيطة من وسائل الإعلام هناك.
فقد عنون موقع "تنسنت" عملاق الإنترنت مقالة "لاعبة ذات أصول صينية تفوز بأميركا المفتوحة"، مرفقة بصور رادوكانو وهي تزور الصين عندما كان طفلة، ومشيرا إلى أنها "أكدت أن دافعها (أو قوتها) جاء من والدتها الصينية!".
من ناحية أخرى، لم يكن لرادوكانو أي ذكر على التلفزيون الرسمي أو في الإذاعة الوطنية، حتى وإن أشعلت الكلمات التي أدلت بها البريطانية بلغة الماندارين، النقاشات على منصة "ويبو" للتواصل الاجتماعي في الصين.
أما في بروملي بضاحية لندن حيث نشأت رادوكانو، تجمع أعضاء ناديها السابق بكرة المضرب مساء السبت أمام التلفزيون لتشجيعها.
وقالت مدربتها السابقة سوزان وليامس "أنا عاجزة عن الكلام. أشعر بألم وبح ة من كثرة الصراخ".
ومثلهم، أشاد جميع عشاق كرة المضرب صغارا وكبارا بأداء الشابة المعجزة.
وأكد المصنف أول السابق البريطاني تيم هنمان أن رادوكانو "ستفوز بدورات غراند سلام أخرى، إنها جيدة جدا . إنها ليست شيئا طارئا ، تلعب كرة مضرب عالية المستوى".
من جهته اعتبر الأسترالي بات كاش الفائز سابقا ببطولة ويمبلدون في حديق لبي بي سي، إن فوز إحدى الصاعدات بالتصفيات ببطولة كبرى "شيء لم أتخيله من قبل. إنه أمر مذهل".
بدورها، كتبت مارتينا نافراتيلوفا في تغريدة قائلة "و لدت نجمة. إيما رادوكانو تصنع التاريخ (...) وقد بدأت للتو. ولن تضطر أبدا إلى خوض التصفيات مجددا ".