للزعيم " الجيش الملكي" حكاية حب لا تنتهي مع كأس العرش، وهو الذي يتصدر سبورة الترتيب العام في عدد الألقاب " 11 لقبا " تحصل عليها سنوات، 1959، 1971، 1984، 1985، 1986، 1999، 2003، 2004، 2007، 2008، وآخر لقب كان عام 2009، في حين حقق الوصافة سنوات 1988، 1990، 1996، 1998 و2012.

وبوصوله للمباراة النهائية في هذه المسابقة الغالية في نصف النهائي الذي جمعه برجاء بني ملال يكون الجيش الملكي قد إستعاد أمجاده التي غابت عنه لسنوات دخل فيها لمرحلة فراغ قاتلة، لينتظر سنوات طويلة ليعود لهذه المسابقة الغالية.

حكاية جيل بعد مرحلة كليزو

بعد العمل الكبير الذي قام به الفرنسي كليزو في أواخر السبعينات برفقة الجيش الملكي بزغ جيل ذهبي آخر يحاكي الجيل الأول للستينات، ومع نجوم كبار كالجوهرة محمد التيمومي و سعد دحان و لحسن واداني وحمو فاضيلي وحسين لحسن، شيشا ، الغريسي الرموكي ولمريس وباقي اللاعبين الموهوبين، بقيادة المدرب البرازيلي المهدي فاريا ، والذي كانت سيرته الفريدة من نوعها قبل قدومه للمغرب، بالانتصارات المتثالية التي حققها بالبرازيل، وفهم عقلية لاعبيه وإتقان التواصل معهم، والتأقلم بسرعة مع خاصياتهم والتجاوب مع قدراتهم الذهنية قبل البدنية، خاصة صنف الشباب والهواة، بسبب طول فترة اشتغاله معهم، إلى جانب نجاحه مع الفريق القطري للشباب في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم للشباب، كلها أسباب متعددة أطالت مقامه بالمغرب بإيعاز من المرحوم الحسن الثاني الذي أعجب بالمدربين البرازيليين على غرار المدرب البرازيلي للمنتخب المغربي ماريو ترافاليني الذي عينه بنفسه كذلك، لهدف واحد وهو بلوغ المنتخب نهائيات كأس العالم 1986.

وكانت الثمرة الأولى تتويج الجيش الملكي بالإزدواجية سنة 1984 بعد أن حقق الفريق الأهم بفوزه بلقبي البطولة وكأس العرش رغم المدة القصيرة، التي قضاها فاريا على رأس الطاقم التقني.

بعدها أحرز الفريق العسكري لقبه الثاني تواليا لكأس العرش السنة 1985 على حساب الدفاع الجديدي بنتيجة 3-0 قبل أن يكرر نفس الإنجاز سنة1986 بإحرازه الكأس الثالثة تواليا، على حساب الدفاع الجديدي مرة أخرى بنتيجة 3-1 وبهذه الألقاب الثلات المتتالية أصبح الجيش الملكي ثاني فريق ينال شرف الاحتفاظ بالكأس في خزانته بعد الكوكب المراكشي لأن قانون المسابقة يمنح للفائز باللقب ثلاث مرات متتالية شرف الاحتفاظ بالكأس الفضية نهائيا.

كليزو يحدث أول مدرسة للتكوين

وعاد غي كليزو للدخول بالفريق لمرحلة أخرى بالإشراف على خلق مدرسة للتكوين الأولى من نوعها بالمغرب والتي تعتمد منهاج دراسة ورياضة سنة 1987، هذه المدرسة التي فرخت أسماءا كبيرة وموهوبة قادت الفريق في حقبة التسعينات كالعميد الحسين أوشلا والحارس  المرحوم عبد القادر البرازي و عزيز الصمدي و عبد الكريم الحضريوي و محسن بوهلال وغيرهم.

فيما إستمرت تمثيلية الفريق العسكري المهمة بالمنتخب الوطني في هاته الحقبة، بمشاركة عدد من لاعبيه في أولمبياد لوس أنجوليس 1984، الألعاب العربية بالمغرب 1985، نهائيات أمم إفريقيا بمصر 1986، نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986، وتوقيع خيري لهدفين ضد البرتغال والمرور للدور الثاني، نهائيات أمم إفريقيا 1988 بالمغرب، إقصائيات كأس العالم 1990.

وأنصفت الكرة أخيرا هذا الجيل، فأحرز الفريق لقبه السادس لكأس العرش سنة 1999، على حساب شباب المحمدية .

فاخر يكتب ملحمة جديدة

مع توالي السنوات عرف الفريق العسكري متغيرات كثيرة، وهكذا بفريق شاب وطموح ومدرب مجرب  وهو محمد فاخروالمدير التقني العربي كورة وإدارة قوية برآسة الجنيرال نورالدين القنابي الذي قدم كل الدعم تم جلب أبرز اللاعبين بالبطولة كبوبو وعبد الصادق والجرموني والمرحوم الزروالي وربيع العفوي وعادل السراج، مع الإحتفاظ  على ركائز الفريق مثل أرمومن فضلي علي بواب المختاري وبعض أبناء المدرسة كالعميد أوشلا وبندريس ووادوش والعسكري وبعد ذلك الموهبتين الشابتين القديوي وآجدو، وبمساندة جماهيرية كبيرة، كتبوا تاريخا جديدا ، فأحرز الجيش الملكي كبداية لقبين متتابعين لكأس العرش في مبارتي كلاسيكو على حساب الغريم الوداد البيضاوي، سنة 2003 وفي نهائي 2004 .

المرحوم مديح كرس قوة الزعيم

وبهذه الترسانة المجربة من اللاعبين فاز العساكر بكأس العرش ثلاث سنوات متتالية للمرة الثانية في تاريخه، لينال شرف الاحتفاظ بالكأس الفضية الثانية للأبد بخزينته في إنجاز غير مسبوق، وتأتى له ذلك بإحرازه الكأس الأولى سنة 2007 بمدينة فاس مع المدرب المرحوم مصطفى مديح.

وموسم 2007 أحرز الجيش الملكي ثنائية البطولة والكأس، فأحرز البطولة  للمرة 12 مع المدرب المرحوم مصطفى مديح، قبل عودة المدرب محمد فاخر ليحرز الكأس الثالتة له، والثانية للفريق تواليا، وكانت على حساب المغرب الفاسي.

 وحصد الفريق لقبه الثالت تواليا في الكأس سنة 2009 مع المدرب البلجيكي والتر مويس، ضد الفتح الرباطي، وكان هذا آخر لقب للفريق العسكري في كأس العرش، ليدخل بعدها مرحلة فراغ قاتلة.

هل يكون رقم 12؟

بوصوله للمباراة النهائية في كأس العرش يكون الجيش الملكي على موعد مع التاريخ لتحقيق النجمة رقم 12 في المباراة التي ستجمتعه بالمغرب التطواني وهذا يؤكد العمل الكبير الذي قامت به إدارة الجيش برئاسة الجنيرال دوكوردارمي محمد حرمو والرئيس المنتدب أبوبكر الأيوبي والمدرب سفين فاندنبروك حتى إستعاد الفريق العسكري أمجاده الخالدة.