المعركة في «دونور» والرواج في «قرطاج»
مرة أخرى يطل الديربي البيضاوي ونحن على بعد 5 دورات من نهاية البطولة الإحترافية والصراع على أشده بين الغريمين لحيازة الدرع..
ومثل حسابات الموسم المنصرم الوضع لم يتغير وهو نفسه بنفس المعادلات و نفس الحسابات و لو مع هرم مقلوب هذه المرة كما سنطالع ذلك في التحليل...
قدوم الشابي لتدريب الرجاء زاد هذا الديربي ملحا وإثارة لأنها المرة الأولى التي سيكون فيها مدربان من بلاد قرطاج مالكين لزمام الأمور التقنية لأهم مباراة بالبطولة.. تابعوا تحليل الديربي 130..
• هرم الحسابات المقلوب
في الموسم المنصرم وفي نفس الدورة والمحطة كان الرجاء هو المتصدر والوداد وصيفا، بل كان الرجاء هو من انتصر ذهابا بهدف حميد أحداد والوداد من سعى للثأر إيابا.
هذه المرة هرم الحسابات قلب لأن الوداد هو المتصدر وهو من انتصر ذهابا بهدفين نظيفين، والثأر معلن من النسور، إلا أن أهم ما في معادلة الحوار والصراع القوي المرتقب بينهما هو أن نفس المعادلات التي تقود للدرع قائمة، فكل فريق يملك مصير التتويج، الرجاء لصيانة مكسبها والوداد لاستعادة دوره بأقدام لاعبيها، وأي تعثر أو خسارة أو تهور بضياع نقاط هذه المباراة سيعني ذلك لمن سيتحمل هذه الفاتورة، ضياع لبن الصيف بالكامل، على اعتبار أنه سيصعب التعويض والتدارك بعد هذه المباراة وقد شارفت البطولة فعلا على إسدال ستارتها.
• تونسيان للقمة شاعلان
تزداد حلاوة ديربي الموسم الحالي، بتواجد مدربين تونسيين بالعارضة التقنية للغريمين وقد سعى الرجاء خلف النمساوي لسعد الشابي خريج مدارس فيينا التدريبية كما يقول والمهووس بالواقعية الألمانية ليلحق بالمخضرم والشيخ والقيدوم فوزي البنزرتي صاحب الباع الطويل والخبرة الأطول في بطولتنا منذ عقد تقريبا.
وبغض النظر عما اشتهر به المدربون التوانسة من تكتيك صارم ومن إبداع في الخبث الكروي كما يفتخرون بذلك في كل خرجاتهم ومن قراءة للمباريات ذات التعقيدات المركبة مثل الديربي، فإن تصريحات الشابي وتحديه للبنزرتي مرارا وقوله أنه ينتظر بشوق هذا اللقاء ستشعله أكثر فأكثر.
الشابي لم يخسر سوى مباراة واحدة بالبطولة وقد كانت أمام نهضة بركان والبنزرتي واثق أن ترك الحابل على الغارب أمام ابن جلدته في هذه القمة، فيسضرب أسهمه حتما ليس هنا بل في بلاد قرطاج.
• مباريات داخل المباراة
قبل أن نتحدث عن قيمة المباراة ووزنها في تحديد مسار البطل، لنا أن نستحضر أنها مباراة مشبعة بالثنائيات، الزنيني والتكناوتي في صراع القفازات لربح مقعد مع الأسود، والعملود أمام اجبيرة ومذكور أمام عطية الله..
مباراة مالانغو في تحدي الكعبي والعكس صحيح، ومباراة داري ورحيمي ومباراة اللافي أمام مواطنه الورفلي دون أن نتغاضى عن صراعات الوسط وما أقواها بين الحسوني وكماشة العرجون والحافيظي أو متولى أمام رقابة جبران وبطبيعة الحال استحضرنا بالتفصيل حوار الشابي والبنزرتي بلمسة وتونسية..
ثنائيات فردية لن تحول دون مواكبة قراءة القالب الجماعي والتكتيكي للمدربين وكيف سيتفاعلان مع نتيجة الذهاب وإن كانت ستتكرر نفس الأسطوانة كما يرددها الأنصار «موسم سنتصر فيه فريق ويتعادلان ذهابا»، فالتعادل هنا لا يخدم الرجاء وإن حدث فسيعزز الشك بشأن هذا الموال وهذه المعادلة الغريبة.
• الدرع يحسم بالقمة
صحيح أن الإنتصار لن يمنح صاحبه التتويج رسميا كما لن يعدم فرص المنهزم و الخاسر كليا، وصحيح أن الذي سيربح النقاط قد لا يعلن بطلا مثلما حدث مرارا في سابق المواعيد والمحطات، لكن أنصار الناديين ومعهما المتتبعون لشؤون البطولة وأرقامها مدركون أن كتابة البطل على صحن الدرع تحسم أحرفه الأولى في هذه المحطة.
الرجاء المستضيف يعلم أنه لو يفرط في الثأر والنصر فسيمنح غريمه فرصة من ذهب لاستعادة درعه لأن المباريات المتبقية للوداد أغلبها بملعبه وسيكون من الصعوبة انتـظار هداديا وأسقطة أو حتى ريمونطادا لا تحضر دائما.
والوداد مدرك أنه لو يبقي على صدارته بالنتيجة التي تخدمه ولو بالتعادل فسيتفادى حسابات النسبة الخاصة حتى لو تعادل في النقاط مع غريمه وسيملك مصير التتويج بأقدام لاعبيه، أم لو كرر الفوز ذهابا وإيابا فسيكون قد خطا خطوة عملاقة على درب الإحتفال وتجاوز حراج العصبة، لذلك ديربي 130 نفحاته تونسية وهو «برشا برشا زين» .
• البرنامج
الزمان: السبت3 يوليوز 2021
المكان: مركد محمد الخامس بالدار البيضاء (س21و30د)
• وضعيتهما في جدول الترتيب:
ــ الرجاء البيضاوي: المركز 2 بـ 48 نقطة
ــ الوداد البيضاوي: المركز 1 بـ 54 نقطة