كعادتها «المنتخب» وفي استقراء شمولي وحصري بأدق التفاصيل، تنقل القارى الكريم كرونولوجيا لاستحظار أقوى محطات النسخة الأولى لبطولة «إينوي» و التي دانت رنتها لوداد الأمة بالدرع واختارت الرداء الأحمر.
في هذا الملف نعيد التذكير بأبرز الظواهر، بالأفضل والأسوأ، نغوص في الأرقام ونقيم المحصلات ونحاصر أكبر المحطات، دققنا في البرمجة والتحكيم في جدل «الڤار» وفي احتياح أجنبي للمدربين الأجانب، وفي لعنة الملاعب التي تخضع للصيانة وكيف  تمهد لهبوط أصحابها.. تابعوا هذا السرد والجرد الرقمي حصريا عبر «المنتخب»:

رنة أولى بخلفية إيبانية؟
الخلفية حملت شعار «إينوي» والرنة حملت معها برطوكولا صارما وزعه  لقجع استباقيا على الأندية والفرق شهر نونبر وفيه مذكرة لم تترك للشاردات ولا الواردات ثغرات إلا وقد أحصتها، منها عدم السماح بأي تأجيل حتى وإن اجتاحت كورونا محيطها ما لم تحضر قوى قاهرة تترك مجال الإجتهاد وتكييفها للأجهزة الوصية.
خلفية أخرى ارتكزت على برمجة آلية بتقنية مغايرة للسابق، باعتماد كمبيوتر إسباني استهلم نظام المباريات «5 دورات» تعلن برمجتها استباقيا مثلما يحدث في الليغا، بل تم إخبار الجميع يوم القرعة من طرف الكاتب العام للعصبة الإحترافية خالد المغافري بصريح العبارة «في بطولةالموسم الحالي لن يكون هناك مجال لأي اعتراض أو تأجيل، ومن سيرغب في الإحتجاج عليه التوجه بشكايته لإسبانيا؟»، لذلك واكبنا موسما مضبوطا في أجندته انتهى كما تم تحديده سلفا ولو مع مؤاخذات همت التوقف الطويل لشهر ونصف تزامنا مع «الشان».
النغمة ودادية 
أول فريق سيعانق الدرع على العهد الجديد للبطولة وقد طلقت راعيها السابق لتدثر بعباءة «إينوي» كان هو الوداد البيضاوي الذي اكتسح بالطول والعرض مسار الموسم.
الوداد انطلق متصدرا وضاعت منه الصدارة ل 5 دورات بشكل متقطع وربحها ل 25 دورة أخرى، بأعلى رصيد نقاط منذ اعتماد الإحتراف 67 نقطة، أكثر من انتصر في عهد الإحتراف 20 انتصارا و هو أيضا رقم غير مسبوق الأقوى هجوما منذ تطبيق الإحتراف 58، الهداف أيضا كان وداديا، لذلك وعكس نسخة كورونا الأولى التي حمي فيها وطيس المنافسة بين الغريمين  لغاية آخر دورة، فقد ربح الوداد هذه المرة اللقب مبكرا 3 دورات قبل النهاية، كسب غريمه لأول مرة منذ عقدين ذهابا وإيابا وأنهى الموسم بأكبر فارق في تاريخ الإحتراف بين البطل والوصيف.
وصافة وعاصفة
هو صراع اشتد على الوصافة بين الكبيرين الرجاء والجيش و لم يحسم إلا مع الدورة 29 لما هزم النسور نهضة الزمامرة وحصنوا الصف الثاني من أطماع الزعيم الذي أمضى أفضل مواسمه منذ وصافته للنسور الخضر تحديدا على عهد الطوسي وخيري قبل 7 سنوات.
وصافة الرجاء بعد تتويج النسخة السابقة مكنه من أن يحضر للموسم الثالث تواليا عصبة الأبطال، وهو الهدف الذي كان سببا لاستقدام التونسي لسعد الشابي، كما جنبت هذه الوصافة محيط مركب الوازيس عواصف هوجاء من احتجاجات الإنصار الذين كانوا يتأهبون لرد فعل قوي في حال ضياعها، على أن الجيش كتب إسمه كما سنطالع في هذا الملف ضمن خانة الفرق التي استحقت تقديرا كبيرا لما أبلاه من بلاد حسن في سبيل إشعال التنافس .
حمامة فقدت جناحيها
وما دمنا في صدد تشخيص وتقييم مسار الأندية، فقد كان هبوط المغرب التطواني الدراماتيكي للقسم الثاني، هبوط تطابق مع دورات عجاف لم يقو فيها لاعبو الحمامة البيضاء على ربح نقطة واحدة كانت تعادل النجاة، واحدا من أبرز حلقات وعناوين الموسم التي استحقت الوقوف عندها.
هبوط عكس أو كرس رعونة التدبير الغريب للمكتب المسير للنادي لكل ما هو تقني بإدمان غريزة ونزوة تغيير المدربين لتصل كالعادة 4 مدربين بدأها بإسباني وأنهاها بإسباني «من ماكيدا لكوسانو»، وبه عادت الحمامة للقسم الثاني وقد كانت لسنوات قليلة ماضية تشارك فيعصبة الأبطال و تلعب مونديال الأندية مع ريال مدريد.
نهضة الزمامرة رافق الحمامة بعد موسمين بالكبار وصمود لآخر دورة، وفرق من حجم الفتح والدفاع الجديدي والمغرب الفاسي وأولمبيك اسفي وحسنية أكادير سال لها العرق البارد قبل أن تطمئن على مصيرها.
غبار الڤار وتصريحات العار
حضر هذا الجدل على عكس كل التوقعات التي حدست، بل خمنت أنه مع الفار ستتقلص هوامش الأخطاء وستضيع فرص البكائيين وسيكون الحكام محصنون بشاشة تعالج أخطاءهم.
ما حدث كان فظيعا مع الفار تنامت وثيرة الإحتجاج، إن لسوء استغلاله أو الإفراط في استغلاله من طرف بعض الحكام، ليتدخل لقجع وقد بلغت بعض التصريحاتمدى من القدح ماعاد يمكن السكوت عليه، ليقر  في يوم دراسي حضرته أسرة كرة القدم برمتها على حتمية معالجة القرارات ذات الجدل الكبير  على المباشر وأمام الجمهور بعد كل دورة ومعاقبة كل من يثبت تورطه في أخطاء متعمدة أو من يسيء للحكام دون دليل أو موجب حق.
إجتياح أجنبي قياسي 
بطولة شهدت تغيير 12 ناديا لمدربيهم، الوداد والدفاع الجديدي مع اتحاد طنجة ويوسفية برشيد من شكلت استثناء الإخلاص للمدرب الواحد، 12 مدربا أجنبيا مروا منها وانتهت ب 9 أجانب و7 من مطربي الحي المغلوب على أمرهم بالمراتب المتدنية، فالصدارة والوصافة كانت تونسية، والصف الثالث بلجيكيا والرابع كونغوليا والخامس  فرنسيا والسادس أنقذه رضا حكم والسابع والذي يليه كان تونسيا لفتحي جبال وجزائريا لبن شيخة.
كل هذا أفرز لنا عوارض تقنية هجينة مرتبكة طالتها تغييرات عديدة انعكست على جودة المنتوج وعلى تقليص فرص الإطار الوطني في الإشتغال ونيل فرصته.
في عديد الملاحق المثيرة ستطالعون المزيد من الظواهر والتصنيفات التي تقيم بطولة إينوي نتمنى أن تنال رضاكم.