بغياب عدد من نجومه على رأسهم البرازيلي نيمار وكيليان مبابي، يتواجه باريس سان جرمان الأحد مع ليل بطل الدوري على كأس الأبطال الفرنسية الموازية للكأس السوبر في الدول الأخرى، وهذه المرة في تل أبيب.
وستكون المواجهة بالتأكيد من دون حسابات في هذا الوقت من الموسم، إذ لا يمكن على الإطلاق الوقوف على مستوى الفريقين، لاسيما سان جرمان الذي تنازل عن لقب البطولة المحلي لصالح منافسه وخرج خالي الوفاض من عصبة أبطال أوروبا، ما دفعه الى أن ينشط في سوق الانتقالات الصيفية بحثا عن استعادة زعامته.
ورغم قيادته ليل الى لقب البطولة الفرنسية للمرة الأولى منذ 2011، اتخذ المدرب كريسطوف غالتيي قرار الرحيل (تعاقد لاحقا مع نيس) ما دفع النادي الى التخبط للبحث عن بديل ووقع الخيار على جيسلان غوفنيك.
وقبل الوصول الى إسرائيل، تقاطع مشوار الفريقين في البرتغال حيث خسر ليل مباراته الودية في فارو مع بورطو صفر-2، قبل 48 ساعة من تعادل سان جرمان مع إشبيلية الإسباني 2-2 الثلاثاء، في نتيجتين تعكسان تماما عدم جاهزية الفريقين بدنيا وتقنيا للموسم الجديد.
ويبدأ الفريقان حقبة جديدة اعتبارا من الأحد ستكون لليل الذي حسم اللقب في المرحلة الختامية بفارق نقطة فقط عن نادي العاصمة، من دون غالتيي والحارس مايك مينيون (انتقل الى ميلان الإيطالي) وبوبكاري سوماري (انتقل الى ليستر سيتي)، وقد يلحق بهم لاعبون مؤثرون جدا مثل البرتغالي ريناتو سانشيز أو جوناطان إيكوني.
ورغم الاقتراب من انطلاق البطولة الذي يفتتحه الأحد المقبل في ضيافة متز، لم يجر ليل أي تعاقد حتى الآن وما زال يبحث عن حارس يسد فراغ رحيل مينيون، لكن العميد البرتغالي جوزي فونط بدا متفائلا بالقول "لم نخسر سوى لاعبين... ولدينا فريق يتمتع بالكثير من المؤهلات. ننتظر لمعرفة ما سيحصل، لكني لست قلقا ".
في نادي العاصمة، الأمور سارت باتجاه معاكس، ففريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو كان فاعلا جدا في سوق الانتقالات هذا الصيف وبلاعبين من العيار الثقيل، حيث ضم المدافع الإسباني المخضرم سيرخيو راموس، الهولندي جورجينيو فينالدوم، المغربي أشرف حكيمي والحارس الإيطالي بطل أوروبا جانلويجي دوناروما.
وأقر بوكيتينو أن "الحصول على المركز الثاني في الدوري والخروج من نصف نهائي عصبة أبطال أوروبا (على يد مانشستر سيتي الإنكليزي) تركا مرارة. لدينا ثأر لنأخذه ضد أنفسنا".
على الورق، يبدو سان جرمان فريقا قادرا على اكتساح كافة الألقاب الممكنة بانضمام هؤلاء النجوم الكبار الى نيمار ومبابي الذي يبدو أنه سيستمر مع نادي العاصمة أقله حتى الصيف المقبل.
لكن نادي العاصمة يتواجه مع ليل بنصف هذه الترسانة لكنه سيعتمد على وافدين جديدين من أصل أربعة في لقاء الأحد بضم فينالدوم وحكيمي الى التشكيلة، بصحبة لاعبين آخرين شاركوا مع بلادهم هذا الصيف في الاستحقاقات القارية مثل المدافع الفرنسي بريسنيل كيمبيمبي ولاعب الوسط البرتغالي دانيلو بيريرا.
لكن لائحة الغائبين من النجوم أكبر بكثير من الحاضرين، وعلى رأسهم مبابي الذي عاود تداريبه في 22 الحالي و"يواصل عملية التحضير البدني" بحسب ما أفاد النادي السبت، ونيمار ومواطنه ماركينيوس، الأرجنتينيان أنخل دي ماريا ولينادرو باريديس، الإيطالي ماركو فيراتي والإسباني بابلو سارابيا.
أما الوافد الجديد راموس فيغيب بسبب الإصابة التي ستحرم نادي العاصمة من البرازيلي رافينيا أيضا وكولان داغبا، فيما يغيب الإسباني الآخر خوان برناط بسبب عودته المتأخرة الى التداريب.
لكن بوكيتينو شدد رغم هذه الغيابات على أن "ليس لدينا أي أعذار"، إدراكا منه بأن خسارة لقب احتكره سان جرمان منذ 2013 ليس بالأمر الجيد لصورة الفريق ومعنوياته.
ويدخل بوكيتينو لقاء ليل على خلفية خمس مباريات تحضيرية من دون هزيمة (ثلاثة انتصارات وتعادلان)، برز فيها الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس والمهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاري الذي وجد طريقه الى الشباك ثلاث مرات.
وخلافا لسان جرمان، اكتفى ليل بانتصار ودي وحيد من أصل خمس مباريات لكن "يجب علينا الآن أن نطوي صفحة التحضيرات والدخول في المنافسات مع واقعية أكبر على الصعيد الهجومي" بحسب ما شدد غوفرنيك الذي أقر بمعاناة فريقه في ترجمة الفرص الى أهداف.
لكن بامكان المدرب الجديد الاعتماد على الاستمرارية في الخط الأمامي بوجود التركي بوراك يلماز والكندي جوناطان ديفيد.
ويحاول غوفرنيك الحفاظ على نفس الدينامية التي أرساها سلفه غالتييه، وهذا ما تطرق اليه فونتي بالقول "نواصل على نفس روتين اللعب، وهذا يظهر ذكاء كبيرا (من قبل المدرب)"، مشيرا الى أنه لم يلحظ أي تغيير في طريقة لعب فريقه.
وعن مباراة تل أبيب الأحد، قال البرتغالي "إنه لقب حقيقي (ردا على ما يقال دائما عن هامشية كأس الأبطال) لم يفز به ليل أبدا . إذا حصلنا على فرصة الفوز به، سنفعل كل شيء من أجل ذلك. سنضيف كأسا أخرى الى خزائننا".